الهرب من الأحزان

mainThumb

27-11-2022 02:24 PM

لم أعد كما كنت ولم يعد صديقي كما كان لقد اختلفت مشاربنا وأصبحت أفرّ منه ذلك لأنّه يسألني كلما التقيته أين أنت ؟ هل هي القراءة التي حجبتك عني ؟ لماذا لا تسأل ؟ وغالبا ما أحسّ بأنه في واد وأنا في واد آخر صحيح أننا لم نكن نفترق ولكن ظروفا تجدّ على المرء تجعله أنانيّا لا يحبّ أن يشاركه فيها أحد وأسأل نفسي لماذا هذه القسوة أليس من الأفضل أن تشارك الأصدقاء في همومك ؟ فربما يخفّفون عنك ويحملون عنك بعض ما تحسّ به ولكنني لا أريد لغيري أن يخفّف عنّي وعليّ أن أكون ممن يتحمّلون الألم وحدهم لأنه من سابع المستحيلات أن يحسّ أيّا كان كما تحسّ لذا لماذا تحمّل الاخرين آلامك وهمومك وحزنك ولماذا لاتدع الناس في حالهم فكلّ منهم غارق في مشاكله وهمومه وليس أحد يستطيع أن يحمل همّه وهمّ غيره ..
صحيح أنا حزين ولكنني أهرب من أحزاني بالقراءة حتى أن صديقي يقول لي حين ألتقيه بأنني فضّلت الكتاب عليه وأنني أصبحت مدمنا على إضاعة وقتي بالقراءة ولم يدرك حتى هذه اللحظة بأنني أهرب مما أنا فيه بدفن رأسي بالكتب وأنني أمضي الوقت بالتردد على المكتبات ودور الكتب وهذا ما أقوم به بدلا من أن أسمع ما بالك اليوم واجما يا صديقي هل يضايقك هذا ؟ أنا صحيح أبدو متجهما لأنني أمرّ بظروف استثنائية وأرى أنّ ذلك من حقّي وليس من حقّ أحد أن يعاتبني على هذا وفي قرارة نفسي آمل أن أجتاز هذا الحال إلى ما هو أفضل لربما يكون في ذلك راحة لصديقي وراحة لنفسي وراحة للآخرين أرجو ذلك...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد