الديمقراطية هي الحل

mainThumb

25-09-2023 01:42 PM

في وطننا العربي الكبير هناك أزمة ثقة بين القاعدة وهرم السلطة ، وفي كل قطر عربي ، ورأينا مثلا لدى بعض الأشقاء حالة التشكيك والهجوم الذي يتجرد كالعادة من كل أمانة الكلمة وموضوعية النقد الموجه لكل من يريد الترشح لرئاسة الدولة أو حتى النواب .
وبعض الأقطار العربية الأخرى تصدر القوانين وتعدلها كما تشاء ، ومجالس نيابية مغيبة ما أنزل الله بها من سلطان في محاولة لتضييق حتى الهامش من حرية الرأي الذي لا يكاد يرى أو يشعر به أحد ؛ الأمر الذي سينعكس سلبا على اية حكومة بهذه المواصفات لا تحترم ارادة شعبها غائبة أو مغيبة مثل تلك الحكومات التي تنسى أو تتناسى أن للتاريخ ذاكرة وآذان وعيون والقبضة الحديدية والأحكام العرفية وارهاب الدولة لا يصنع الا استقرار أهل القبور .

وطالما وجدت مصالح الشعب سيبقى النضال والحراك بكل السبل لتحقيق أحلام وطموحات شعبنا العربي .

أما اصدار القوانين العرفية ومحاولة حجب الشمس من الغربال كما يقول المثل فأن هذه السياسة فاشلة لدولة فاشلة والقمع والارهاب الذي عانى منه الشعب العربي بكل أقطاره لم يفرز الا ما هو أسوأ للوطن والمواطن والأمة ككل ، ولن يكون حلا حتى لو استعادوا قوانين هتلر النازية.

في زمن الحرب وقبل ما يسمونه بعملية السلام كانت حال مجتمعنا العربي أفضل وأكثر استقرارا ولا يوجد أزمة ثقة بهذا الشكل الموجودة اليوم بين الأنظمة وشعوبها .

ان الحل لكل مشاكلنا يعرفه الجميع الحاكم والمحكوم في بلادنا ، الحل يكمن في الديمقراطية دائما وأبدا ، الديمقراطية كثقافة مجتمع وليس ديكور لحكومات وأنظمة تجاوزها الزمن وهي عنوان الفشل السياسي لشعبها منذ عصر ما يسمونه بالاستقلال الذي أصبح مشكوكا في صحته .

وفي عصر الاستقلال هناك حكومات أصبحت تخاف من شعبها لا من أعدائها وتصدر القوانين التي تشبه قانون سكسونيا ( احد المقاطعات الألمانية ) لأجل ارهاب الشعب الذي تنظر باسمه بل ووجدت لأجل خدمته كما تزعم .
الديمقراطية عندما تكون ثقافة مجتمع وليس فضل ومعروف من السلطة الحاكمة أي سلطة ، وعند ذلك لا يكون هناك ظلم ولا قهر ، وكل مشكلة بسيطة في الدولة الفاشلة يكون البحث عن كبش فداء حتى لو كانت مطالب عمالية صغيرة ، والتجارب كثيرة ومعروفة .

الديمقراطية تعني الكلمة المسؤولة وأمانتها التي هي العلاج والحل لكل مشاكل وقضايا شعبنا وأمتنا ، عندما تكون ثقافة مجتمع لا يسمح أحد بالظلم لأي مواطن ، ولن تجد تجار الذمم الرخيصة في كل انتخابات في البيع والشراء التي يعرفها الجميع لمن يقبل على نفسه البيع والشراء ، الديمقراطية تنقلنا من أرض النفاق التي أصبحت للاسف ثقافة سائدة لأرض الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعي لجيمع المواطنين على مختلف أفكارهم وتوجهاتهم .

الديمقراطية ليست فقط قيام الأحزاب السياسية مع افراغها من مضامينها الوطنية والقومية كما هو في وطننا العربي ، الديمقراطية لا يقودها من قمعوا شعبهم عقودا من الزمن ، ولكن يقودها المؤمنين بالوطن الجامع لكل أبناءه لا فرق بالدين أو المذهب أو العرق أو الأصول والمنابت .
الوطن يكون أكبر من الجميع لأنه يحتوي الجميع .

باختصار لا حل لقضايا وطننا وأمتنا العربية الا بجعل الديمقراطية تصبح مادة أساسية تدرس لأبنائنا من الروضة وحتى الجامعة وليس ديكورا للعالم الخارجي الذي لا يهمه الا مصالحه وهي غالبا ماتكون على حساب وطننا وحتى كرامتنا الوطنية .

حقوق الانسان بالنسبة للعالم الخارجي هي مجرد تجارة ومصالح حتى لو نظّروا بذلك وسخروا الأمم المتحدة ، وتبقى معاناة شعبنا وأمتنا من حكومات لا تنظر للوطن الا بعيون الخارج .

لذاك لا خيار ولا حل الا بديمقرطية وطننا العربي وشعبنا وغير ذلك سنبقى كالذي يحرث بالبحر ويزرع في الهواء ويقاتل بسيف من الخشب .
ولا عزاء للصامتين .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد