تثاؤب

mainThumb

24-03-2023 02:35 AM

كل صباح، وفي نفس التوقيت، يسألني نفس السؤال؛ لماذا أطيل السهر ؟ حتى أني أقضي اليوم الموالي بأكمله في التثاؤب كأني فرس نهر ، فمي لا يكاد يُغلق ! وإن كان هو لا ينزعج من ذلك ، فإنه يخشى أن ذلك يُسيء للآخرين ...
يقول يا ليتني أنظر إلى النجوم المتحلقة حول القمر ، وإنما أبيتُ في غرفتي ، لا أمل من مشاهدة التلفزيون ، الفيلم تلو الفيلم !...
هو لا يعلم بأنها ليست الأفلام المشوقة، وإنما العيون الزرقاء الملتهبة، الرموش السوداء، والخد اللين... آه ... كأنها وردة حمراء جميلة تحت المطر ، لقد تهت وسط ابتساماتها ، وهزّتني ضحكاتها...
أعرفه جيدا، لو قلتُ بأني أعشق لسخر مني، ولو أخبرته بأن قلبي ينبض لتهكم ونقدني وثرثر...
فهو يدرسُ الفلسفة ، فقلبه من حجر ، وكل شيء عنده مُجردْ حتى العواطف ، ولا يؤمن بسهر الليالي...
لو قلتُ فسيقول، ويطلب مني أن أجيب عن أسئلة محددة، هل تسهر هي مثلي ؟ هل تنهض كل يوم متثائبة ؟ وتقضي يومها في العمل أو الدراسة متثائبة ؟...
لو وصفتها له ، لابتسم وقال ، أن الأمر بسيط ، اقترب منها وعبر عن عواطفك ، كما يفعل المحبون منذ أن عرفت البشرية الحب أول مرة !
أما تعذيب النفس كل ليلة، فهذا أمر لا يقبله العقل وإن رضي به القلب وفرح له، لذلك أنا لا أريد أن أخبره..
غير أن تثاؤبي يكشفني كل صباح..
ولأنه مدمنٌ على قراءة كتب الفلسفة لا يدرك أي متعة يحسها العشاق وهم يفكرون في الحبيب ليلا...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد