وتمضي الايام في الملاعب

mainThumb

25-03-2023 01:28 PM

عندما تقرأ قصة (الالم )لانطون تشيخوف الاديب الروسي ومختصر القصة يدور حول فلاح روسي عجوز حمل زوجته المريضة على عربة الحصان المتهالكة واحس خلال الرحلة انه كان قاسيا معها في رحلة الحياة واصبح يناجيها بكلام طيب لم يسمعها اياه من قبل في حياتها معه ،ولما وصل الطبيب وجدها قد فارق الحياة وبالتاكيد لم تسمع كلماته آلتي جاءت متاخرة جدا ،وحيث لا ينفع الندم ،
وهذا هو شان معظم اهل الرياضة حيث تبدا حياتهم بالتدريب والمباريات ومن ثم الادارة بمختلف مراحلها وعلى مدار الاسبوع والشهور والسنوات ولايعرف او بعترف بعطلة اسبوعية او سنوية وتمضي الايام والسنين كالبرق ولا وقت لديه للمراهقة كبقية الصبيان او اختيار ملابس للسهرة بالنسبة للصبايا او للرحلات الترفيهية او حتى المدرسية منها لانه لا وقت لديه سوى للتدريب والمباريات ،
فحياته ورحلاته لا تعرف سوى الكرات والادوات والملابس الرياضية ( الشورت والتيشيرت وبدلة التدريب ) ينام فيها وهي لباس الخروج والعمل والزيارات وبعضهم كانت الزي الرسمي يوم الزواج بعد ان انتهى من المباراة ولم يسعفه الوقت لاستبدالها
ومنهم من اوقفه رجال السير في يوم زفافه لان لاعبيه او رفاقه في الملعب ساروا بسيارته عكس السير وقصص وحكايات مضحكة مبكية حصلت مع العديد من الرياضيين في يوم زفافهم ،
وجاءت العروس وكانها ذاهبة الى مباراة كرة قدم غناء وهتافا وجمهورا وقد يشتبك الجمهور في صالة الافراح لخلاف في هتاف او تشجيع لفريق اخر ،
وتستمر المباريات (العمر) والام تربي الاطفال وترعى شؤون البيت ،وهو يتجول بين الملاعب والاندية والاتحادات الرياضية الى ان تصل الامور الى ما وصل اليه انطون تشيخوف الاديب الروسي والكاتب الساخر في (قصة الالم ) في رحلة الفلاح الاخيرةمع زوجته والتي لفظت انفاسها قبل ان تسمع كلماته المتاخرة جدا بعد ان سرقت منه الايام احلى سنين العمر ومضت دون ان يسمع اهل بيته كلمة طيبة ،
وتقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر الله لكم ذنوبكم ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد