تجار تغسيل الموتى وتكفينهم ودفنهم

mainThumb

05-02-2023 01:47 PM

ابدآ مقالتي هذه بالآية (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (الملك: 2)). سنة الله في خلقه الموت (الموتة الكبرى وهي الوفاة) والحياة (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء:1)). فمهما بلغ عمر الإنسان لا بد أن يتوفاه الله ويعود إلى خالقه (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة: ، 281)). والذي إضطرني لكتابة هذه المقالة هو ما نشره مندوب "الغد" في تقريره عما يحدث في المستشفيات الحكومية بشكل عام وفي المستشفيات الخاصة بشكل خاص من قبل بعض الأشخاص من أصحاب الأسبقيات وغيرهم من غير المصرح لهم بتغسيل الموتى وتكفينهم ودفنهم أمام غرف تشريح او ثلاجات الموتى او غرف الطب الشرعي في المستشفيات من مشاجرات ومنافسات على هذا العمل مع الاشخاص المصرح لهم.

والأدهى والأمر ان أولئك الاشخاص غير المصرح لهم يقومون بإستغلال المكلومين وإبتزازهم بأسعار التكاليف من أجرة تغسيل واسعار أكفان وكافور وصابون وليف. علاوة على عدم الإخلاص في العمل مثل عدم الإلتزام بشروط التغسيل الإسلامي والتقليل من قياس قماش الاكفان وإستخدام الليفة والصابونة الواحده لأكثر من متوفى وإستخدام ملح الليمون بدلا من الكافور لرخصه، ورفع أجرة باصات نقل المتوفون للمدافن. فأصبحت عملية تغسيل الموتى وتكفبنهم ودفنهم تجارة بين مجموعة من الاشخاص وليست عمل إنساني. وكما ذكر في التقرير ان هناك موظفين في المستشفيات الحكومية والخاصة متفقين مع أولئك الاشخاص غير المصرح لهم او لهن يقومون بتسليمهم المتوفون لتغسيلهم وتكفينهم ودفنهم مقابل عشرون دينارا. لهذه الدرجة وصل بنا الحال نحن المسلمون، لا حول ولا قوة إلا بالله، يهمنا المال اكثر من مخافة الله والإنسانية. لا نريد تحميل المسؤلية لأي جهة رسمية ولكن ننصح ان يقوم اي شخص من اهل المتوفى ذكرا كان ام انثى بعملية التغسيل والتكفبن والدفن ولا يترك الأمر لتجار التغسيل والتكفبن والدفن غير المصرح لهم او لهن والذين كثر عددهم وعددهن هذه الأيام. ونسأل الله أن يطيل باعماركم واعمارنا بالصحة والعافية والسعادة ابدا ما احياكم وأحيانا رب العالمين (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ, وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقين: 10 و 11)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد