لا خيار للمستضعفين في الأرض إلا المقاومة
وكما مرَّ المفكر والرئيس البوسني علي عزت بيجوفيتش وشعبه _ من قبل_ تجربة مريرة ذاق من خلالها وشعبه محنة الغرب وخذلان الشرق. وتكشف له أناس ما زالوا يعيشون خارج الزمن وكأنهم شياطين هبطت على الأرض من كوكب اخر، لم تسمع عن الرحمة أو القانون أو العدل أو الديمقراطية أو حقوق الانسان أو حتى الحيوانية.
إن محنة البوسنة والهرسك والشعب الألباني المسلم، قد أكملت السقوط المدوي لكل ما كان على ظهر الأرض من زيف وأوهام، فكما سقطت الماركسية من قبل وكان لسقوطها دوي ودهشة فكذلك سقطت على أرض البوسنة والهرسك بقية المعبودات الغربية من دعاوى حقوق الانسان والديمقراطية والأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ وأصبح الرجل الغربي يعيش عريانا في العراء بعد أن تطايرت في الهواء جميع مقدساته الليبرالية، فالقيم لا تتجزأ ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا.
وكما تعرض الشعب الالباني لأبادة جماعية أمام مرئ العالم وسمعه، يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لأبادة جماعية ولا تقل بشاعة عن المجزرة التي ارتكبت في البوسنة والهرسك. ولكن ربما الواقع المختلف ما بين حالة البوسنة وحالة غزة يتمثل في أن غزة تتعرض للإبادة بدعم عسكري وسياسي ومالي وغطاء قانوني في الأمم المتحدة ومجلس الأمن من قبل الدول الغربية بقيادة أمريكا والمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا واستراليا وغيرها من الدول الغربية.
وكما وقف على عزت بيجوفيتش كانسان مؤمن وحيدا في مواجهة الحضارة الغربية المتوحشة والمتمثلة في الصرب _ فهم نتاج الحضارة الغربية المادية العلمانية _ وقياداتهم السياسية والعسكرية المجرمة المتوحشة، يقف الشعب الفلسطيني و حركاته المقاومة اليوم ذات الموقف في مواجهة الدولة الصهيونية وقادتها المتوحشين المجرمين، الذين هم أساسا نتاج تلك الحضارة الغربية. وتمثيلا واضحا لا لبس فيه للحضارة الغربية وعنصريتها ووحشيتها. حضارة فشلت فشلا ذريعا في حل مشاكل الانسان، لا بل ضاعفتها من خلال مركزية غربية فرضت على كل دول وشعوب وحضارات العالم نموذجها الحضاري والسياسي والاقتصادي والثقافي، المتمثل بالعلمانية والمادية والرأسمالية؛ من خلال الاستعمار أولا ثم التبعية ثانيا ومن بعدها العولمة، التي ما هي إلا عملية تعميم للنموذج الغربي في الدولة والاقتصاد والسياسة والثقافة على جميع دول العالم.
وكما كان العالم في تلك الفترة، بحاجة إلى شخص مثل الرئيس المفكر المرحوم على عزت بيجوفيتش، فهو اليوم أشد حاجة إلى الاشخاص وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وكل مكان في العالم، يتمثلون قول الله تعالى}: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) {الأحزاب 23). ليقفوا في وجه المركزية الغربية والاستغلال والسيطرة والاستعباد والاخضاع لدول وشعوب العالم خارج دائرة العالم الغربي.
وإذا كانت الأنظمة السياسية في معظم دول العالم الثالث أنظمة تابعة للغرب وخانعة ومنفذه لخططه وبرامجه الاقتصادية والسياسية والثقافية؛ فإنه ليس أمامنا كشعوب لتلك الدول ألا خيار واحد متاح هو خيار المقاومة بكافة أشكالها السلمية أو العسكرية، ومهما كانت التكلفة أو الثمن. ذلك أن الرضوخ والانصياع أثمانه أكبر بكثير وعواقبه أوخم، فهو تهديد لوجودنا الحضاري والثقافي؛ وسلخ لنا من كل قيمنا الدينية والثقافية والحضارية، أنه تدمير شامل لنا كبشر وتحويلنا الى مجرد ارقام في سلسلة المستهلكين لكل ما يقدمه لنا الغرب من غث وسمين.
ولابد أن تستمر مسيرة المقاومة والتصدي للهيمنة الغربية، في كل دول العالم الثالث، ولو فشلت تجربة فلا بد أن تتبعها أخرى؛ لأننا ببساطة ندافع عن الإنسانية جمعاء حتى داخل دول الغرب. فلا مجال للاستسلام، لأن القاعدة التي تحكم سلوك العالم الغربي تجاهنا هي " استسلموا للغرب "، وبالتالي فأن أي عصيان لقاعدة الاستسلام للغرب ستواجه بقوة ووحشية وشراسة منقطعة النظير؛ كما حصل في البوسنة والهرسك والعراق وأفغانستان وإيران وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها. و كما قال الزعيم الفيتنامي هوتشي منه:" لا يوجد بيت مدمر، أو حجر مبعثر، أو يد مبتورة، أو أم ثكلى، أو أمة مشوهة، إلا و ستجد للولايات المتحدة الامريكية أثراً فيه"
إن ما يحدث في غزة اليوم هو نموذج واضح للفكرة التي طرحناها أنفا، أما أن ترضخوا لشروطنا وإما ستتم ابادتكم. وتاريخيا فأن الحضارة الغربية في مقابل اخضاع جميع شعوب ودول العالم لهيمنتها وسيطرتها، لم ولن تتورع في المزيد من القتل والإبادة وستستمر في دعم نموذجها الصارخ في العنصرية والوحشية والدموية المتمثل في دولة الكيان الصهيوني.
وهنا لا بد من تذكير المنبطحين المروجين لفكرة أنه لا يمكننا الوقوف في وجه الغرب بقيادة أمريكا، وأن السياسة تفرض الانبطاح والمناورة، فلهؤلاء نقول قد فعلت منظمة التحرير الفلسطينية ما طلبتم ووقعت اتفاقية أوسلو، فماذا كانت النتيجة؟ لقد تم قتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ولم يجني الشعب الفلسطيني من أوسلو إلا المزيد من الاذلال والمزيد من السيطرة والاستيطان والاخضاع والقتل والأسر والفصل العنصري. ولقد رأينا قبل أيام بالصوت والصورة نهاية مأساوية لعملاء أمريكا في افغانستان ممن قضوا أكثر من عشرين سنة في خدمة جنود الاحتلال الأمريكي يتم رميهم من الطائرات وإطلاق النار عليهم ومنعهم من الاقتراب من ناقلات الجنود الأمريكيون بعد أن قررت أمريكا الانسحاب من افغانستان لصالح حركة “طالبان” التي زعمت أنها تحاربها منذ 2001. وفي فيتنام الجنوبية كانت عبارة آخر زعماء فيتنام الجنوبية وهو الجنرال فان ثيو الذي قال وهو في طريقه لطائرة الهيلوكوبتر ليهرب مع الجيش الأمريكي المنهار" أغبى الناس من يثق في الولايات المتحدة"...وشاه إيران عبر للسادات عن ذهوله من تخلي الولايات المتحدة عنه حتى أنها رفضت استقباله للعلاج...والتخلي الأمريكي عن بنوشيه بل وحتى اعتقال ابنته بعد وفاته. والنماذج كثيرة كان آخرها حسني مبارك وزين العابدين وعلي عبد الله صالح.
لا بل أن صانعي القرار في إسرائيل ودراسات إسرائيلية عديدة بدأت تتناول هذه المسألة بالتساؤل التالي: هل يمكن أن تتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل كما فعلت مع تايوان وفيتنام؟ وهل التحول الأمريكي نحو آسيا سيقلل من أهمية اسرائيل للولايات المتحدة؟ ...
كل هذا يدفعنا الى إعادة التأكيد مرة أخرى على أن لا طريق أما المستضعفين في الأرض إلا خيار وحيد هو المقاومة بكافة أشكالها، فالغرب لا يفهم ألا لغة واحدة هي لغة القوة، و لغة التمسك بالقانون الدولي و منظومة الأمم المتحدة هذا نهج الضعفاء المستسلمين الذين لا حيلة لهم؟ وهل اجدى الحديث عن القانون الدولي و الشرعة الدولية و منظمة الأمم المتحدة نفعا للسلطة الفلسطينية؟
أجواء باردة نسبيًا في الأردن حتى الأحد
تقليل مشاعر الغيرة بين الأطفال
غزة وسوريا: إرادة الشعوب تنتصر على الطغيان
أرقام مخيفة: دمار غزة يتطلب عقودًا لإصلاحه
ترمب :حققنا الكثير دون أن نكون في البيت الأبيض .. تخيلوا ما سيحدث عند عودتي
الديون الأميركية والأزمات المالية العالمية
ليبيا: اعترافات الوزيرة وصمت الحكومة
وفاة ممثلة تركية شهيرة أحبها الجمهور العربي
الأردن بقيادة الملك .. جسر الأمل للفلسطينيين في أوقات الأزمات
قيادي بالجهاد الإسلامي: المقاومة فرضت على الاحتلال الموافقة على الصفقة
الأردن .. دعوة لأصحاب فواتير المياه المرتفعة
وزير الزراعة يفجّر مفاجأة بخصوص أسعار الدجاج
إحالة مدير بلغ الستين للتقاعد وتعيين جديد 65 عامًا براتب 6 آلاف دينار
هام للمتقاعدين العسكريين بخصوص القروض .. تفاصيل
لا تصاريح عمل لهذه الفئة إلا بعد موافقة الداخلية
مركز المناخ يوضح حقيقة الأخبار المتعلقة بالعواصف الثلجية
أسباب ارتفاع شراء الشقق في الأردن
العميد رعد أبو عميرة مديرا لمكتب الملك الخاص
الملك يلتقي متقاعدين عسكريين في منزل اللواء شديفات
فصل الذكور والإناث في باصات دمشق وإدلب وحلب وحمص
العرموطي: ابن رئيس وزراء أردني أسبق معتقل .. من هو؟
هكذا ردت سائحة أجنبية على دركي أنقذها من كلاب ضالة بالموقر