الذكاء الاصطناعي ضدّ محمد الماغوط
موضوع هذه الدورة كان سبّاق الطابع، واستباقياً من زاوية أنّ القرار بصدده كان قد اتُخذ من الهيئة الاستشارية قبل عام ونيف؛ لأنه استقرّ على العنوان التالي: «اللغة والذكاء الاصطناعي؛ قيد للماضي أم أفق للمستقبل؟»، وقُدّمت في مناقشته أوراق بالغة الأهمية والتعدد، في الميادين التالية: أخلاقيات وتشريعات الذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي مترجماً وشاعراً وروائياً، الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة، تطبيقات الذكاء الاصطناعي ولغة التواصل الاجتماعي، الذكاء الاصطناعي والتحيز والبحث العلمي والفلسفة وإعادة هيكلة التراث واللغة والفنون…
وقد تشرفت بالمشاركة في أعمال المؤتمر بورقة عنوانها «الذكاء الاصطناعي ضدّ محمد الماغوط»؛ نهضتْ على فرضية مركزية أقرّت بأنّ الذكاء الاصطناعي أنجز قفزات نوعية ملموسة، ومبهرة أحياناً، في ميادين شتى تمكن خلالها من التنافس مع الذهن البشري. كذلك نجح في أداء مهامّ عديدة شديدة التعقيد والتطلّب ضمن نطاقات متنوعة لا تبدأ من التقنيات المختلفة ولا تنتهي عند إنشاء النصوص؛ لكنه ما يزال يتعثر في ميدان كتابة الشعر، خاصة أنّ بعض منصاته الشهيرة أجابت بـ»لا» عند سؤالها إذا كانت تجيد كتابة قصيدة.
وقد توزعت أفكار الورقة على ثلاثة أجزاء، يستعرض الأوّل سلسلة افتراضات تنظيرية حول علاقة الذكاء الاصطناعي بالشعر عموماً، وبمحاولات كتابة قصيدة تُظهر مواصفاتها من حيث المحتوى واللغة والنبرة التعبيرية والبنية الشعورية، أقرب ما يُتاح رصدُه من هوية الشعر أو تعريفاته العديدة. وتُساق في هذا الجزء سلسلة من المظانّ والطعون التي تكتنف تلك الافتراضات، أسوة بالمزايا والفوائد التي يساجل البعض بأنها يمكن أن تُجنى عبر إقامة علاقة حيوية بين الشعر والتوليد الرقمي للنصوص عموماً. الجزء الثاني من الورقة تطبيقيّ الوظيفة؛ لأنه، باستخدام أداة إنشاء القصائد المعروفة باسم Canva برعاية OpenAI، جرّب كتابة 4 فقرات شعرية تحاكي، أي تتحدى على أكثر من مستوى، فقرات موازية في قصيدة الشاعر السوري محمد الماغوط المعروفة «أغنية لباب توما»، من مجموعته الشعرية الأولى «حزن في ضوء القمر»، 1959. وقد وقع الاختيار على نصّ الماغوط تحديداً لأنه ينتمي إلى شكل قصيدة النثر، وبالتالي يجنّب منشئ النصوص عراقيل العروض العربية وصعوبات الإيقاع الموزون. الجزء الثالث اقترح سلسلة مقارنات بين نصّ الماغوط وما حقّقته نصوص Canva؛ كما انتهى إلى خلاصات حول مقدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة الشعر أياً كانت تعريفات الحدود الدنيا لهذا الفنّ.
وضمن تفريعات القسم التجريبي من الورقة، تمّ تلقيم برنامج الـCanva بنحو 70 كلمة، منتزعة من قصيدة الماغوط البالغ عددها الكامل 150 كلمة، واختيرت المفردات على نحو يزوّد برنامج الكتابة الإلكترونية بأكبر قدر ممكن من المفاتيح الدلالية إلى أجواء النصّ الأصلي. هنا أمثلة على تلك الكلمات: حلوة، عيون، النساء، باب توما، حصاة، ملونة، الرصيف، أغنية، طويلة، الزقاق، تجويف، الوحل، الأملس، يذكّرني، الجوع، الشفاه، المشرّدة، الأطفال، يتدفقون، الملاريا، الله، الشوارع، الدامسة، وردة جورية، شاعر، كئيب، أواخر النهار، حانة، الخشب الأحمر، يرتاد، المطر، الغرباء، شبابيك، ملطَّخة، الخمر، الذباب، الضوضاء، الكسولة، زقاق، ينتج، الكآبة… كذلك تعمدت التجربة إغفال علامات الوقف والتشكيل في هذه المفردات، بغية إتاحة الفرصة أمام الكمبيوتر لاستكناه المعنى وتشعباته وروابطه على نحو تلقائي وبعيد عن التوجيه، أياً كان. وللغرض هذا ذاته، اجتنبت التغذية أدوات الجرّ والعطف والنداء وما إليها.
ليس هنا المقام المناسب لاستعراض النتائج، كما جاءت في الورقة الأمّ التي تقع في أكثر من 3000 كلمة، وسوف توضع تحت تصرّف المؤتمر إذا سنحت فرصة طباعة الأوراق. لكن قد تصحّ الإشارة إلى خلاصة أولى تخصّ الفقر الواضح في المخيّلة الكمبيوترية، بالمقارنة مع مخيّلة الماغوط، وهذا يحيل إلى سؤال اكتنف على الدوام السجال حول أهلية الكمبيوتر لإنتاج الشعر: إذا كان مخزون المجاز الذي يُغذّى به برنامج الكتابة هائلاً ومتنوعاً وشاملاً لميادين شتى، فهل هذا يعني تلقائياً أنّ الطاقات التصويرية للشاعر الاصطناعي سوف تكون بدورها هائلة ومتنوعة وشاملة؟
ومن حيث المبدأ، منهجية الورقة لا تنطلق مسبقاً من القاعدة التقليدية السائدة التي تقول إنّ الكمبيوتر لا يعطي إلا من مخزون ما يُغذّى به من مادّة محرضة على الشعر؛ بل تنحاز إلى رأي موازٍ يمنح الكمبيوتر فضيلة الشكّ في احتمالات كامنة لانهائية من القدرة على التباري مع المخيّلة البشرية. وبهذا المعنى فإنّ النظرة إلى التحدي الافتراضي بين منتَج الذكاء الاصطناعي وقصيدة الماغوط أقرب إلى التفاؤل بالمستقبل منها إلى التعنت في ترجيح كفّة المخيّلة الشعرية البشرية، والانحياز إلى إبداعها بصفة حصرية أو تكاد.
(القدس العربي)
تطورات حالة الطقس خلال الأيام الأربعة القادمة
الدويري يتحدث عن أداء القسام الاخير .. ماذا قال
مراهق يستيقظ من غيبوبته للمرة الأولى .. وما قاله مفاجئ
ابنة إيلون ماسك المتحولة جنسيًا تحرج والدها
السيارات الكهربائية تفقد 12% من قدرة الشحن خلال 6 سنوات
تويوتا تبني مصنعًا لبطاريات السيارات الكهربائية
مهرجان جرش .. أمسية موسيقية لعازف العود علاء شاهين
جوري بكر تخضع لجلسة تصوير بعد عودتها لزوجها
أميرة أديب تتصدر الترند بسبب أغنية كرت محروق
ترمب يعد الشرق الأوسط بهذا الأمر إذا تم انتخابه
خطة أمريكية للقضاء على نصف مليون بومة
LG ستنشئ مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في المغرب
الرباط تحتفل بعيد العرش .. صور وفيديو
بيان من السفارة الأردنية للأردنيين في مصر
تحذير للسائقين .. مخالفة تصل غرامتها إلى 250 ديناراً
الأردن يرفض تسليم مواطن لأميركا
430 دينارا رسوم استقدام العامل الوافد و80 دينارا الفحص الطبي
الأردن .. حبس سارق كتب 5 سنوات وتغريمه 29 ألفا و761.5 دينار
توضيح حكومي حول انخفاض مبيعات المشتقات النفطية
متى تنخفض درجات الحرارة في الأردن .. تطورات الطقس
وظائف شاغرة وعشرات المدعوين للمقابلة .. تفاصيل
هل سيعود تطبيق تيك توك للعمل بالأردن .. توضيح حكومي
سداد ديون 200 من الغارمات والغارمين في الأردن
مهم من الحكومة بشأن أسعار المشتقات النفطية
مدعوون لإجراء مقابلات شخصية والامتحان التنافسي .. أسماء
عبدالكريم الدغمي يستقيل من حزب إرادة ويكشف السبب .. وثيقة