قبيلة المورسي بين العزلة والتقاليد الموروثة

قبيلة المورسي بين العزلة والتقاليد الموروثة
قبيلة المورسي

19-03-2025 01:16 AM

السوسنة- على ضفاف نهر أومو في إثيوبيا، تعيش قبيلة المورسي الإفريقية في عزلة تامة عن العالم، حيث تحافظ على تقاليدها وطقوسها القديمة التي توارثتها عبر الأجيال. تنتمي هذه القبيلة إلى حياة بدائية تشكلت على مر العصور، مترسخة في تفاعل وثيق مع نهر أومو وغاباته الممطرة.

وسجل المستكشف الإنجليزي فيتوريو بوتيغو زيارة إلى نهر أومو، وأشار إلى أن أفراد القبيلة يعتمدون بشكل كبير على صيد الأفيال للبقاء على قيد الحياة.

وبالرغم من أن هذا الفعل يعد نادرًا إلا أنه كان نقطة تحوُّل رئيسية، ساعدت القبيلة في النجاة من المجاعة.

وتتكون القبيلة من نحو 18 عشيرة، كل عشيرة لها طقوسها الخاصة، وأسلوبها في الحياة.. لكن على الرغم من هذه التعددية العشائرية، تبقى القبيلة متحدة في عاداتها وتقاليها التي تجمعهم كأفراد في مجتمع واحد.

وأبرز العادات في القبيلة هي وضع نسائهن قطعًا دائرية كبيرة على شفاههن؛ إذ يُعدُّ هذا التقليد جزءًا من الميراث الثقافي الذي يميزهن عن باقي القبائل.

ويتم صناعة هذه الألواح من الطين أو الخشب، ويتم إدخالها إلى فم المرأة تدريجيًّا منذ أن تكون في سن صغيرة، وتظل معها مع زيادة حجمها مع تقدم العمر.

أما الرجال فيتزينون بالطين الأبيض الذي يعتبر رمزًا للنقاء والرجولة في ثقافتهم.

وعند الحديث عن الطعام يعتبر دم البقر أحد المشروبات المفضلة لدى أفراد القبيلة، ويتم شربه طازجًا من الحيوان مباشرة، وهو جزء من تقاليدهم في استخدام كل شيء مرتبط بالماشية.

كما أنهم يؤمنون بشكل عميق بالقوى الطبيعية والروحانية؛ إذ يشاركون في طقوس دينية، ترتبط بمواسم الأمطار والحصاد، ويحتفلون بتقديم النذور والصلوات للأرواح التي يعتقدون أنها تحميهم.

كما يشتهرون بتربية الماشية مثل الأبقار والماعز.

وتعد الأبقار جزءًا مهمًّا من حياتهم؛ فهي مصدر غذائهم الرئيسي، كما تمثل مصدرًا للثروة والتجارة في حياتهم اليومية.

من جهة أخرى، يعد صيد الأسماك من أهم الأنشطة التي يمارسها أفراد القبيلة؛ إذ يعتبرون نهر أومو مصدرًا رئيسيًّا للموارد الطبيعية، ويعتمدون عليه بشكل كبير في تأمين غذائهم.

وما زالوا يتبادلون السلع في التجارة من دون أموال، ولا يعرفون المال، وإنما تسير التجارة بالمقايضة، ويعالجون الآلام بالبُن والخشب؛ ليتم التئام الجرح.

وتتحول شفاه الفتاة إلى فتحة، تزداد في الاتساع مع مرور الوقت، ويتم ذلك في حفل يقام بمنزل الفتاة. وأصل هذه العادة هو تشويه الفتيات حتى لا يقعن بأيدي تجار الرقيق. وتحولت العادة إلى أداة للجمال.

وكلما كبر حجم الطبق الموجود في شفاه الفتاة تكون أجمل في نظر شباب القبيلة، ويكون مهرها من البقر والقطيع أكبر.

وتكون بنت قبيلة المورسي مخيرة في قطع أسفل شفاهها، لكن إن لم تحمل اللوح فسيكون مهرها قليلاً للغاية قبل الزواج. وتتم إزالة الأسنان الأمامية لتفادي احتكاكها باللوح.

ويتميز شعب القبيلة برائحة "كريهة للغاية" بسبب ما يقومون به من فرك أجسامهم بمواد طبيعية ذات رائحة مشابهة بروائح تعرق ممزوجة برائحة جلود الحيوانات؛ لتحميهم من الطفيليات والحشرات.

اقرأ المزيد عن:









تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

كأس أفريقيا .. زامبيا تخطف تعادلا من مالي بهدف قاتل

النفط يتجه لأطول سلسلة خسائر شهرية منذ 2023

الفيصلي يفوز على شباب الأردن ويتأهل لنصف نهائي كأس الاردن

اليابان تدرس إعادة تشغيل أكبر محطة نووية لتوليد الكهرباء في العالم

الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة

اشتباكات عنيفة بين قوات قسد والجيش السوري شمالي حلب

الحكومة: لن نتهاون مطلقًا مع أي جهة أو شخص يروّج معلومات كاذبة

الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025

إصابة 3 فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين شمال القدس

منخفض جوي يؤثر على سواحل بلاد الشام .. تفاصيل

سماء الوطن العربي تترقب ذروة زخة شهب الدبيات فجر الثلاثاء 23 ديسمبر

توافق أردني مصري على تحسين التنسيق الفني والرقابي على المعابر

وزير التعليم العالي يبحث ونظيره السنغالي تعزيز التعاون

الاحتلال يرتكب 875 خرقا لاتفاق غزة

الصحة النيابية: سنناقش قرار تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية