في وداع شيخ المحامين سويلم نصير

mainThumb

20-09-2023 11:21 AM


أقامت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة قبل أيام بالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي، وملتقى المرأة الثقافي حفل استذكار لشيخ المحامين سويلم نصير.
كان المرحوم محاميا، ومثقفا، وادبيا كان وفيا للأردن وفلسطين، فقوبل الوفاء بالوفاء من قبل مؤسسات الوطن الثقافية، ومن قبل أصدقائه ومعارفه، لقد أفاض المتحدثون في وصف المرحوم، وقدموا شهادات لعلاقة استمر بعضها عشرات السنين.
تعود رحمه الله أن يبدأ أمسياته الكثيرة مع النخب بذكر فلسطين التي كانت ساكنة في وجدانه حسب ما جاء في كلمة راعي الحفل دولة طاهر المصري، فيقول: مساء الخير يا حيفا، مساء الخير يا يافا، مساء يا عكا، مساء الخير لكل مدينة وقرية فلسطينية.
وصفه معالي المهندس سمير الحباشنة رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة بأنه صاحب مكانة متميزة، وشخصية متوازنة، وهو رجل مهني رفيع المستوى وقال فيه:
الأستاذ سويلم نصير أحد أبناء الوطن الأوفياء، شخصية عروبية فكرية، ونموذج للتماهي بين الأردني الأصيل والفلسطيني الأصيل، صاحب شخصية هادئة، وغير منحازة.
أما نقيب المحامين، الأستاذ يحيى ابو عبود، فتحدث عن تجربة رفيعة له مع المرحوم مذ كان النقيب محاميا متدربا، فتحدث من خلال تصفحه لملفات النقابة القديمة عن تاريخ الأردن الذي وصفه بالوطن المعجزة في تكوينه، القوي برجاله، وكان سويلم جزءا من هذا التاريخ، فقد فهم ما فعله الرسول عليه السلام بعد الهجرة حينما آخى بين المهاجرين والأنصار، فكان أنصاريا في أردنيته، وكان مهاجرا بفلسطينيته.
كان المرحوم محاميا، والمحامي هو وارث أعظم الصفات من الأنبياء، أي المجادلة في طريق الحق، والدفاع عن المظلوم، ومقارعة الباطل، فقد كانت أول مجادلة في التاريخ، وأول دفاع عن المنطق الحق في مواجهة المنطق الباطل هو مجادلة إبراهيم عليه السلام للنمرود أعتى أشرار الأرض، فانتصر عليه بالدليل، ففهم معشر المحامين أن سلاحهم هو الدليل.
كان محاميا فارسا في ساحات القضاء، صاحب كلمة، مدافعا عن سيادة القانون، واستقلال القضاء، وكان سياسيا لا يتحدث عن السياسة من باب الترف، ولا من باب التنظير، بل من باب التكوين، ومن باب الضمير، ومن باب الايمان، لكنه كان يتحدث عنها بسيادة القانون.
أما قاضي القضاة د سعيد الهياجنة الذي عرفة مذ ثلاثين عاما في مجال القضاء، فقد وصفه بالشخصية الاستثنائية، فقال فيه: كان وفيا، كلامه شعر، وأدب، وقانون لا يعرف الغيبة لأحد، قدوة للقضاة، وقدوة للمحامين، فقيه في الإنسانية، لا يجادل في الحق، ولا ينحرف عنه.
وختم الأستاذ إسماعيل أبو البندورة الكلمات بقوله: ليس لعين لم بفض ماؤها عذر على أبي المعتصم، وتحدث عن عشائه الأخير الذي أقامه لأصدقائه، وكأنه يودعهم قبل وفاته بيوم، وتحدث أيضا عن مضمون كلمته التي ألقاها في اللحظات الأخير من حياته التي تفيض وطنية وعروبة وكأنه كان يوصيهم بوطنه وأمته.
وشارك الأستاذ رائد حجازي تجربته مع المرحوم، وتحدث عن مضامين كتاب الفقيد(العبر والسير في دروب العمر) حديثا مبللا بالدموع، أما الأستاذ أخو إرشيدة، فتحدث عن مواقف نبيلة للمرحوم تقطر إنسانية، وختم ابنه معن بكلمة جامعة مانعة عن أبيه، وغلف مدير الحفل د خالد الشرايرة كلامه، بالشعر البديع، والكلام البليغ.
رحم الله العم الغالي الذي كان فارسا شهدت له ساحات القضاء، الذي عمل بعيدا عن التزلف والتلون، فخلف بوفاته عبقا وطيبا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد