بركان غزة .. نيران الجمر السائلة
مظاهرات مليونية خرج فيها الكبار والصغار رجالاً ونساءً في كل القارات. غزة هي الأولى في نشرات الأخبار، والعنوان الأول والأكبر في صحف العالم. قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إن قرابة ألف مظاهرة شهدتها المدن الإيطالية تضامناً مع أهل غزة. وذلك ما شهدته أغلب المدن الأوروبية. في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، كان للغضب الشعبي حضور دافق. في الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، التي تقدم لإسرائيل المال والسلاح والدعم السياسي المطلق، تدافع الآلاف في شوارع المدن الكبرى تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ضد طوفان الإبادة الإسرائيلية الجماعية للشعب الفلسطيني. ستنتهي الحرب على الأرض، بعد وقت قريب أو بعيد. لكن نيران بركانها ستسيل على الأرض زمناً طويلاً.
لقد خرج الملايين في أصقاع الأرض في مظاهرات حاشدة إدانة للإبادة الجماعية المروعة التي نفذتها القوات الإسرائيلية ضد الأبرياء على كل غزة. في الولايات المتحدة الأميركية، تظاهر الآلاف في مدنها المختلفة، وشارك في بعضها يهود يرفعون أعلام فلسطين. وللمرة الأولى، صارت القضية الفلسطينية تفعل فعلها في الانتخابات الأميركية. الرئيس الأميركي جو بايدن المترشح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي، قدّم مبكراً الدعم المالي والعسكري والسياسي لإسرائيل، منذ بداية حملة إبادتها للفلسطينيين في غزة، لكنه بفعل الضغط الشعبي بدأ رعشات التردد. قال في تصريح قريب، إن زوجته قالت له، إن ما تقوم به إسرائيل في غزة، غير أخلاقي. الرئيس السابق دونالد ترمب المترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري، وهو النصير الأعمى لإسرائيل، ولا يمتلك ميزاناً لكلماته، واعترف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وبمرتفعات الجولان كجزء من الدولة الإسرائيلية، ترمب هذا صار يطوف حذراً حول ما تقوم به إسرائيل في غزة، فهو يعلم أنه يتحدث لصندوق الانتخابات القادمة، وطوابير المصوتين سيكون من بينهم من يحمل شيئاً من دماء ودموع غزة، في رعشات يديه أمام صناديق الاقتراع. الحضور اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، له جذور وامتداد ديني وسياسي واقتصادي، لا يغيب عن القرار السياسي، الذي يقف من دون حساب أو تردد مع إسرائيل. لكن الإدارة الأميركية، اضطرت مندوبتها في مجلس الأمن إلى ألا ترفع كف الفيتو، ضد قرار المجلس الذي يدعو إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة حتى نهاية شهر رمضان. اليسار الأوروبي، عاد للانتعاش بعد سنوات طويلة، إثر الموجة الشعبوية التي لم تخلُ من أنفاس عنصرية، وبروز تيار يميني لا يخفي دعمه لإسرائيل. عشرات الآلاف من الضحايا، وجلّهم من النساء والأطفال، وليس من بينهم من يمكن تعليق تهمة الإرهاب فوق جثته، أو على جروحه، أو على بقايا بيته، سيكونون النار التي تشعل وعي الجيل الشاب في أوروبا، وتعبئ النقابات والمثقفين والعمال والطلاب، وتخلق تياراً يتحرك لمواجهة تسيّد الليبرالية السياسية، والشعبوية اليمينية، التي تستخف بأرواح البشر.
في إسرائيل كان «طوفان الأقصى»، ناقوساً أيقظ ما نام في ظلام السنين. للمرة الأولى منذ قيامها سنة 1948 يقتحم مسلحون فلسطينيون أرضها، ويأسرون عسكريين ومدنيين من مواطنيها، وتخوض حرباً على قوة عربية على مدى شهور، ويسقط فيها مئات الإسرائيليين. بركان غزة حرّك إسفيناً سياسياً في كتلة الكيان الإسرائيلي. انقسامات حادة في التحالف الحاكم، وفي صفوف الشرائح الاجتماعية. الحريديون المتدينون المتشددون، الذين يرفضون الخدمة في الجيش منذ قيام الكيان، بدأت حملة واسعة تطالب بضرورة انخراطهم في الخدمة العسكرية.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، شخصية مركبة. منذ بدايته تربى على فكر صهيوني متطرف. والده كان تلميذاً لفلاديمير جابوتنسكي المتشدد، الذي كان يطالب بضفتي الأردن. ويدعو إلى العنف ضد العرب. منذ الحرب العالمية الأولى، إلى آخر يوم في حياته كان في معارك مع الحركة الصهيونية التي اعتبرته مغالياً في تطرفه، ورفض ديفيد بن غوريون نقل جثمانه من أميركا إلى إسرائيل، لكنه نُقل في النهاية. سنة 1976 خطف الفلسطينيون طائرة فرنسية تقل إسرائيليين وأنزلوها في مطار عنتيبي بأوغندا. أرسلت إسرائيل قوة عسكرية هاجمت الطائرة في عنتيبي لتخليص الإسرائيليين. كان من بين أفراد القوة الإسرائيلية ضابط شقيق لنتنياهو. تركت تلك الحادثة أثراً عميقاً في شخصية نتنياهو، وأضافت حطباً آخر لنار كراهيته وحقده على كل من هو عربي. في كتابه «مكان تحت الشمس»، قال إن أرض إسرائيل من البحر إلى النهر، ولا حل أمام الفلسطينيين إلا الرحيل الكامل عن ما أسماه بأرض إسرائيل التاريخية. اهتبل هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لإبادة أهل غزة وتدمير كل ما فوق أرضها، رافضاً كل المبادرات والاحتجاجات الدولية الرسمية والشعبية.
القضية الفلسطينية التي بقيت حية على مدى سبعة عقود، انطلقت نيران جمرها الآن من بركان غزة الرهيب، الذي سيسيح جمراً في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط. ليس من السهل معرفة قوة سائل نار غزة ومداه، لكن لا بد أنه سيتدفق.
صدور تعليمات تأهيل وترخيص خبراء تيسير التواصل مع ذوي الإعاقة
مجلس الأمن يندد بهجوم الدعم السريع على الفاشر
فريق السلط يفوز على شباب الأردن بدوري المحترفين
الأردن وسوريا يبحثان التعاون بالخدمات البريدية الرقمية
الاسترليني يتراجع أمام الدولار الأميركي
الاحتلال يتسلم جثتي أسيرين في غزة
صدور قرار حل حزبي إرادة وتقدم بعد اندماجهما
بدء تشغيل مراكز خدمات حكومية مع نهاية العام
ناغوج يحرز ميدالية برونزية بدورة الألعاب الآسيوية للمصارعة
لماذا بكى نائب الرئيس الاميركي
إطلاق حواريات تعزيز مشاركة طلبة الجامعات بالحياة السياسية
إجلاء دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج بالأردن
الأردن والسعودية يوقّعان الملحق المعدّل لاتفاقية تشجيع الاستثمارات
مدعوون للتعيين في الصحة .. أسماء
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
عقوبة مرور المركبة دون سداد رسوم الطرق البديلة
محافظة إربد: كنز سياحي مُغيَّب .. صور
وزارة الصحة تفصل 18 موظفاً .. أسماء
زيت شائع يدعم المناعة .. وآخر يهددها
وثائق رسمية تكشف مبادرة نجاح المساعيد بالطلاق
صناعة إربد واليرموك تبحثان التعاون لخدمة القطاع الصناعي
عقوبات بحق أشخاص تعدوا على مسارات آمنة بعمّان

