في صيرورة العمل الابداعي الادبي الاردني

mainThumb

08-10-2023 09:37 PM

عقدت العزم مرة على كتابة قصة قصيرة وعادة فإن الموضوع يسبق النية و لكن في تلك اللحظة سبقت النيةُ الموضوعَ، فأصبحت أبحث عن الشخصية الرئيسية في القصة و يدل ذلك على أن البناء الدرامي للقصة ككل لم يبدأ بعد. هذا حال الكتاب الذين يريدون ان يثبتوا موجودية في الساحة الأدبية على الأقل في ساحتهم الأدبية، المهم أن يكتبوا أما ماذا فهذا غير مهم. كنت خلال مسيري في الشوارع أدقق النظر، مَن؟ أين؟ متى؟ و كيف سأبني تلك القصة؟ لم تكن المهمة سهلة. مررت بسرفيس "جبل الحسين" من جانب النفق الذي يعلوه جسر يؤدي الى "وادي الحدادة" في عمان العاصمة و هناك كانوا (عمال الوطن) ببزاتهم البرتقالية آنذاك و هم ينظفون المكان و هكذا تولدت القصة. عامل وطن وافد يُعرض عليه ان ينضم الى خلية ارهابية و لكنه يرفض. بطل، مناضل حقيقي و واقعي. و لكي يزيد الأمر تعقيداً كُتبت القصة باللغة الانجليزية، لأن القراء العرب ليس لهم أي قيمة مادية.
و بما ان القصة القصيرة محدودة و لا يمكن تعدد المحاور فيها فقد كان هذا هو الحدث الرئيسي. بل هو الحدث المحوري الوحيد. الكاتب كما قال ناقد جرير و الفرزدق اما أن يغرف من بحر و اما أن ينحت من صخر.
في المجتمع العربي نجد اختلافا بين التخصص و الهواية يساعد على ذلك الموقف الاجتماعي من الكتَّاب فالكتابة -في معظمها-لا تطعم خبزا.
و في حالة معينة وجدت كاتبا يتشبه بالبارودي المهندس الشاعر. ان هذه الحالة من التناقض تؤدي الى ضعف او تأخر في الانتاج الادبي عند الكاتب. و خلل في صيرورة الابداع الادبي.
في المجتمع الاردني هناك عشرات الآلاف من المبدعين في شتى المجالات أبعدهم عن شغفهم الابداعي قسوة الحياة و نظرة المجتمع، فالطبقات الاجتماعية تحددها المهن و ليس الدخل.

المجتمع الاردني بحاجة الى اعادة توجيه بحيث يستطيع المبدعون العيش فيه في رفاهية و اقتدار، بعيدا عن الشللية و الامراض الاجتماعية الاخرى.
لماذا لا نجد يوتيوبرز نمطيين في المجتمع الاردني و الجواب هو بسبب القوانين و الانظمة و الخوف من ابداء الرأي و الرأي الآخر فالشخصيات العامة محصنة من النقد و التعليق تحت طائلة الغرامة و الحبس و (البهدلة) و التأثير على المستقبل مثل الحصول على (حسن سلوك) للعمل في بعض المؤسسات.
يجب ان نحصل على جرعة حرية أعلى لكي تتوسع الطاقة الابداعية لدى الجميع.
ان الوضع الحالي لا يخدم التقدم و الرقي بالمجتمع فما رأيناه على المستوى العام في مسابقات وزارة الثقافة هو اهتمام بسفاسف الامور و عدم الدخول في عمق العملية الابداعية.
ان هذا البلد هو بين أيدي بعض الأطراف و واضح جدا من النتائج أنهم يشكلون الرأي العام و يعصرون فيه الخوف كما يريدون.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد