صيام المسلمين والمسيحيين واليهود

mainThumb

07-04-2023 12:29 PM

لقد كتب الله على المسلمين منذ الف وأربعمائة واربع وأربعين (1444) أمره بالصيام في شهر رمضان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (البقرة: 183-185)). فهي أيام معدوده، وقد اعطى الله الرخصة بالإفطار للمريض والمسافر على ان يعوضونها عندما يتعافون أو يعودون من السفر. ومن لم يستطع التعويض فعليه دفع الكفارة التي يحدد قيمتها أصحاب القرار في دائرة الإفتاء. كما تر ك الله الأمر للمسافر او المريض ان يقرر امر الصيام بنفسه وفق قوله تعالى (... وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ... إلخ (البقرة: 184 و 185)). وأما بالنسبة للصيام عند إخواننا المسيحيين فيترك أمره للكنيسة وفق كل طائفة من الطوائف الأرثوذكسية، البروتستنتية، الكاثولوكية، الروسية، أو القبطية وبشكل يكون إما أربعون يوما (صوم الميلاد) أو خمسون يوما (صوم العذراء) او صوم نينوى ثلاثة ايام. وفى صيامهم هذا يمنع أكل لحوم الحيوان ومنتجاته كالألبان ومشتقاتها. هناك بعض الإستثناءات لبعض انواع الطعام وفق الكنائس آلرئيسة التابعة لكل دولة في بعض الأيام خلال فترة الصيام مثل الكنيسة البريطانية الروسية وربما غيرهما، وذلك) لأن الأمر متروك لكنائس الطوائف المختلفة.

وأما بالنسبة لصيام اليهود فهو كما إطلعنا عليه ستة أيام فقط طوال العام، ويكون فيه التقشف، كالنوم على الأرض والإمتناع عن الأكل، والشرب، والجماع، والاستحمام، وتغيير الملابس، والتعطر، وغسل الأسنان، والعمل، وارتداء الأحذية، منذ غروب الشمس إلى غروب اليوم التالى، ويتم إعفاء الأطفال والمرضى والنساء الحوامل والمرضعات من الصيام. وأهم أيام الصيام عندهم هو "يوم الغفران" يصومون فيه 25 ساعة مع الكثير من الصلوات، ويرتدى فيه الرجال وشاحًا أبيضا، والنساء ملابسا بيضاء، ويليه فى الأهمية صيام اليوم التاسع من شهر 8 وهو ذكرى خراب الهيكل المقدس، وهو صيام وحداد على تدمير هيكل سليمان، ثم يوم الثالث عشر من شهر 11 وهو "صيام جداليا"، لإحياء ذكرى مقتل حاكم أورشليم الذى ذبح بعد هدم الهيكل. وصيام يوم السابع عشر من شهر 7، وهو مناسبة هدم جدران القدس، حسب زعمهم، إضافة ليوم العاشر من "تيفيت" فى التقويم العبرى، وهو اليوم الذى بدأ فيه القائد بختنصر البابلى حصار أورشليم، وآخرها يوم الثالث عشر من شهر 3، ويسمى "صيام استير"، وهو لإحياء "عيد الفور"، فى ذكرى خلاص اليهود من مجزرة هامان، وزير الإمبراطور الأخمينى أحشويرش وفقًا للتراث اليهودى.كما أن هناك نوعان من الصوم لدى اليهود، الأول، فردي (شخصي) ويُسَمى صوم الأسر، ويقع فى حالات الحزن الفردي، أو عند التكفير عن خطيئة. والثانى جماعى، وهو غير ثابت، وغالبًا ما يفعلونه عند حدوث حزن عام يقلقهم، كالصوم عند رداءة المحصول، أو غارات الجراد، أو الهزائم فى الحروب. أما نحن المسلمين فأمر الصيام جاء من الله وليس احد غيره وجاء نصا صريحا في القرآن الكريم كما اسلفنا، فجميع المسلمين والمسلمات في جميع أنحاء العالم يصومون نفس الصيام بنفس المعايير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد