الوالد وكتيبة العاطلين

mainThumb

03-11-2022 05:17 PM

لا أعني بالعاطلين الذين لا خلاق لهم بل أعني الذين يبحثون عن عمل ولا يجدونه ويعيشون من كدّ آبائهم هؤلاء الآباء قادرون على إغاثة أبنائهم في حين أن عشرة من الأبناء لا يستطيعون إعاشة آبائهم وأمهاتهم ويسأل المرء لماذا ؟ أغلب الظن أن الحياة في هذه الأيام ليست كتلك التي كانت قديما فقديما كانت الحياة ميسّرة لا تحتاج إلى كثير من المال بل كانت تميل إلى النواحي العملية كتلك التي تحتاجها الأرض من يد عاملة ليست من أيّ بلد أجنبي بل من داخل الأسرة التي تساعد الجيران والأهل هذا العشق للأرض كفيل بتنمية العطاء والأب في هذه الحالة يجد نفسه مدفوعا لتلبية ما يحتاجه الأبناء من رعاية وشراء ملابس ولم يكون الأبناء يتطلبون الكثير وكانوا دائما يرددون القناعة كنز لا يفنى ومن كانت حياته في القرى والأرياف يقنع بالقليل ويشبّ على خلق فهو يحترم جيرته حتى أنه يعتبر نفسه حارسا أمينا على جارته وعلى جيرانه حتى على فتيات قريته ولذا تجده لا يطلب الكثير ومهامه معروفة بعكس أهل المدن إلاّ من رحم ربّك ومن يسكن في المدن يعرف ذلك يداهن وينافق ويجامل وفي كل اسبوع يجب أن يشاهد فيلما ولا بأس من جلسة في المقهى ولعبة ورق ولا بأس من تدخين الشيشة والتحرش بالفتيات ونادرا ما تجد شابا يوقر الكبير ويعطف على الصغير حتى أنّ بعضا منهم لا يحترم والده الذي ربّاه وعلّمه وزوّجه وأعطاه الكثير الكثير من صحّته وماله وعطفه وحنانه وسهره ومعروف أن من يعمل بالأرض يكون وفيّا لأهله ومحبّا لأبناء جلدته ..ومن هنا كان الفارق الكبير بين من يفتدي بنفسه تراب الوطن وبين من يشتم الوطن من خارج الوطن فإذا كنت حريصا اشتم الوطن من داخل الوطن وليس من خارجه لترى بنفسك أية جريمة تكون ارتكبت فالوطن أغنية مقدّسة يجب الإلتفاف حوله والدفاع عنه والموت في سبيل إعلاء شأنه ودحر كل من يحاول الإعتداء عليه وعاش الوطن عزيزا منعّما مكرّما ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد