حواري القرية

mainThumb

02-03-2023 02:20 PM

نسيت تماما من هو صاحب المشورة الذي أقنعني أن أهاجر من القرية إلى المدينة حيث العمارات الشاهقة والشوارع الواسعة والمقاهي والمطاعم ودور اللهو وتوفّر أسواق العمل .. لقد نسيت من هو ؟ وفي ظنّي أنّه لم يكن يريدني أن أمتهن البحث عن المتاعب وأن أمضي النهار تلو النهار أبحث عن عمل ، أيّا كان هذا العمل وهو يعلم تماما ما كنت عليه في القرية ..
مرّ عام كامل وأنا أتردّد على هذا وذاك .. لم أترك مطعما إلاّ وتركت عند مديره أو شيفه أو عمّاله رجاء لأعمل عندهم ، ولم أترك بائعا في طول الأسواق وعرضها إلاّ وقدّمت لصاحبه التماسا أن يقبل بتوظيفي ولو بأيّ أجر يراه مناسبا له وليس لي ، ولم أترك مكتبة إلاّ وطرقت بابها حتى أنني في نهاية الأمر أو بدايته لست اذكر الآن طلبت أن أكون خادما ..
ولكن الذي لا أستطيع تفسيره أنّ الجميع أجمعوا على رفض توسّلاتي مع أنني أرتدي أجمل الثياب وأهتمّ كثيرا بمظهري وليس لأحد أن يأخذ عليّ مأخذا فلماذا كلّ هذا ؟؟
لم أطلب أن أكون مسؤولا أو مديرا أو متنفّذا بل طلبت أن أحصل على عمل يوفّر لي لقمة عيش نظيفة وليس أكثر .. ترى من المسؤول عن رحلتي هذه إلى المدينة هل هو قدري ؟؟
لم يكن من عادتي أن أعاند الأقدار وبعد تفكير جادّ وعميق عزمت على الرحيل الآن والعودة إلى ملاعب صباي وسامحك الله يا من أشرت عليّ بأن أترك القرية وأطلب الرزق في حواري المدينة وبين جنباتها فما قسمه الله لي لا يستطيع أحد أن يمنعه عنّي وأن تعيش راضيا قانعا خير من ألف مرّة من أن تعيش مشرّدا تبحث عن لقمة عيش سائغة ولا تجدها ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد