يوم العلم ، علمنا عال

mainThumb

14-04-2023 07:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين

يأتي اعتماد يوم 16 نيسان كيوم للعلم الاردني في غمرة احتفالاتنا بمئوية الدولة الاردنية تقديرا لرمزية العلم بابعاده المعنوية والتاريخية.

وتنفرد الراية الاردنية بآنها هي تلخيص للحضارة العربية الاسلامية، وان الهاشميين هم الامتداد لهذه الحضارة العريقة، حين نرى في تصميم العلم توازي الالوان الاسود العباس مع الابيض الاموي ثم الاخضر الفاطمي ويأتي الاحمر الهاشمي ليتصل بهذه الحضارات، وكأنه يعبر عن التصميم والارادة لأن تبقى الحضارة العربية بارثها الكبير خالدة في النفوس.

والعلم الاردني قد كان مرفوعا بصورة علم الملك فيصل في سوريا في عامي 1920 و1921، ومن ثم في عام 1922 جرى تبديل اللون الابيض بوضعه في المنتصف بين الاسود من الاعلى والاخضر من الاسفل لتمييزه لصعوبة ملاحظة الابيض احيانا من على بعد.

وبقي العلم الاردني مرفوعا عاليا وبشكل رسمي منذ ذلك التاريخ، وكانت له تعليمات برفعه بشكل رسمي، ولكن لم يكن للاردن دستور يتناول تراثيات الدولة ورموزها وغيرها، حتى صدر القانون الاساسي لامارة شرق الاردن بتاريخ 16 نيسان 1946 وهو بمثابة الدستور الاول للدولة الاردنية.

تكون راية شرق الأردن على الشكل والمقاييس التالية:

طولها ضعف عرضها وتقسم أفقياَ إلى ثلاث قطع متساوية متوازية، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء يوضع عليها مثلث أحمر قائم من ناحية السارية قاعدتها مساوية لعرض الراية وارتفاعه مساو لنصف طولها، وفي المثلث كوكب أبيض مربع حجمه مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازياً لقاعدة هذا المثلث
وعلى امتداد أكثر من خمسين عاما، تمسك جنود الأردن بواجبهم في معارك عديدة حفاظا على الأوطان في مواجهة الأعداء منذ مشاركته في حرب تشرين 1973، ومرورا بحروبه ضد قوى التطرف والإرهاب التي استطاع أن يجنب الشعب الأردني والشعوب العربية أخطارا وكوارث كبرى، وانتهاء بدوره الأساسي والمهم في مواجهة وباء كورونا منذ حوالي سنتين، وفي كل تلك الموقعات ظل العلم الأردني شامخا في أمجاده.
وعلى امتداد مئة عام، مجد الشعراء راية الأردن التي لم تنكسر يوما، حيث يقول الشاعر ورئيس الوزراء الأسبق عبد المنعم الرفاعي "خافق في المعالي والمنى/ عربي الظلال والسنا/ في الذرى والأعالي فوق هام الرجال/ زاهيا أهيبا/ حيه في الصباح والسرى/ في ابتسام الأقاح والشذى/ يا شعار الجلال والتماع الجمال/ والإباء في الربى".
ننظر اليوم علمنا الذي خضبت حمرته دماء الشهداء وروت خضرته قطرات الندى ممزوجة بعرق فلاحيه، وعتقت سواده علامات الجد على محيا أبناء الأردن وإخلاصهم لماضيه ومستقبله، وأظهر بياضه قلوب محبة نقية تحلم بوطن حر وتموت من أجله.
حمى الله الاردن وحمى الله علمنا وحمى الله قائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهدة الأمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد