هذا هو المهم

mainThumb

20-11-2023 10:39 PM

لم نفاجأ يوما من تصعيد عصابة الاحتلال ضد أهلنا في فلسطين، ولن تفاجأ إذا وصل حد الاجرام لأكثر مما وصل اليه اليوم، فنحن نعلم مسبقا بأنهم عصابة مصاصي دماء، يعتاشون على دماء الأبرياء من البشر. فمنذ أن وطئت أقدامهم النجسة أرضنا الطاهره وقبل اعلان تحول العصابات الى دولة عصابات كانوا قد ارتكبوا مجازر وثق منها بعض المعاصرين ما يقرب من عشرين مجزة بينما تتحدث الروايات الموثوقة عن مئات المجازة غير الموثقة ، واقاموا دولة العصابات الاجرامية عام ثمانية وأربعين على أنقاض خمسمائة قرية مسحت بشكل كامل عن الخريطة ، يضاف لسجلهم الاجرامي ما عرفناه وشاهدنا معظمه منذ عام ثمانية وأربعين الى اليوم ، ونعلم أيضا بأن سجلهم لا يخلوا من الاغتيالات و التعدي على سيادة الدول ونشر الرذبله والرشى و الخوض في كل ما يمثل جريمة لدى البشر ، وهذه المقدمة المختصرة لاختصر على نفسي وعليكم عناء السرد الذي يفطر القلب ، فجل اجرامهم منصب علينا.
لذا نحن غير متفاجئين فعندنا العلم المسبق كما ذكرت، وليس غريبا الى حد ما الصمت الإسلامي والعربي لما يجري اليوم من "فجور القتل " الذي تمارسه عصابة الاحتلال.
وفي ذات الوقت فقد اعتدنا مع كل الأسف على التصريحات الرخوة والتخاذل البائن أيضا، فقد مرت كل تلك الجرائم دون عقاب ولا حساب لا بل إضافة الى ذلك فقد تمتع المجرمون بعلاقات ودية مع كثير من الدول الإسلامية والعربية تحت مسمى "التطبيع". هذا " التطبيع " الذي فهمه المجرم على انه مكافئة على إجرامه ، و اليوم وبعد أن زاد من جرائمه الى حد الفجور زادها الى الحد الذي لم يتوقعه مؤيدوه ومساندوه وشركائه في الجريمة فبدئنا نسمع تصريحات من كثير منهم تطلب منه "التعقل" و احترام "القانون الدولي " وما شابه وهي تصريحات خجولة خجل العذارى ، ولكن هذا لم يفاجئنا أيضا فنعلم أنها ذر للرماد في العيون وهم ليسوا أقل اجراما منه بكثير وشواهد التاريخ مدونة ومحفوظة ، ولم يكن اخرها قصف أمريكا لملجئ العامرية في بغداد التي استهدفت بصواريخها الذكية تكنلوجيا و الغبية إنسانيا ملجئ يضم اربعمائة روح كلهم نساء وأطفال ، أصاب الهدف صاروخ " ذكي " دخل من فتحة التهوية للملجئ ليحصد أرواحا بريئة كل ذنبها انها اختبأت من غطرستهم وهمجيتهم .
لكنني أستغرب أنه وفي كل اعتداء ومع كل جريمة نعود لنجلس أمام الشاشات منتظرين ما يشفي صدورنا وما قد يعبر عما نشعر به من قهر، وفي كل مرة يعاد نفس السيناريو، نشرة أخبار تحتوي على كل ما يفطر القلب أشلاء أطفال ونساء، بكاء وعويل، دماء دمار وحطام، تحليلات سياسية وآراء متباينة منها ما يذهب ليحلل المستقبل السياسي لاحد المجرمين واخر يذهب ليجري استطلاع لرأي الناخبين في السنوات القادمة مقدما النتيجة كانتصار ساحق بأنه قد لا ينجح المجرم في الانتخابات الديموقراطية المقبلة، ويخرج ساستنا وقد تحولوا الى محللين أيضا يصفون الجرائم بأشد العبارات يستنكرون ويشجبون ، يقررون اجتماعات تشاورية بعد أيام واسابيع ، تمر الأيام وهي تثخننا مزيدا من الجراح و الألم و القهر و نحن ننتظر قرارات جريئة ليخرج لنا البيان الختامي بمزيد من الشجب و الاستنكار واصفا الجرائم بأشد العبارات كما قال الشاعر عبدالله حداد عن تلك الاجتماعات وبياناتها في القصيدة التي تعرفونها "وحلمنا بعروسة بحر فاذا بالمولودة قردة .
ليس الغريب أنهم يتعاملون مع الجريمة وكأنها حدث عابر، يتم التنسيق للاجتماع "الطارئ" على مدى أسابيع وينبثق عن الاجتماع لجان و اللجان تحتاج متابعات و المتابعات تفشل فيضطرون الى عقد اجتماعات جديدة وهكذا ، كل ذلك ومسلسل القتل و الدمار قائم ، نعم ليس هذا هو الغريب فقد مر على ذلك عقود من التكرار الممل ولكن ما استغربه هو حالنا نحن الشعوب انه ونتيجة لكسل الساسة تبلدت مشاعرنا وبتنا نعتمد على نشرات الأخبار لتحرك مشاعرنا وتذكرنا بدمنا المسفوح ، وأصبحنا نحب من يمنينا بانتصارات كتلك التي أشبعنا منها محمد سعيد الصحاف حتى أصبح ايقونة في الشارع العربي ، ليتبدد حلم الانتصار بعدها باختفائه من نشرات الاخبار ز
نحب المقاومة ونشد على أيديهم ونتمنى نصرهم ، ندعوا لهم في صلاتنا ونبكي خلف الامام عندما يقول اللهم أنصر أخوانا المجاهدين في غزه ، تنهمر دموعنا عد رؤية مقطع فيديو في اليوتيوب لمن يتكلم عن رباط اهل غزة ، تنتابنا مشاعر الحمية عندما نخرج من صلاة الجمعة هاتفين لهم، ولكن ذلك كله يتبدد بسرعه ونعود لمتابعة النشرات الإخبارية ومع كل خبر جديد عن مجزرة جديدة نعد انفسنا برفع الصوت أكثر في الجمعة القادمة .مع اننا نعلم أن أهلنا في غزة لا يطلبون منا هتافات ولا أصوات فصراخهم أسمع العالم بأسره واستجابت لصرخاتهم عواصم افريقيا و أمريكا اللاتينية واهتزت لدماء أطفالهم شوارع لندن وباريس ونيويورك .
ننسى أن البطل الذي يحمل روحة راحته ويدمر دبابة من مسافة صفر و الذي يبهج قلوبنا بعد مشاهدة أشلاء الأطفال التي سفكها العدو المجرم ما هي ألا أشلاء أطفاله و الجثث التي تتكدس في المستشفيات و الشوارع ما هي الا جثث من استشهدوا من اهله ، ان بطولات بواسل المقاومة على عظمها لا تحقق الكفاية لدحر العدو ، و الهدف ليس كما يروج الاعلام "وقف القتال" الهدف هو وقف جرائم العدو و المضي قدما بهزيمته وبكل الوسائل ، يقول البعض مقاطعة بضائع العدو وشركاؤه نعم لنفعل ذلك يقول اخرون الوسائل الدبلوماسية تجدي نفعا لم لا وما الضير تحركوا أيها الدبلوماسيون تجمع التبرعات لأهلنا في غزه نحن وأموالنا فداء لهم.
المهم هو اخلاص النية و العمل الصادق ببساطة انهم بحاجة لضمائر حية ، يحتاجون لمن يقدر ألم فقد الأبناء و الأمهات لمن وقر في قلبه أنه لا فرق بين ابنه الذي يلعب في المنزل وبين الطفل في غزة التي فصلت شظية رأسه عن جسده ، عندما نصل لهذه الدرجة من الشعور اعلموا أنه في غضون أيام لن يبقى واحد من أفراد العصابة المجرمة على أرضنا "كل أرضنا" من البحر الى النهر ، وانه سيقتل منهم من يقتل وسيفر المتبقون الذين لا نتمنى أن يفر منهم احد الى مكان في هذا العالم ليؤسس من جديد عصابة إجرامه المهزومة وسيبحث عن شركاء جدد في عواصم جديدة ، فالشركاء الحاليون يراهنون فقط على الحصان الرابح .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد