أعرب ما تحته خط

mainThumb

05-11-2023 02:49 AM

منذ ان اجتازت المقاومة الفلسطينية السياج الفاصل والذي يفصل ارضهم عن ارضهم في السابع من أكتوبر الجاري بدأت احداث كبرى تجري على الأرض ، فمن ناحية يستهدف الاحتلال أهالي غزة برا وبحرا وجوا وبشكل متواصل بكل أنواع الذخيرة الثقيلة و المحرمة دوليا ، ومن ناحية ثانية أعلنت اغلب الدول العظمى ممثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا الدعم العلني المباشر للاحتلال وجرائمه عسكريا وماديا ودبلوماسيا ، ومن الناحية الثالثة بدا المشهد العربي بشكل عام و الدول المعنية بما يجري الان بشكل خاص بدا باهتا ضعيفا ،يرتجي من حلفاء الكيان وقف العدوان وهو يعلم بأن ما في النار للظمآن ماء ، وحشد الاحتلال عددا هائلا من الجنود و المدرعات على كامل حدود غزة واستدعى ثلاثمائة الف جندي من الاحتياط .
كل ذلك ومعظم المتابعين تنتابهم الدهشة مما يجري، خاصة تلك الحشود من حاملات الطائرات و البوارج الحربية وكل هذا الكم من الجنود و الدبابات و المدرعات والقصف الجوي و البحري والبري و بأعتى الأسلحة الفتاكة لم يتوقف لحظة واحدة، وكأن لسان حالهم يقول هذا الحشد وهذا القصف المتواصل يكفي لمجابهة جيوش متحالفة وليس لحركة مقاومة مع تقديرنا لحجمها ولمكانتها .
وراح البعض يحلل و راح البعض الاخر يفسر ، وذهب اخرون الى ابعد التأويلات وهي ان الكيان استدرج المقاومة لما حدث في السابع من أكتوبر وبانه مهد الطريق بالتراخي الامني لتستهين بالتحصينات في محيط احد المناطق في السياج الفاصل ليغريها للقيام بما قامت به ويكون له و لحلفائه المبرر لما هو قادم ، وانأ لا أتفق ولا اختلف مع أيا من التحليلات ولكنني أقول دعونا لا نخوض في التحليل و التفسير الان و المهم أن نتفق بأن هذا الحشد الكبير لا يتناسب مع حجم الردع لحركة مقاومة وهذا الكم الهائل من الاجرام من قبل الكيان ليس له مبرر منطقي وهذا الدفاع المنتقطع النظير من الدول المحورية في العالم ليس عبثا او صدفة وان له دلالاته وليس من قبيل استعراض القوة.
ودعونا لا نختلف ولو بشكل مؤقت بان الموقف الروسي و الصيني من الاحداث ومجابهته لموقف الغرب ليس حبا في الفلسطينيين، واذا اردنا فهم المشهد وتجاوز النظريات فعلينا تتبع الاحداث الأخيرة وان كان ما قبلها مهم ويوضح ذلك أيضا وبشكل اعمق ولكن الرجوع اشهر فقط قبل السابع من أكتوبر مرورا بما بعده الى يومنا هذا سيظهر لنا ما خفي وهو حقا أعظم، ويختصر علينا الخوض في التاريخ و المواقف و الاحداث .
ففي السادس عشر من يوليو من العام الجاري قال بايدن في لقاء قمة بمجلس التعاون الخليجي والذي حضره على غير المعتاد العراق والأردن ومصر (سبق ذكرهم أعلاه بوصفهم الدول المعنية بشكل مباشر بما يجري الان ) إضافة للولايات المتحدة في جدة قال بايدن حينذاك "سنعمل في منطقة الشرق الأوسط ، والولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطا والمصالح الامريكية مرتبطة مع النجاحات في الشرق الأوسط، وأضاف "لن نتخلى عن الشرق الأوسط ولن نترك فراغا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران. سنسعى للبناء على هذه اللحظة بقيادة أمريكية فاعلة وذات مبادئ"
وانا مضطر للخروج علن الموضوع للتعليق على جملة " ذات مبادئ" فنحن وهو والامريكيون نعلم بأن الإدارة الامريكية لا تملك الحد الأدنى من المبادئ و اذا كان يعاب على جهة ان تكيل بمكيالين فان الإدارة الامريكية تكيل بألف مكيال. نعود الى الموضوع فهذا التصريح أوضح فيه غايته في وجوده في الشرق الأوسط وفي منطقة (المعنيين) المباشرين في الشأن الفلسطيني ولكنه لم يعلن كيف سيتم ذلك.

ولنتابع الامر بتسلسل مفهوم، علينا أن نتذكر بداية بأن كل التقارير الاقتصادية وكل تصريحات المسؤولين في البنك الدولي و المؤسسات الاقتصادية في العالم قبل السابع من أكتوبر كانت تنذر بكارثة مالية في مصر قد تصل الى حد اعلان افلاس الدولة ، ولكن ما حدث وبعد السابع من أكتوبر وبعد الرفض المصري تحديدا لخطة التهجير او لاستضافة اللاجئين الغزيين بشكل مؤقت حسب كيربي والذي سناتي على ذكره لاحقا
طفى على السطح وبشكل مفاجئ تفاؤلا غير مسبوق صادرا عن بنك سيتي غروب الأمريكي حول الاقتصاد المصري وقرب تعافيه من ازمته المالية وحث المستثمرين على شراء السندات المصرية الدولارية ، وانه متأكد أي البنك من أن الموقع الجيوسياسي لمصر وبهذا التوقيت سيمكنها من تجاوز الازمة ، وفجأة أيضا ووفقًا لمؤشرات بلومبرغ : شهدت ديون مصر الدولارية أداءً جيدًا في الشرق الأوسط منذ اندلاع التوترات في المنطقة يوم 7 أكتوبر، بينما كانت سندات الأردن من بين أكبر الخاسرين ليس هذا فحسب بل ألقى نيكولا أبوستولوف ولويس كوستا، المحللان في "سيتي غروب"، الضوء على هذا النقطة في مذكرتهما، مع التأكيد على أن معنويات المخاطرة تجاه الديون السيادية في مصر تشهد نقطة تحول، وأنهما يريا أثراً إيجابياً متزايداً لعمليات الخصخصة، وقد تزداد قوة دعم القطاع الرسمي نتيجة للأحداث الجيوسياسية الأخيرة. وأشار المحللون في "سيتي غروب" إلى أنه قد يكون هناك تأثيرات جيوسياسية على المنطقة في الأشهر القادمة. ومن وجهة نظرهم، يمكن أن يُعزز الموقع الجيواستراتيجي لمصر من قدرتها على التفاوض مع دائنيها المتعددين، ، مما قد يمنحها القدرة في الحصول على تمويلات جديدة.
نعم بهذا الوضوح أيها السادة مصر في ضائقة مالية و الدولار يزاد سعر صرفة مقابل الجنية كل ساعه و المواطن المصري اوشك على الهلاك و النظام مقبل على انتخابات "مبكرة " وفي ذات الوقت الذي لا يزال رافضا لفتح المعبر لدخول اللاجئين "وبشكل مؤقت
وفي نفس التوقيت يحدث ما لا نستطيع اغفال اعيننا عنه ، ضغط اسرائيلي وارتكاب مجاز بشكل يومي وحث ما تبقى من سكان شمال غزة بالخطاب و القنابل معا للزحف جنوبا باتجاه الحدود المصرية
وفي تحد واضح من قبل الادارة الامريكية للقانون الدولي وبدون خجل منه وهي التي تعتبر نفسها الراعي الأول له تقول بأنها لا تؤيد وقف اطلاق النار "، وهنا يطل جون كيربي مجددا ويقول إن تركيز الإدارة الأميركية الآن منصب على تأمين ممر آمن للخروج من غزة، مضيفا أنه ستُجرى بعد ذلك محادثات مع الشركاء في المنطقة -ومن بينهم مصر- لمعرفة قدرتهم على استضافة العائلات الراغبة في الخروج من غزة لفترة مؤقتة .
وبعد كيربي يظهر فجأة أيضا مهندس (عمليات السلام في الشرق الأوسط الدبلوماسي الأميركي السابق دينيس روس) ليقول لنييورك تايمز إنه يساند الحرب على غزة حتى القضاء على حركة المقاومة مؤكدا أنها رغبة قادة عرب وليس فقط إسرائيل والولايات المتحدة (على حد تعبيرة )ويضيف بنصيحة للكيان وهو كما يصف نفسه (محب لإسرائيل ) بانه وبعد القضاء على حماس عليها العمل على تسليم السلطة لقيادة فلسطينية من التكنوقراط أو من الشتات ، ويقول في نهاية حديثة بان على الولايات المتحدة الاخذ بنصيحة ماكرون لتشكيل تحالف دولي بقيادتها طبعا للقضاء على حماس على غرار التحالف الذي انشأ للقضاء على داعش والذي عزز وجود أمريكا العسكري في العراق ووضع قدما لها في سوريا على "حدي زعمي انا على الاقل " .ومن يصف نفسه (المحب لإسرائيل) اسهب قائلا أنه يجب عليها أن توضح أنها تحارب حماس وليس الفلسطينيين، وبالتالي عليها إيجاد أماكن آمنة لهم على حد تعبيره.!!!!!
لم تنته فصول المسلسل بعد، فمنذ يومين تكشف وثيقة سرية بريطانية عبر ال بي بي سي ان الكيان وضع خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة الى شمال سيناء قبل اثنان وخمسون عاما وانه أي الكيان يرى ان اكتظاظ المخيمات في غزة اصبح يشكل تهديدا امنيا وخلق بؤرا للمقاومة وتقول الوثيقة المسربة بشكل مفاجئ وبهذا التوقيت أيضا : فإن الخطة شملت "النقل القسري" للفلسطينيين إلى مصر هذا مع العلم بان كل سكان القطاع في ذلك الوقت كان يبلغ ثلاثمائة وخمسين الف فقط جلهم من اللاجئين من مناطق فلسطين الأخرى
و تكشف إيكونوميست البريطانية أن مصر مطالبة بالتعامل مع قضايا تشمل مواقف بدو سيناء والمخاوف من عودة الإخوان المسلمين. وقالت الصحيفة إن قضية بدو سيناء عادت للسطح بالتزامن مع الأحداث في غزة، "في ظل شائعات عن إعادة توطين بعض الفلسطينيين في سيناء في مقابل الإعفاء من مبلغ كبير من الديون"،.
وفي حين يقول مسؤولون مصريون "إن التهجير خط أحمر لا يمكن شراؤه بالمال"، ويصرون على أن مصر ستقاوم "تصفية القضية الفلسطينية"، تقول الصحيفة البريطانية إن البدو يقولون أن الحقائق على الأرض تحكي قصة مختلفة. وتؤكد الايكونوميست أن البدو يقولون إن أراضيهم حوّلت إلى منطقة عسكرية مغلقة، مع تهجير حوالي 50 ألف ساكن من منطقة تمتد على غلاف بعمق 13 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، وطوّقت بجدران إسمنتية ونقاط تفتيش عسكرية.
واليوم أيضا كشف جديد وما أكثر الكشوف هذه الأيام فقد نقلت سكاي نيوز عن يدعوت احرنوت أن وزير الدفاع الأسبق افيغدور ليبرمان قد صاغ تقريرا واعتبر في حينها (2016) وثيقة سرية للغاية من أحد عشر صفحة يكشف تفاصيل دقيقة لسيناريوا مطابق لما حدث في السابع من أكتوبر ولكن رئيس وزراء الكيان في حينها و كان نتينياهو أيضا استخف بالتقرير ولم يلق له بالا ومن يقرأ (الوثيقة السرية المسربة اليوم) يرى وكأنه يقرأ ما حدث في السابع من أكتوبر بدون زيادة او نقصان!!!! وليس هو نتيجة تقارير استخارتيه او نبوءات ليبرمان
وليس اخرا ما نقلته سكاي نيوز يوم 7 يونيو من العام الجاري ان وفدا من حماس التقى مع وفدا من السلطة الفلسطينية برعاية مصرية في القاهرة وان ممثل تيار التكنوقراط (دحلان) كان حاضرا في الاجتماع ليشهد الصلح بين السلطة وحماس
وانا ازعم بان الأردن الذي رفض ما سمي بصفقة القرن نراه كما جاء في مؤشرات بلومبرغ: سندات الأردن من بين أكبر الخاسرين بينما يعطي بلومبرغ نظرة متفائلة الى حد التأكيد بان الاقتصاد المصري سيتعافى ويخرج من أزمته لا بل ويحث المستثمرين على استغلال الفرصة. تعتقد بأن اعراب الجمل واضح ولا يحتاج الي مزيد من التوضيح
و أفهم لماذا يوغل نتنياهو في القتل و يقوم بكل ما يتعارض مع ما يسمونه القانون الدولي ومع ما يسمى بالقانون الإنساني فيقطع الماء و الكهرباء والأدوية و المحروقات وكل وسائل الحياه وبشكل مكشوف تبدأ العملية البرية في شمال القطاع فهو يهدف الى اجبار الناس للزحف قسرا الى حدود مصر ويلوح لمصر بالعصى و الجزة معا، ويرسل الرسائل عبر كيربي وامثاله لضرورة تبني مصر للدور الإنساني باستضافة الفلسطينيين مؤقتا على حد تعبيرهم. ،،،، لأنه في حال نجحت الخطة لا قدر الله ورحل الغزيون الى سيناء فلن تكون إقامة مؤقته كما أدعى كيربي وعندها سيخرج نتنياهو من السلطة وتسقط عنه كافة التهم ويسقط معه حق الغزيين في العودة أيضا وهذا ما قالتة صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الأربعاء، في مفاجأة من العيار الثقيل كما وصفتها حيث قالت إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع كبار مستشاريه إمكانية أن تكون "الأيام السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معدودة"
وقبل الاسترسال في فهم الموضوع وحتى لا نخلط الأمور ولا نسيئ الفهم وندخل في مزايدات وطنية نعلم جميعا بانه لو ترك الامر للشعب المصري لاستضاف الفلسطينيين بقلبه وعينية ولصنع معهم ما صنع الأنصار مع المهاجرين زمن الرسول محمد صلى الله علية وسلم، ولعاد معهم لتحرير ارضهم
ويمكننا الان ان نفهم ماهية حكومة التكنوقراط التي تتكلم عنها الولايات المتحدة فهي تتمثل في شخص السيد دحلان و الذي لا يخفى على احد من هو وما هي توجهاته و ولاءاته
و المشكلة لسيت مشكلة تعاطف و لا مشاعر كما يظن الكثيرون فقد سقطت ورقة التوت عن الجميع ونحن الان أمام الحقيقة امام سيناريو كبير يهدد أمن وشكل المنطقة برمتها، فمن جهة الإدارة الامريكية تعلن صراحة انها ستبقى في الشرق الأوسط ولن تترك المقعد شاغرا لتستغله روسيا و الصين، ومن جهة أخرى الغرب وعلى راسهم فرنسا وبريطانيا يريد حصته من الكعكة، فسايكس بيكو الجديدة بنظرهم قد حان دورها وقادة الكيان يريدون المكافئة بإكمال مخططاتهم باحتلال فلسطين كل فلسطين وبلا عرب او على الأقل بحكومة تكنوقراط يترأسها دحلان ..... الامر أخطر مما كنا نظن وان لم يوقف هذا المخطط سيبتلعوننا كما يبتلع الحوت البلم، والمشكلة اننا لا نرى أي تحرك عربي فاعل يشير لنا ولو إشارة بانه يدرك حجم الخطر او انه يحاول وقف المخطط، وكأن الامر سيان! ولكنني ارجوا ان يكون ما يخفيه العرب افضل مما يعلنون واننا سنرى في الوقت المناسب ان صمتهم هذا لم يكن الا عملا مقصودا وخطة مضادة واننا كنا لا ندرك ما ستتمخض عنه الاحداث بشكل صحيح.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد