يا صاحب المال تريث قليلا

mainThumb

15-05-2024 02:49 PM

هناك نفر من اصحاب رؤوس الاموال وخاصة الذين لم يتعبوا كثيرا عند جمعها او سرقتها لا ندري ويبحثون عن جاه ووجاهة وحضور اعلامي قد يكون مدفوع الاجر او زائفا في ظل تقنيات رقمية تفصل للشخص الثوب الذي يريد.
وفي المقابل هناك فئة محترفة متخصصة في اصطياد هولاء من اصحاب المال الوفير وتبدا الرحلة بدراسة هذه الشخصية او تلك دراسة نفسية واجتماعية من خلال قراءة ما يكتب على صفحته على المنصات بمختلف اشكالها وما يحب ويهوى من الاغاني مثلا او من الفنانين او ماهي هواياته المفضلة وما هو النادي الذي يشجعه (الرويال او برشلونة مانشستر ستي او ليفربول )ليبدأوا بتقليده بتشجيع النادي الذي يحب على صحفته دون معرفة مسبقة وكما يقال في المثل الشعبي ( اول الرقص حنجلة )
والخطوة التالية هي البحث عن الاماكن التي يتردد عليها وما نوع المعسل الذي يحب أن يعتلي قرص أرجيلته (تفاحتين جزر فرفحينة ).
ويختلقون زيارة له لاي سبب من الاسباب او مطاردته في مطعم او كوفي شوب ولا باس من تهنئته بمناسبة وبدونها والتغزل في أناقته ورقة حديثه واخذ الصور معه ونشرها على الصفحات
وبعد انتهاء الدراسة المستفيضة لشخصيية الفريسة تبدا رحلة الصيد باقامة حفلة له بحضور عتاة المنافقين والسحيجة الذين يقومون بالواجب نحو الضيف بالمديح والتصوير والإشادة العلنية بتاريخية وماضيه وأياديه البيضاء.
وتبدا العروض على الفريسة برعاية احتفال او مباراة او اي شيء من هذا القبيل وتقدم له الدروع والسيوف وغيرها.
وعندها تسيل لعاب صاحب المال عندما يسمع المديح والشعر حتى لو كان بدون وزن او قافية او عندما يرى صورته ثلاثية الابعاد على المنصات وذلك تبعا لنظرية ثورنديك (التعلم الشرطي الوسيلي ) حيث كان يسيل لعاب الكلب عندما يسمع الجرس المقترن بحضور الطعام.
وفي الختام يا اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة او المتوسطة وترغبون في التبرع فأبوابها مفتوحة للفقراء والمساكين وابناء السبيل دون ان تدري اليد اليسرى ما تقدمه اليد اليمنى في عتمة الليل
والتبرع لأطفال غزة الذين يعانون من ابشع حصار ودمار عرفه التاريخ من الصهاينة اعداء الإنسانية قد يكون احسن نفعا لكم في الدنيا الاخرة.
فهل تتريثوا قليلا قبل الوقوع في المصيدة التي نصبها لكم الافاكين والنصابين
وعكس ذلك فانتم على شاكلتهم وتمضون إلى نفس الطريق في الاحتيال والتمثيل وستسقطون ولو إلى حين ،ولن تجدوا لكم صورة على منصة واحدة حتى لو ذهبتم إلى جوار ربكم بالدعاء لكم ،
(انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ﴾
صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد