بايدن وترمب .. الجولة الثانية
الشيء ذاته تقريباً ينطبق على الرئيس بايدن. وصفه الجمهوريون بـ«النائم والمتلعثم والخرف»، وقد ساعدتهم على ذلك انزلاقاته المتكررة على سلالم الطائرات ومظهره التائه، وهو لا يعرف طريق خروجه من المسرح. قالوا إنه ضعيف وإنه ظِلٌّ هرم لأوباما، وسيهدم اقتصاد أميركا الحر ويحوله إلى اشتراكية على الطريقة الأوروبية. ويقولون إن شخصيته المرتعشة شجعت بوتين على أن ينقض على أوكرانيا وهو مرتعب من الصين وليس قائداً حقيقياً للعالم الحر. مرت الآن أكثر من 3 أعوام ونعرف أن كل هذه الاتهامات غير صحيحة. الرئيس النائم كان في الواقع مستيقظاً، خصوصاً في الأزمات الكبرى. فقد رمّم علاقته مع الأوروبيين وقادهم في حرب الحصار على بوتين الذي اعتقد بأن أوكرانيا لقمة سائغة. لم يُعد الاتفاق النووي مع إيران كما كان يتمنى مناصرو أوباما من الديمقراطيين. واجه الصين، والاقتصاد الأميركي الآن بأفضل حالاته (البطالة انخفضت إلى 3.7 في المائة، وأُضيفت 199 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتراجع التضخم من 9.1 إلى 3.2 في المائة). ورغم أنه كان في عامه الأول رئيساً حقوقياً نكداً لحزبه الديمقراطي أكثر من كونه رئيساً لأميركا، فإنه بدا زعيماً براغماتياً في العامين الأخيرين، وأصلح العلاقات مع الحلفاء، وتحسّنت العلاقة مع السعودية لدرجة الاقتراب من توقيع اتفاقية دفاعية تاريخية. ورغم أنه حاول الظهور بصورة الشخص الدافئ الذي يخاطب العامة والصحافيين وهو يلعق آيس كريم الشوكولاتة، كوكيز، فإنه أزاح العواطف، وأدار أزمات العالم المعقدة بعقل بارد (يبدو مثل أيزنهاور الذي يقول عنه نائبه كيسنجر حينها إنه مثل الجد السعيد الذي يبدو عاطفياً من الخارج وبشوشاً مع الناس، ولكنه بارد من الداخل ويتخذ قراراته بلا مشاعر).
هذا التناقض بين الصورتين أمر طبيعي، خصوصاً في موسم الانتخابات الذي تختلط فيه الأخبار الصحيحة بالكاذبة، ويتم تضخيم الأحداث وتكبير العيوب وترويج الإشاعات السامة، وتجاهل الحقائق، واستخدام كل الحيل والأساليب القذرة لتلطيخ الخصم بالوحل. لقد انتُهكت كل المحاذير في قضية هنتر بايدن، ونُشرت صور له مع عاهرات وهو يتعاطى مخدر الميثامفيتامين لإطاحة والده الذي ليست له علاقة بكل فضائح ابنه. والشيء ذاته حدث لترمب الذي لم يتورع خصومه من النيل من سمعته ووصفه بالمتحرش جنسياً، والفاسد مالياً، والخائن وطنياً، وتم التعريض بعائلته. والآن كل التوقعات تشير إلى أن الاثنين سيدخلان في جولة ثانية ستكون أكثر إثارة من الجولة الأولى، وسنقرأ خلال الأشهر المقبلة مزيداً من قصص النميمة واتهامات الطعن بالشرف والذمة. العملية الانتخابية في الأنظمة الديمقراطية رياضة دموية لا يدخلها إلا مَن يتحمل الارتطامات العنيفة.
ومع المواجهة المرتقبة وحملات التشويه المتبادلة لا يمكن معرفة مَن سيكون المنتصر. أكبر ورقة امتلكها بايدن في الانتخابات السابقة هي ترمب، وقد تساعده مرة أخرى أو تكون سبب هزيمته. لقد التف عليه حينها كل مَن كان يسعى لإطاحة الرئيس المزعج الذي لم يترك له صديقاً. ولكن بعد 4 أعوام قد تصاب الجماهير الغاضبة من ترمب بالإنهاك ولا تملك الحماسة السابقة. ولقد جربوا بايدن ومن الصعب إعادة الزخم له من جديد، خصوصاً مع تراجع شعبية بايدن رغم نجاحاته (55 في المائة) غير راضين عن أداء بايدن في آخر الاستطلاعات). بعض الديمقراطيين الاستراتيجيين يقولون إنه من السهولة على بايدن مقابلة ترمب وليس المرشحة نيكي هيلي أو رون ديسانتس؛ لأنه سيوقظ المخاوف القديمة من عودته للبيت الأبيض. الإشكالية الأخرى التي يواجهها بايدن هي عمره (81 عاماً) الذي أصبح هدفاً لخصومه. أما مصادر قوته فهي نجاحه الاقتصادي الذي سيبني عليه حملته ممزوجة بالتخويف من ترمب الذي يردد تصريحات صادمة للديمقراطيين؛ مثل قوله أخيراً إن المهاجرين يسممون دم أميركا.
بالنسبة إلى ترمب، فإن عودته من جديد بالنسبة إلى كارهيه بمثابة مشاهدة الفيلم المرعب مرة أخرى ولأربعة أعوام مقبلة. والإشكالية الثانية الملاحقات القانونية (تطارده 91 قضية)، التي تهدف لجعله ينزف حتى يتم إنهاكه ويصبح فريسة يمكن الإجهاز عليها في الانتخابات. أما مصادر قوته فهي شعبيته، حيث قال نصف الجمهوريين في استطلاع لـ«رويترز» إنهم سيصوّتون له حتى لو أدين في جريمة. كما أن ترمب يقود الحرب الثقافية ضد الليبراليين، ويلعب دور منقذ أميركا من الغزاة المهاجرين.
ورغم أن الأرقام تقول إن غالبية الأميركيين (58 في المائة) لا يتمنون رؤية جولة أخرى بين بايدن وترمب، فإن حالة الإنكار هذه لا تعني أننا لن نشاهد الجزء الثاني من الفيلم في نوفمبر المقبل، الذي سيكون بلا شك أكثر إثارة من الجزء الأول وأكثر قبحاً أيضاً.
(الشرق الأوسط)
رجل نام في سرير والدته المتوفاة وما حدث لاحقاً أثار الصدمة
الشرع يعزي ترامب بضحايا الهجوم في ريف حمص
التسلسل الزمني للمنخفض الجوي الذي يبدأ تأثيره على المملكة مساء الإثنين
دراسة حكومية تقدم خريطة طريق لتنمية الاقتصاد الرقمي
تفاصيل مأساوية .. يُنصح بعدم القراءة لذوي القلوب الحساسة
غش في ديزل التدفئة… جريمة صامتة تهدد بيوت الناس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم سيدني إلى 16 قتيلا
388 عملية تجميل و 8 سنوات بلا طعام .. بلوغر شهيرة تثير الصدمة
النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة السعودية بنصف نهائي كأس العرب
الأمن العام يحذر من الصوبات الرخيصة .. ويؤكد: لا تدفئة تستحق المخاطرة بالأرواح
إضاءة شجرة عيد الميلاد في العقبة
بعد سنوات من الغياب .. عبلة كامل توجه رسالة نارية للجميع
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
المفوضية الأوروبية تحقق مع جوجل بسبب الذكاء الاصطناعي
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها




