جامعة الفرات والمستقبل المأمول

mainThumb

14-12-2023 12:48 AM

في الوقت الذي نعيش فيه حراكاً تعليمياً نوعياً ونركب السفينة التي صنعناها بأمنياتنا وطموحتنا نحو التطوير والتحديث في مجال التعليم يتبادر الى أذهاننا تساؤل مهم هو: هل تحتل جامعة الفرات مركزاً تنافسياً وترتيباً مرموقاً في تطبيق نظام التعليم الجديد بعد أن أصبح بوابة واسعة نستطيع عبرها الدخول لصناعة المستقبل في سورية؟!

لا يختلف إثنان في أن التعليم هو أساس رقي الشعوب، ووسيلة تنمية المجتمعات، لذلك يشهد العالم متغيرات سريعة أصبح فيها من يملك ناصية العلم والتكنولوجيا والمعلومات هو من له حق الديمومة والإستمرار، الأمر الذي يجعلنا نسابق الزمن ونضافر الجهود لأن أي تقدم ملموس ومحسوب في تلك المجالات لم يأت إلا من بوابة تطوير منظومة التعليم باعتبارها ممرا أساسيا لتعظيم قدرات الطلاب، وتخريج أجيال جديدة قادرة على قيادة المجتمع بأساليب حديثة.

وجامعة الفرات لم تتوقف على مدى رحلتها في السعي المستمر لتطوير التعليم ونوعيته وإحكام الصلة بين محتواه واتجاهه وبين متطلبات التنمية وحركة العالم من حولها ولعل ما أعلنه رئيس جامعة الفرات بهذا الصدد، يوضح حرصه على تطوير العملية التعليمية بكل مفاصلها من أجل رفع مكانة الجامعة على الصعيد الإقليمي والعالمي.

في هذا السياق اعتمدت جامعة الفرات مساراً مدروساً تضمن اتجاهاً موازياً للخطوات الرسمية المعتمدة في رفع مستوى الأداء الأكاديمي والبحثي للجامعة، من خلال متابعة مشروع الأتمتة الذي أطلقته الجامعة والذي حقق نسب نجاح عالية بعد تأهيل الكوادر واكتساب الخبرات العملية بتطبيق برامج الأتمتة المعتمدة وعملية الربط الإلكتروني، وتعزيز المقررات الجامعية ومفرداتها من خلال اللوائح الداخلية لكل كلية، وتحفيز أعضاء هيئة التدريس للمشاركة في المؤتمرات المحلية والدولية، فضلاً عن إقامة ورش عمل تتعلق بالجودة والاعتمادية، وبذلك نحن إزاء رؤية متكاملة لتطوير التعليم التي ستأخذ مسارها الصحيح لتتقدم سورية وتحتل مكانها اللائق بين الأمم.

في الوقت نفسه حققت الجامعة تحسناً ملحوظاً نتيجة التطور الكبير في محتوى الموقع الإلكتروني للجامعة والخدمات التي يقدمها، وأهمها، نشر مجلات الجامعة إلكترونياً، و نشر النتائج الامتحانية، وتوثيق كل بحوث الدراسات العليا وبحوث أعضاء الهيئة التدريسية، هذا بالإضافة الى تشجيع النشر الخارجي والدخول إلى موقع الجامعة (زوار الموقع)، وذلك للوصول الى التصنيف المرموق ورفع مكانة الجامعة .

بالمقابل، تعتبر كلية الحقوق من أهم الكليات الموجودة في جامعة الفرات وجزء اساس من أركانها، يدرس فيها القانون الذي يعتبر بمثابة العمود الفقري للدولة وينظم شؤونها، وبسرعة أخذت هذه الكلية مكانتها كونها مؤسسة علمية مختصة في توفير خريجين مؤهلين لتطوير التشريعات المتعلقة بقوانين الدولة، لتواكب ما تقتضيه المستجدات من متطلبات قانونية، وما يرتبط بتنظيم أحوال الناس، وتوفير الخريجين المؤهلين لتلبية الاحتياجات المتزايدة لمرافق القضاء ووزارات العدل والشرطة، والعمل كذلك على تخريج حقوقيين كفوئين مؤهلين لتقديم الرأي للمؤسسات والوزارات التي تحتاج الى دعم استراتيجيتها باستشارة الخبراء المختصين ، بما يعد مؤشر سليم على تفاعل الجامعة مع المجتمع .

واليوم تواصل هذه الكلية دورها الوطني في بناء الوعي، بإطلاق سلسلة ندوات علمية وقانونية تتعلق بكافة المراسيم التشريعية الصادرة عن رئيس الجمهورية، بالإضافة الى توضيح الجرائم الإلكترونية وآليات الحماية، وتأتي هذه الندوات اضطلاعا بدور الكلية الرائد والمتميز في نشر ورفع مستوى الوعي القانوني والسياسي لدى الشباب.

لذلك فإن سعي كلية الحقوق في خضم المتغيرات الجديدة هو سعي جاد وحقيقي وتحاول في كافة كوادرها ابتداءً من عميدها وانتهاءً بأعضاء الهيئة التدريسية والكوادر الإدارية أن تنفذ خطة تعليمية علمية لتنعكس إيجاباً على سلوك الطلبة في المجتمع والسير بالوطن الى بر الأمان والاستقرار حتى تنهض سورية الجديدة ، وهذا بلا شك يعد خطوة مهمة على طريق التحول الإيجابي، ويبعث على التفاؤل بشأن تطوير التعليم وتحفيز الطلبة على اكتساب المعارف والمهارات القانونية.

بهذا المنطق... إن جامعة الفرات عقدت العزم على بذل أقصى الإمكانات لمواكبة التطورات العلمية الحديثة، وما نراه من الإسراع في عملية النهوض بالواقع التعليمي، تدل دلالة واضحة على أن هذه الجامعة تعمل على الاستمرار في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتطوير العملية التعليمية في سورية بما يحقق مستقبلاً أفضل لسورية، وبذلك فإن الجامعة ستكون على أعتاب فترة مزدهرة ومتطورة فيما لو تم الالتزام بمعايير الشفافية التي بدأ رئيس الجامعة بتطبيقها.

بإختصار شديد، إن طموحنا يقودنا الى جعل جامعة الفرات الصرح الذي يعول عليه جميع الطلبة السوريين من أجل إعادة البناء وترتيب نظرتنا للعالم وذلك للعبور إلى مرحلة جديدة ، فجامعتنا تحاول اليوم ان تتطور وأن تقود الآفاق الطموحة لتعزيز الإيجابيات التي تهدف الى زيادة الوعي المستقبلي للأجيال القادمة ، وبذلك فإن جامعة الفرات تؤدي دورها بكل أمانة وحرص لجعل التعليم الرافد الحقيقي والأساسي لتطوير الحياة في كافة نواحيها وإعداد الكوادر والطاقات والقوى البشرية المؤهلة والمدربة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد