ترامب .. رئيس أم مقامر سياسي؟
للأسف، يبدو أن الكثير من الزعماء العرب الذين يواجهون ترامب هذه الأيام لا يدركون سوى القليل عن شخصيته الحقيقية، وكأنهم يتعاملون مع سياسي تقليدي يحسب خطواته بعناية ويتبع أساليب الدبلوماسية المتزنة. لكن الواقع مختلف تمامًا، فهم أمام شخصية لا ترى العالم إلا كساحة مصارعة، حيث القاعدة الوحيدة هي أن الأقوى يسدد الضربة الحاسمة، بغض النظر عن العواقب. ترامب ليس رجل دولة، بل مقامر متهور، يراهن على كل شيء ولا يكترث إن خسر الجميع من حوله، طالما أنه يحقق مكاسب شخصية ولو مؤقتة.
هذا الرجل الذي يفاخر بلقب "رئيس الصفقات"، لا يتورع عن تحويل السياسة إلى استعراض رخيص، حيث يطلق وعودًا ضخمة وتصريحات نارية، ثم يتراجع عنها بمجرد أن يدرك أن المسرحية لم تعد تثير الجمهور. لا عجب في ذلك، فهو يرى السياسة مجرد منصة لعروضه الشخصية، وليس مجالًا لاتخاذ قرارات مصيرية. كيف يمكن لدول كاملة أن تواجه شخصًا يتعامل مع السلطة كما يتعامل مع حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، يتحدث دون تفكير، يبالغ في الوعود، ثم ينكر كل شيء عند أول مواجهة؟
المفارقة أن بعض الزعماء العرب لا يزالون يظنون أن بإمكانهم التعامل مع ترامب بنفس الأدوات الدبلوماسية التقليدية، متجاهلين أن هذا الرجل لا يؤمن إلا بمنطق القوة والمقايضة. البيانات الرصينة والمواقف المتزنة لا تعني له شيئًا، فهو لا يرى في العالم سوى سوق مفتوح يمكن فيه المساومة على كل شيء، حتى على السيادة الوطنية. ربما يعتقد البعض أنه يمكن إقناعه أو التفاوض معه، لكن سجل تعاملاته حتى مع أقرب حلفائه يثبت العكس.
ترامب لا يتردد في ابتزاز حتى شركائه، فهو يبدأ بالصراخ وينتهي بفرض شروطه عبر الضغط والتهديد. علاقاته الدولية تشبه مفاوضات تجارية رخيصة، حيث تكون الشعارات الكبيرة مجرد أدوات للمساومة. عندما يواجه مقاومة حقيقية، يتراجع مؤقتًا، لكنه سرعان ما يعود بأساليب أخرى، وكأنه تاجر يفاوض على صفقة غير مشروعة، وليس رئيسًا مسؤولًا عن قرارات تؤثر على مصير العالم.
هذا الأسلوب قد يكون فعالًا في سوق العقارات، لكنه كارثي عندما يتعلق بمصائر الشعوب والسياسات الدولية. فالسياسة لا تُدار بمنطق المقامر الذي يلعب بالنار دون اكتراث، ولا بمنطق المصارع الذي لا يرى سوى خصوم يجب إسقاطهم بأي وسيلة. ومع ذلك، لا يزال البعض يتعامل مع ترامب وكأنه زعيم يتخذ قراراته بناءً على دراسات استراتيجية عميقة، بينما هو في الحقيقة رجل يقرر وفق نزواته ومصالحه الضيقة.
النتيجة واضحة: نحن أمام رئيس يتعامل مع السياسة كما لو كانت فيلماً هوليوديًا، حيث الضجيج والصوت العالي هو ما يجذب الانتباه، وليس الحكمة أو التخطيط. أما الخاسر الوحيد، فهو من يعتقد أن الدبلوماسية ما زالت تحكم العلاقات الدولية، بينما الحقيقة أن السياسة في عهد ترامب أصبحت مجرد عرض مسرحي، يتغير وفق ما يناسب نجم العرض الرئيسي، حتى لو كان الثمن استقرار العالم بأسره .
إقرأ المزيد :
وظائف ومقابلات شخصية بجامعات ووزارات .. أسماء وتفاصيل
ردود فعل دولية عقب استئناف الحرب على غزة
أسعار الذهب تسجل ذروة قياسية الثلاثاء
أوامر إخلاء لسكان هذه المناطق بغزة .. أسماء
المخاطر بالشرق الأوسط ترفع أسعار النفط
وزير الشباب يرعى الإفطار الرمضاني لمؤسسة حرير
ارتفاع متسارع بأعداد الشهداء وجيش الاحتلال يتوعد غزة بالجحيم
أردوغان يسعى للقاء ترامب في أبريل
غرب آسيا .. المنتخب الوطني تحت سن 23 يلتقي نظيره الكويتي الأربعاء
مئات الشهداء في غزة بينهم قادة لحماس .. أسماء
منتخب الشابات يستعد للمشاركة في بطولة غرب آسيا
فلسطين تُذبح الآن .. وكل صوتٍ صامتٍ مشارك في الجريمة
لا تأجيل لأقساط القروض في الأردن قبل عيد الفطر
إحالة مدير عام الضمان محمد الطراونة للتقاعد
دعوة لمزراعي الزيتون قبل عملية الإزهار
عودة الأمطار والأجواء الباردة للمملكة بهذا الموعد
توضيح من الأشغال بخصوص حادثة مطحنة حوارة بإربد
مصر .. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان
اليرموك تطلب تعيين أعضاء هيئة تدريس
زكاة الفطر مالا أم قمحا .. دائرة الإفتاء تجيب
مهم للأردنيين والأردنيات بشأن توفير 60 ألف فرصة عمل
توفير حافلات لنقل المواطنين في المفرق والبادية الشمالية برمضان
حالات طلاق في الأردن بسبب المناسبات الاجتماعية برمضان
وداعا للبرد .. نشرة الطقس في الأردن لأربعة أيام