ماذا ستفعل إسرائيل إذا فشلت «معركة الجنوب»؟
أصبح هذا السؤال هو سؤال المجتمع الإسرائيلي كلّه، وسؤال القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، وهو قبل ذلك كلّه سؤال الإدارة الأميركية، وحلفائها «الغربيين» دون استثناء.
السؤال بالفعل مُحيِّر حتى بالنسبة لفصائل المقاومة، ومُحيِّر، أيضاً، لبلدان الإقليم، ويكاد كلّ هؤلاء يعجزون عن إجابات تحمل في طيّاتها الحدّ الأدنى من المنطق المتماسك، ومن أرجحية التفكير العلمي الفعّال والمتوازن.
هل ستعود القوات الإسرائيلية الغازية مثلاً للتوغّل في منطقة الشمال والوسط بعد أن غادرتها، ولم تُبقِ إلّا على أقلّ من 30% من القوات التي كانت قد دخلتها ـــ كما تقول بعض المصادر ـــ أو بعد أن «أكملت» إسرائيل مهمّتها في هذه المناطق حسب تصريحات رسمية إسرائيلية؟
وماذا ستفعل بالعودة إلى هذه المناطق بعد أن دمّرت كلّ شيء، وبعد أن هجّرت مئات آلاف الفلسطينيين منها؟ وبعد أن قتلت منهم الآلاف المؤلّفة، وأبادت ومسحت المساكن والبيوت وكلّ البُنى التحتية، وأخرجت كل المرافق الصحية فيها عن الخدمة؟
وهل تخطّط إسرائيل مثلاً من خلال الاستمرار في الحرب حتى بعد «الفشل» في معركة خان يونس ورفح إلى فرض «التهجير» إلى مصر لأسباب ودوافع «إنسانية»، بحيث لن تتمكّن مصر من «التهرُّب» منها أو تجنُّبها لكي «تدّعي» إسرائيل أنّها «فرضت» شروطها، وأنّها حقّقت انتصارات كبيرة في ضوئها؟
أم تراهن يا ترى أنّ تفاقم الوضع الصحي لعشرات، وربّما لمئات آلاف الفلسطينيين، وانتشار الأوبئة والأمراض في عموم القطاع سيؤدّي إلى وضعٍ دولي وإقليمي «ضاغط» على إسرائيل لوقف الحرب لدواعٍ «إنسانية» خطيرة على كلّ الإقليم، ما يُحتّم «التدخُّل» العاجل، و»التوسُّل» لدى إسرائيل لوقف الحرب، وبذلك ستبدو إسرائيل وكأنّها المنتصرة، وربّما التي «تستجيب» لهذه الدواعي «الإنسانية» بما يخفّف من صورتها التي لحق بها العار من كلّ جانب، وتلطّخت أياديها بدماء عشرات آلاف من الرضّع والأطفال والنساء في قطاع غزة؟
أقصد، وأجتهد هنا، أنّ فشل إسرائيل العسكري حتى الآن، وفشلها فيما تبقّى من الوقت المُعطَى لها من الإدارة الأميركية، وفشلها فيما تبقّى لها من وقتٍ مُعطى من المؤسسة العسكرية حسب آخر إعلانٍ رسمي إسرائيلي (من شهرين إلى ثلاثة أشهر).. إن فشل إسرائيل على هذا الصعيد سيحوّل اتجاه الحرب من وجهة إلى وجهة جديدة، ومن المجال العسكري إلى المجال الإنساني الذي «ضمِنت» إسرائيل لنفسها حتى الآن من خلال «الاحتياط الاستراتيجي» للتعويض عن فشلها العسكري، وحيث تستطيع استخدام العامل الإنساني ـــ وهو العامل الوحيد الذي بقي لديها ـــ بهدف إعادة طرح، وإعادة فرض شروطها وأهدافها التي فشلت في تحقيقها من خلال أعمالها العسكرية.
وأقصد من خلال اجتهادي هنا، أيضاً، أن تكون الفترة المتبقّية لها، سواءً المهلة الأميركية «الغربية»، أو المهلة المحدّدة من قبل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية نفسها كافية لإحداث هذا التغيير في وجهة الحرب ومجالها.
وإذا أمعنّا النظر في هكذا توجّه فسنجد أنّه يستجيب لعدّة اعتبارات إسرائيلية ربّما تكون «مواتية».
ليس هناك على الإطلاق أيّ خلافات أو حتى تعارضات حول الذهاب في هذا المجال، وهذه الوجهة إلى أبعد الحدود الممكنة، لا داخل الحكومة، ولا داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، ولا بين كلّ هؤلاء وأحزاب «المعارضة».
كما لا يوجد حتى الآن ما يوحي بأنّ هناك خلافات أو تعارضات بين كلّ هؤلاء، من جهة، وبين الغالبية الساحقة من المجتمع اليهودي في إسرائيل من جهة أخرى.
على العكس من ذلك كلّه، فإنّ هذا المجتمع الذي يجهل أو يتجاهل كلّ ما قامت به إسرائيل في القطاع، وتستمر بالقيام به بأشكال أخرى في الضفة الغربية، وحتى في «الداخل» الفلسطيني ليس له من همّ سوى همّ استعادة الأسرى، بل الحرب كلّها بالنسبة لهذا المجتمع هي الحرب من أجل استعادتهم، إما بإبادة الفلسطينيين، أو بالتوقُّف قليلاً في هذه الحرب لاستعادتهم، ولتذهب إسرائيل في حربها بعد ذلك إلى أيّ خيار حتى لو تمّ قتل كلّ فلسطيني على وجه الأرض.
وباستثناء بعض الفئات في إطار هذا المجتمع، وبعض الشخصيات الشجاعة، والتي تمتلك قدراً عالياً من الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية [لأنّ من الشجاعة حقّاً، ومن الإنسانية والأخلاقية العالية أن توجد مثل هذه الفئات، وهذه الشخصيات وسط هذه الحالة الطاغية من العنصرية المتجذّرة بأبشع صورها].. باستثناء هؤلاء فإنّ الظروف مواتية تماماً للذهاب إلى تلك الوجهة.
كما لا يوجد أيّ مانع حقيقي لدى «الغرب»، ولدى الولايات المتحدة الذهاب إلى ذلك الخيار، خصوصاً وأنّ الحلول العسكرية تكون قد فشلت، واستنفدت، وبذلك فإنّ وقف الحرب تحت هذه الحجّة والذريعة ربّما يشكّل المَخرَج الذي تبحث عنه الولايات المتحدة و»الغرب» لظهور أنّ دعمهم لدولة الاحتلال «أدّى» إلى هذه النتيجة، والتي أصبحت الآن حسب المصطلحات الأميركية، عدم تمكين «حماس» من الانتصار، وليس انتصار إسرائيل كما كان عليه الأمر في الأيّام، والأسابيع الأولى للحرب. وهو تحوّل يُذكّرنا ويُذكّر الجميع، وخصوصاً من أصحاب الذاكرة المثقوبة بالتحوُّل في شعارات الولايات المتحدة و»الغرب» كلّه إزاء الحرب «الأطلسية» على روسيا، حيث كان الهدف هو الانتصار الكامل على روسيا، ثمّ أصبح عدم تمكين روسيا من الانتصار الحاسم في أوكرانيا.
وقد يكون هذا المَخرَج هو فرصة النظام العربي للظهور بمظهر من استجاب «أخيراً»، ولبّى نداء «الواجب»، ورمى بكلّ «ثقله» لوقف الحرب، و»الضغط» على إسرائيل لإنهاء المأساة الإنسانية التي يكون قد تعرّض لها القطاع، وفرضت نفسها على الواقع العسكري فيه.
أمّا إسرائيل فستكون في وضعٍ يُخرج قادتها السياسيين، وكذلك العسكريين من الأزمة الخانقة التي باتوا يتمرّغُون في وحلها، وبحيث يخرجون بأقلّ الخسائر الممكنة، قبل أن تبدأ مرحلة الحساب والعقاب، وقبل أن تدبّ الأزمات الجديدة في صفوف الأحزاب والجيش والمجتمع، وقبل مرحلة الخراب الأكبر، ومرحلة التطاحن القادمة.
هذا كلّه مرهون بالنتائج التي ستترتّب على «معركة الجنوب»، والتي إن نجح الإسرائيليون في اختطاف صورة هنا، وصورة هناك منها فإنّها ستحسّن قليلاً من صورتهم التي تحطّمت، وإلّا فإنّ خيارهم الوحيد هو تحويل القطاع من منطقة منكوبة وكارثية، إلى مأساة لم يشهد لها التاريخ الحديث والمُعاصر مثيلاً لها، ما سيجعل الاستمرار بالحرب عليه أمراً مستحيلاً بسبب هول هذه المأساة، وبسبب الأخطار التي لن تظلّ في حدود القطاع نفسه، وستهدّد من زاويةٍ الأوبئة والأمراض، ومن زاوية اخرى التشريد وانعدام فرص حياة وبقاء الإقليم كلّه بما في ذلك إسرائيل نفسها.
(الأيام الفلسطينية)
قصف مدفعي بمحيط منطقة الأمن العام في مدينة غزة .. فيديو
حريق بسيط في أحد المطاعم دون إصابات
جمعية البنوك تتوقع خفض معدلات الفائدة في الأردن 25 نقطة أساس
مقالات الذكاء الاصطناعي … ومسدس صموئيل كولت
اختتام فعاليات مؤتمر مكافحة الطائرات المسيّرة
ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في تقويض السلام
فريق الوحدات يخسر أمام المحرق البحريني بدوري أبطال آسيا2
الرئيس السوري: اتفاق أمني مع إسرائيل ضرورة
مطلع الأسبوع المقبل .. بريطانيا تستعد للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين
فريقا عيرا وشباب الحسين يتأهلان إلى نهائي كأس الأردن للكرة الطائرة
أورنج الأردن تدعم الابتكار الرقمي للطلبة عبر رعايتها لفعالية 'ماينكرافت' التعليمية
الأردنيّة الأولى محليًّا في تصنيف QS العالمي
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
نصائح لقبول تأشيرة شنغن بدون عقبات
مرحلة جديدة تدشّنها إسرائيل… عنوانها العربدة
صورة من مدرسة حكومية تكشف واقعاً مؤلماً .. شاهد
العياصرة: التوسع الاستيطاني يعبر عن حالة التوحش في إسرائيل
مشتركة في الأعيان تبحث تعزيز التنمية الثقافية
اختتام جلسة حوارية بشأن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
اليرموك تعلن الدفعة الأولى لطلبة الدراسات العليا .. رابط
رئاسة الاتحاد الرياضي الجامعي تنتقل للشرق الأوسط
الحكومة تعلن شاغر أمين عام الأشغال العامة
تعزيز التعاون بين هيئة الإعلام ونقابة الصحفيين
استحداث تخصص التكنولوجيا المالية بالجامعة الهاشمية
اختفاء مخالفات السير .. خلل تقني مؤقت يثير فرحة المواطنين