لست أتعس من أعمى في غرناطة

mainThumb

17-05-2023 01:31 PM

الا يصح الموت إلا من فوق جسر عبدون ، ولماذا تنتظر باقي نقودك من سائق الأجرة وقد هممت بالرحيل ؟!!!!

الا تكفيك قفزة من شرفة العمارة حتى يتناثر جسدك رفيفا ؟!!!!

هل يستحق الهلاك عناء الذهاب إلى عبدون وقد نجا فيه الجسر من غش العطاءات ؟!!!!

هل أصبحت جذومنا فولاذا لا يلين إلا بقفزة من عالي الجسور وأبراج للكهرباء تزمجر للناس بفاحش الفواتير ؟!!!!

أبداننا هشة ولا تحتاج كل هذا الويل والثبور ، فكم عانق الجبصين سواعدنا كلما تخطينا سور المدرسة ، وكلما هوينا من فوق الجدران ونحن نسترق النظر إلى محبوبات قد لوعن الفؤاد بواوات الأصداغ ، يوم سمعنا نحنحة المدير وعطسة الشقيق .

يا منتحرا من ضيم العيش ، يكفيك قفزة من فوق أكوام الهموم حتى تعانق اللحد ، وتترك قتيبة في عصر للنهضة ، يقتات فيه فئرانا أكثر من القمح في صوامع الدقيق .

قتامة العمر يا مفارقا وجه العبوس ، لا تليق بسواد للمستغانمي أحلام ، ومهما عصفت بك الأقدار ، فلست أشد تعاسة من الأعمى في ربوع غرناطة ، ولا من عطار يبيع أعشاب الشفاء ، وها هو في عيادة الباطني يزاحم المرضى ، وقد أدرك الشماتة في مقل الحاضرين

طابت أوقاتكم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد