هل تحتاج المعرفة إلى إدارة

mainThumb

09-01-2023 09:50 AM

تنتج مراكز الابحاث في العالم وبشكل سريع جدا الملايين من المعلومات كنتائج الابحاث والتجارب في شتى حقول المعرفة والموجودة على الشبكة العالمية والمكتبات وبنوك العلم والمعرفة، ومع ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطوّرة ما سهّل من عملية ادارة المعرفة من حيث الحفظ والاسترجاع والتقاسم والنشر وما الى ذلك، وبما ان تكنولوجيا المعلومات اصبحت متاحة لدى الغالبية العظمى من الناس الامر الذي يعني توافر المعرفة وبكثرة والتي تؤدي في احيان كثيرة الى الاغراق المعرفي والتوهان لدى الباحثين عن نوع معين المعرفة وبالتالي أصبحت مشكلة الباحثين عن المعرفة تتمحور ليس حول مدى تواجد المعرفة والوصول اليها وانما حول الاختيار الصحيح للمعرفة المطلوبة وسط كم هائل من المراجع والوثائق وبالتالي المعارف المتوفـرة، وبخاصة في شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت).
ولا نزال نسمع للان العديد من التعابير العلمية والمعرفية حول المعرفة مثل: "إدارة المعرفة"، "مجتمع المعرفة"، "اقتصاد المعرفة"، "عالم المعرفة"، "رأس المال المعرفي" وتطول القائمة والتي تدور جميعها حول المعرفة والتي تعد الاصل لجميع الاشياء. والمعرفة المقصودة هي مزيج الخبرات والمهارات والقدرات والمعلومات السياقية اللازمة للقيام بعمل ما. إضافة إلى الاتجاهات والدوافع والحوافز التي توجّه الفرد والجموع وتدفعهم إلى استخدام المعرفة وتحويلها إلى إبداع ومن ثم ابتكار.
انطلاقاً من هذه النظرة الشمولية للمعرفة في عالم اليوم، يصبح من البديهي أن يرتهن نجاح الفرد أو المؤسسة بالقدرة على (إدارة المعرفة) بصورة فعّالة، بما ينعكس بصورة ايجابية على مستوى الأداء والإنتاجية، والجودة، وباعلى درجات الكفاءة والفاعلية التي تشكّل بمجموعها عناصر التنافس طويل المدى، الذي لا ينتهي بمجرد ظهور منافسين جدد، في أي مجال من مجالات استخدام المعرفة.
وكما ان المعرفة تتطلب مجموعة من العمليات اللازمة لضمان وجودها والاستخدام الامثل لها. وعليه، فإن إدارة المعرفة ترتكز على وظائف الادارة الاساسية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة ومتابعة واعادة استخدام للمعرفة وتقييم وتقويم ما ينتج عنها من مخرجات. وتزداد أهمية ادارة المعرفة لارتباطها الوثيق مع الجودة والتميز وما تتطلبه من معارف توصل المؤسسة الى اعلى درجات التميز. فإدارة المعرفة تقوم بالتخطيط لتحديد اهداف المعرفة وبالتالي نوعية المعرفة اللازمة وكيفية الحصول عليها وتوليدها ومن ثم تنظيمها وتصنيفها وفق اسس تسهّل الرجوع اليها وبالتالي استخدامها وتوجيهها بالشكل الانسب ليعاد توليدها وتحقيق الرافعة المعرفية وتسهيل عملية تبادلها والتشارك بها لتوليد معارف جديدة بشقيها الصريحة والضمنية. كذلك التعليم والتدريب المستمرين للكادر بمختلف تخصصاته ومستوياته، يعدّان ركناً أساسياً من أركان ادارة المعرفة، فادارة المعرفة ليست إدارة المعلومات فحسب، بل انها في جوهرها تعتمد على إدارة الموارد البشرية وتنميتها لبناء قاعدة خبرات فردية وجماعية تفاعلية مستمرة، تسهم وبشكل فاعل بتحقيق اعلى درجات التميز في المنظمات. وكل ذلك حتما يحتاج الى ادارة معرفة سليمة وحصيفة وحكيمة.
*خبير تميز وادارة اداء مؤسسي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد