أيحتاج الربيع ربيعاً

mainThumb

29-01-2023 09:01 AM

ذات مساء ربيع عربي في يوم من أيام الحراك شاهدت منظرًا أسر انتباهي : راية حمراء عريضة ترفرف فوق رؤوس ثلة من المتحركين ، و شد انتباهي صورتان لرفيقين : فيدل كاسترو وتشي جيفارا ! تحت الراية الحمراء شيخ عربي في زي غربي : فبدلته باريسية ولحيته كثة غطت ربطة عنقه العريضة و صدره كما يغطي بيت زعتر "صفاة" في أول مسقط مياه سيل ينساب بين شعاب الجبال. فقلت لصديقي الجالس بجانبي تعال وانظر, مازال الرفاق الشيوعيون أحياء في الميدان: تأمل صورة هذا الشيوعي وكثاثة لحيته ، فهي لو غزلتها لصنعت منها "شقة" بيت شعر . فضحك صديقي قائلا : اتق الله يا رجل! : هذا الحراكي الأخ المناضل فلان!
طبعا صديقي من زمرة المناضل ففئة دم حزبه خضراء وفيديل كاسترو وجيفارا زمرة دم حزبهما مستمدة من الراية الحمراء! فقلت هذه مستحيل فأنتما قطبان متنافران لا يلتقيان. فقال : الكفاح في سبيل الحرية جمعنا وبعد ذلك عندما تشرق شمس الربيع وتفتح الأزهار كما تفتح في ربوع أخرى سيذهب كل منا في سبيله! بل سنقضي عليهم!ّ
فقلت وهل المسلون يأخذون بمبدأ الغاية تبرر الوسلية! فقال نعم : الحرب خدعة ! قد تخدع من يسير معك و في نهاية الطريق تطفئ الأنوار وعندها تدّع من على شمالك ويمينك دعّا في الحفر التي حفرتها لهم كما يدّع الكافرون إلى جهنم . ونحن نفعل ما نقولك فإذا أرسلنا رسالة إلى مرتكب مجازر وسافك دماء نقول له " صديقنا الوفي" فنحن واثقون أنه سيقول في نفسه شكرا يا كلاب باعتبار أن الكلب مضرب المثل في الوفاء!
فقلت : هذا الكلام يذكرني بكتاب الداعية الإسلامي محمد الغزالي صاحب كتاب " الإسلام في وجه الزحف الأحمر" ( القاهرة: دار المختار الإسلامي، 1966). فالداعية يعبر عن وجله وضيق نفسه لنجاح الشيوعية في مصر في فترة الخمسينات والستينيات ولأن الناس لو يعرفونها على حقيقتها العارية نظريا وعمليا لولى عنها الأنصار؟ السؤال: هل الشيخ ومجموعة المشايخ الذين معه في الصورة أغرار لا يعرفون الشيوعية على حقيقتها؟
فقال صديقي : ما عادوا شيوعيين بل أصبحوا ليبراليين وهم مجرد دمية نحركها كما نريد؟
فقلت : وهل هم سذج إلى هذه الدرجة فيسيرون معكم . فقال الجواب في مرجعك فارجع إليه.
وهل أنت منهم ؟ فقلت يا صديقي أنت تعرفني لم ولن أكون من الذين يفرقون دينهم شيعا وأحزابا التزاما بأمر الله!
افترقنا متجهمين!
تصفحت الكتاب فاستوقفني كلام الشيخ وهو يبرر استيراد مصر للسلاح من الاتحاد السوفيتي " نحن المسلمين( على المدح) في وضع شائك محزن!! وحين نقبل العون الروسي ماديا كان أو أدبيا فلكي نستبقي أنفسنا وتراثنا ضد من يبغي العدوان علينا] .....[ وإذا كانت المصالح السياسية المجردة تجعل المتناقضين يلتقيان في ميدان ما فتلك ضرورات تمليها ظروف خاصة و ا تعني بتّة أن يتنازل احد عن مقوماته ومشخصاته!!"
يحث الداعية المسلمين(10ص) على الأخذ بمنهج ستالين الذي نقله عن لينين"إن النصر لا يتم لنا إلا على أيدي من يحسنون تخير الطرق للهجوم والتقهقر على السواء أن الحرب للقضاء على البرجوازية الدولية ستكون حربا طويلة شعواء تتضاءل إمامها أهوال الحروب التي تنشب بين بعض الدول وبعضها الآخر. ومن الخرق أ ن نتنحى في سبيلها عن سلوك أي طريق من طرق المناورة كأن تضرب أحيانا مصالح عدو بمصالح عدو أخر !! أو نبرم اتفاقات مؤقتة نعرف لها عدم الدوام والثبات!! فإننا برفضنا هذا المسلك نكون كمن يريد تسلق جبل منحدر مجهول المسالك ، ويتمسك بادئ ذي بدء بالامتناع عن الصعود في خط متعرج أو الرجوع أحيانا بضع خطوات إلى الوراء أو العدول عن الاستمرار في الطريق المختار والبحث عن طريق أسهل منه لإتمام الصعود."
ويعدد الشيخ مثالب بل عيوب الشيوعيين من إباحية وهدم المجتمع والأسرة ودكتاتوريه! وسألت نفسي : هل يسعى الدكتاتوريون إلى تحقيق الديمقراطية؟ وبعد أن ت فكرت في كلام الشيخ عشرين كرة فلأيا عرفت الغاية بعد توهم!!
الشيخ يحض المسلمين على تبني هذا الأسلوب فهو يقول ( ص10) " بهذا الأسلوب المرن يخدم الشيوعيون قضاياهم . فهل من ضير على المسلمين أ، يلجوا إلى هذا الأسلوب نفسه فيضربوا مصالح عدو بمصالح عدو آخر؟"
يذكر الشيخ في ( ص10) "إن تشرشل مستعد للتحالف مع الشيطان ضد خصومه"... فهل يجوز التحالف مع الشيطان ومن هم شر من الشيطان؟
هذا يفسر ما يجري في مفازات الربيع العربي حصاده المر التي يسقط في احد قيعانها الناس صرعى كأنهم حب فلفل أو قلقل
فلمّا عرفت الدار قلت لربعها ألا انعم صباحا أيها الربع وأسلم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد