الحرب الدينية: "جيل الشهداء" .. و"الجيل الشاهد"
وعلى صعيد جماهير العالمين العربي والاسلامي، نلحظ أن علائم وتباشير الوعي الجذري بطبيعة الحركة الصهيونية قد بدأ يتبلور في (1)"ضوء" (اقرأ: ظلام) المقارفات الاستعمارية الاسرائيلية المستندة الى التطهير العرقي والابادة الجماعية على امتداد الارض الفلسطينية (وبالذات في قطاع غزة و الضفة الغربية وخاصة في شمالها والقدس) وايضاً (2) في ضوء المقاومة الفلسطينية ذات الثقل الجهادي الاسلامي الراهن. واذا كانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي تمثلان راس الحربة البارز في الجهاد السني المتناغم، بل المندغم، مع الجهاد الشيعي، فإن القادم أعظم مع تحولات الصراع مع الصهيونية التلمودية (المحرفة والمنحرفة)الى صراع ديني. ذلك، ان مخزون الاستشهاد، سواء في الدين الاسلامي أو في الدين المسيحي العربي، إنما هو مخزون هائل سرعان ما يتفعل مع اتضاح مساعي الصهيوينة التلمودية لتهويد ارض فلسطين (وغيرها لاحقاً) بحيث تشتمل عملية التهويد على التطهير العرقي (بشتى الاساليب العنيفة و "الناعمة") مستهدفاً معه الوجودين العربي المسلم/ والعربي المسيحي بما في ذلك مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين، الأمر الذي سيستنهض همم الكفاح والنضال والجهاد والاستشهاد لدى المسلمين وعموم العرب لسنين طويلة قادمة.
ولأسباب ثقافية بنيوية، فان يهود الكيان الصهيوني قد اختاروا الحياة وبالذات بعد "انتصارهم" في "حرب الايام الستة" (اقرأ: الساعات الستة!!!) ، تلك الحرب التي اسميناها "نكسة" وهي هزيمة فادحة فاضحة! عندئذٍ تحولت "إسرائيل" من "إسبارطة" الى "أثينا". وفي المقابل، ولأسباب ثقافية بنيوية ايضاً (قوامها موروث ديني عميق) نجد لدى المسلمين واشقائهم المسيحيين العرب حالة مترسخة من إعلاء قيمة الاستشهاد سواء في سبيل الله والدين والوطن موجودة في القرآن والسنة، وفي الانجيل. وطبعاً، تزداد قوة هذه "الثقافة الاستشهادية" على وجه الخصوص لدى المنتظمين في أحزاب وحركات (اسلامية، أو قومية عربية أو "سورية"، او وطنية مثل الفصائل الفلسطينية...الخ). بل إن المنتمين الى اي من هذه الحركات /الاحزاب/ الفصائل (وبالخصوص في مواجهة القوى الاستعمارية وفي المقدمة منها الحركة الصهيونية) يعتبرون انفسهم "مشاريع شهداء" هم في اوج حيواتهم، مثلما ان دينهم وعوائلهم/قبائلهم/ عشائرهم/شعوبهم ينظرون اليهم (حين يرتقون بالاستشهاد) باعتبارهم قد حصلوا على أعلى مراتب الشرف؛ فيستقبلون بالتكريم الديني والمجتمعي الخاص، وبزغاريد الامهات والشقيقات وعموم النساء. وفي هذا السياق، فقط تذكروا شعار الوداع الحاشد غير المسبوق للشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران: (هنيئاً لك يا هنية). والحال كذلك، وبفضل قوة الانموذج الذي يرسّخه هؤلاء الشهداء يصبحون في مماتهم (بمعنى محدد) "احياء" كونهم يستولدون "مشاريع شهداء" جدد على اتم الجاهزية للاستشهاد وبالتالي لاستيلاد غيرهم من "مشاريع الشهداء" ...وهكذا دواليك.
وعن الانتقال - فلسطينيا- من ضفة نهر "جيل الاستشهاد" الى ضفة "الجيل الشاهد" نلحظ أن هذا الجيل هو –حقاً- "الشاهد" (1) على عطاء الشهداء الذين ارتقوا، مثلما هو شاهد أيضاً (2) على حرب إبادة أصابت كافة مقومات الاهل (البشر، والشجر، والحجر)! ولعل من أجمل ماقيل - في العقل الجماعي للمسلمين وللمسيحيين العرب – عن كواكب هؤلاء الشهداء:
"أيها الشباب ان عيون الشهداء تحدّق بكم. اذا ضللتم الطريق فاتبعوا الشهداء، وسلام لشهداء أخذهم الموت ليعلم الأحياء معنى الكرامة". ويكفي الشهيد –في العقل الجماعي ذاته- انه"حي يرزق عند الله، ويكفيه أيضاً انه دخل الجنة بدون حساب". وكذلك قولهم: "أشرف الموت موت الشهداء، ولا نبكيهم لأنهم باستشهادهم قد بدأوا للتو حيواتهم، وانهم حين يرون من فضل الشهادة فانهم يحبون الرجوع الى الدنيا ليستشهدوا من جديد".
والحال كذلك، أوليس من الصحيح الافتراض أن سياسة نتنياهو (وصحبه من اتباع الفكر التلمودي المحّرف والمنحرف) الذين يدفعون الامور باتجاه الحرب الدينية، انما هم ينتهجون سياسة عبثية مجنونة تقودهم الى مصير مظلم، طال الزمان ام قصر؟
تل أبيب تفرض شروطاً صارمة قبل انتقال اتفاق غزة لمرحلته الثانية
انهيار اقتصادي يغزو إسرائيل .. ربع العائلات الإسرائيلية تعيش الجوع
نواب يهاجمون موازنة 2026: غلاء المعيشة وتراجع الدخل في صدارة الانتقادات
ارتفاع قياسي في الطلب على أسطوانات الغاز مع اشتداد المنخفض الجوي
ترامب: أوروبا تمضي في اتجاهات لا تُحمد عقباها
زيلينسكي: لا يجوز لنا التنازل عن أراض لروسيا
السفير البريطاني في عمان وأبو حلتم يبحثان سبل تعزيز الاستثمار والتعاون
استبعاد توني بلير من مجلس السلام الخاص بغزة
السيارات الكهربائية .. تحديات تعرقل انتشارها رغم الإقبال الكبير
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية ونفط تكساس
النمرات يفوز باكتساح في انتخابات جمعية الدارسين بالروسية
إصابة 10 من عائلة واحدة بتدهور مركبة على طريق الرمثا بشرى
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
وظائف حكومية ومدعوون للمقابلة .. الأسماء والتفاصيل
أوبن إيه آي تعتزم إدخال تحسينات على تشات جي بي تي
مديرية الأمن العام تطلق خدمة التدقيق الأمني للمركبات
الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية
قفزة كبيرة بأسعار الذهب في الأردن
قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على بابنوسة بغرب كردفان
الغذاء والدواء تحتفظ بحقها القانوني تجاه هؤلاء
تخريج الفوج الثامن من معسكر نشامى السايبر



