نسور قرطاج لن يحرموا المونديال

mainThumb

03-11-2022 06:14 PM

يتطلع المنتخب التونسي لكرة القدم للتأهل للمرة الأولى في تاريخه الى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم بعد خمس مشاركات سابقة لم يتجاوز فيها الدور الأول، وذلك في ظل علاقات متوترة بين اتحاد الكرة ووزارة الرياضة وتهديدات الفيفا بمعاقبة الكرة التونسية، والتي تلقي بظلالها على تحضيرات الفريق قبل أيام عن موعد انطلاق كأس العالم قطر 2022، الذي تتطلع فيه الجماهير التونسية بدورها لتحقيق نتائج طيبة رغم صعوبة المهمة أمام حامل اللقب منتخب فرنسا، والدنمارك أحد أقوى المنتخبات الأوروبية حاليا، وعملاق آسيا منتخب أستراليا، ما أثار قلقا متزايدا في الأوساط الإعلامية والجماهيرية التونسية، المنقسمة بين دعم توجهات الوزارة وتأييد استقلالية الاتحادية، لكنها تجمع على ضرورة تجاوز الأوضاع المتوترة وتوفير كل شروط الاستقرار في أوساط المنتخب حتى يكون في مستوى التطلعات ويحقق ما عجزت عنه الكرة التونسية عبر التاريخ.
تهديدات وزارة الشباب والرياضة بحل الاتحاد التونسي بتهمة خرق القوانين دفعت بالاتحاد الدولي الى مخاطبة الاتحاد التونسي وتهديده بدوره بمعاقبة الكرة التونسية من المشاركات القارية والدولية في حالة استمرار الانسداد الذي تراكم على مدى سنتين منذ تولي السيد كمال دقيش منصب وزارة الرياضة عام 2020 ودخوله في معارك لم تنته مع وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي في قضايا مختلفة، آخرها ما تعلق برزنامة الدوري المحلي، وقرار السلطات الأمنية تأجيله الى ما بعد مراجعة خريطة مواعيد البطولة بعد أن كان مقررا نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وهو الأمر الذي حرم اللاعبين الدوليين المحليين من خوض مباريات تعيدهم الى أجواء المنافسة عشية مونديال قطر، بغض النظر عن طبيعة المشاكل المطروحة والمسؤول عنها بشكل مباشر.
وسائل الإعلام التونسية أثارت هذا العناد المتبادل بين الوزارة والاتحادية، أو بالأحرى بين الوزير ورئيس الاتحادية، ومدى انعكاسه سلبيا على تحضيرات المنتخب التونسي ومردوده في مونديال قطر، وجماهير الكرة من جهتها وجدت نفسها محرومة من مباريات دوري كرة القدم، ومشغولة بتحذيرات الفيفا وتهديداتها للمنتخب والأندية التونسية في حالة استمرار الانسداد، رغم أن الأمر لن يصل إلى درجة إقصاء تونس من المشاركة في مونديال قطر الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى بضعة أيام لأن المشاكل المطروحة ليست وليدة اليوم، لكن الانسداد قد يؤثر على المعنويات والتحضيرات والمردود في نهاية المطاف رغم تأكيدات رئيس الاتحاد التونسي لوسائل الإعلام بأنه سيحول الصعوبات الى طاقة ايجابية تقود الى تحقيق مشاركة تاريخية للمنتخب التونسي.
مدرب المنتخب التونسي جلال قادري وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه معنويا ونفسيا وفنيا، يصعب عليه اختيار أسلحته في ظل توقف الدوري ونقص المنافسة للاعبين المحليين، ويصعب عليه تحضير منتخبه وسط أزمة مستمرة بين الاتحادية والوزارة، وتحت ضغوطات جماهيرية تطالب ببلوغ الدور الثاني رغم صعوبة المهمة، وأخرى اعلامية منقسمة بين هذا وذاك رغم إجماعهم على ضرورة تجاوز الخلافات على الأقل إلى ما بعد نهاية المونديال، والتي ستكون فاصلة بين رجلين متمسكين بصلاحياتهما ومواقفهما، ويدركان أن الأمر لن يصل الى درجة حرمان المنتخب التونسي من المشاركة في المونديال، لكن قد يحرمه من التحليق عاليا والتألق في سماء قطر بالشكل الذي يليق بالكرة التونسية في سادس مشاركة لها في نهائيات كأس العالم.
تونس ستكون حاضرة في مونديال قطر رغما عن الفيفا ودقيش والجريء، لكن بأي سيظهر قادري، ورفقاء لمساكني؟ هذا هو السؤال الذي لا نعرف له الجواب، في وقت يأمل الجميع في تجاوز مبدأ المشاركة فقط الى التميز والتألق فقط.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد