زلازل المحيط الهادي

mainThumb

04-08-2025 11:29 AM

تعتبر أطراف المحيط الهادي هي الأخطر زلزاليا منذ الأزل إذ أنها قادرة على تفريغ طاقة زلزالية كارثية كبيرة من الممكن أن تفوق قوتها 9 درجات على مقياس ريختر، في قرائه تاريخية للزلازل الكارثية التي ضربت الأرض خلال 120 عاما مضت وجد أنه كان هناك 15 زلزال كارثيا تراوحت قوتها من 8.5 إلى 9.5 جميعها حدثت على أطراف المحيط الهادي. آخذين بعين الاعتبار ما حصل في 11 مارس من عام 2011 حينما ضرب زلزال كان مركزه شرقي مدينة سينداي (SENDAI) اليابانية في البحر بقوة 9.1 ومؤخرا زلزال كامتشاتكا (Kamchatka) قبل أيام بقوة 8.8 حسب قوة العزم Mw. معدل تردد حدوث الزلازل الكارثية في أطراف المحيط الهادي هو الأكبر مقارنة بتردد حدوث الزلازل الكبيرة في باقي المصادر الزلزالية الأخرى في العالم إذ لا يكاد يمر من 10 إلى 15 عاما حتى نشهد زلزالا كارثيا هنا وهناك على أطراف المحيط الهادي. صحيح أن زلزال تشيلي في عام 1960 اللذي بلغت قوته 9.5 درجات حسب اجماع تحاليل مراصد عديدة، كان بسبب انزلاق صفيحة نازكا (NAZKA) أسفل صفيحة أمريكا اللاتينية والمتباعدة عن صفيحة المحيط الهادي إلا أنها متأثرة بها، كذلك نفس الأمر ينطبق أيضا على زلزال سومطرة في 26 ديسمبر عام 2004 بقوة 9.1 اللذي أودي بحياة ربع مليون إنسان على الرغم من أن أسبابه مختلفة، سيما وأن الحركة السريعة لصفيحة المحيط الهادي تأثر إيجابا على حركة الصفائح الأرضية المحيطة.
تقنية تحديد الموقع (GPS) في أماكن عديدة من العالم مكنتنا من معرفة المعدل السنوي لزحف الصفائح الأرضية من خلال تغير الإحداثيات الجغرافية لنقاط المراقبة. أشارت هذه القياسات الدورية إلا أن الصفائح الأرضية التي تشمل القشرة الأرضية بسماكة من 30 إلى 80 كيلومترا ومعها جزء من طبقة الستار العلوي للأرض وهو ما نطلق عليه مصطلح الصفيحة الأرضية هو في حالة حركة دائمة مستمرة منذ الأزل وستبقى كذلك مستقبلا. ما توثق لدينا أن صفيحة المحيط الهادي هي الأسرع حركة من بين جميع الصفائح الأرضية حيث يصل معدل حركتها إلى 12 سنتيميتر في العام الواحد. الصفائح الأخرى يتراوح معدل حركتها من بضع ميليمترات الى سنتيمترات قليلة (الصفيحة العربية على سبيل المثال تتحرك بمعدل 2 مليميتر في العام الواحد في الاتجاه الشمالي الشرقي). هذه الحركة السريعة لصفيحة المحيط الهادي تتسبب في معدل أكبر من تراكم الضغوط التكتونية على أطرافها وخاصة أطرافها الشمالية والشمالية الغربية في مواضع التصادم بينها وبين الصفائح الأخرى، وبالتالي معدل أكبر لتردد حدوث الزلازل على أطراف المحيط الهادي مقارنة بأماكن أخرى من العالم. الحركة السريعة لصفيحة المحيط الهادي أيضا تسمح بتراكم ضغوط تكتونية كبيرة في مواضع التصادم وتعطي إمكانية أكبر لتحرير طاقة زلزالية كارثية كبيرة. السجلات الزلزالية في العالم تشير إلى أن الأرض تتعرض سنويا لأكثر من مليون زلزال مختلفة القوة، وجد أن 80% من هذه الزلازل التي تضرب الأرض سنويا يتركز على أطراف المحيط الهادي.
المتتبع لجزر أرخبيل هاواي البركانية يلاحظ امتدادها شمال غرب ثم فجأة تغير اتجاهها لتنحرف شمالا وصولا إلى شبه جزيرة كامتشاتكا وذلك في حقبة زمنية قديمة جدا من تاريخ الأرض، يشير هذا إلى تغيير مفاجئ لاتجاه حركة صفيحة المحيط الهادي من الاتجاه الشمالي إلى الاتجاه الشمالي الغربي. بناء على ما سبق نرى أن صفيحة المحيط الهادي كانت قديما تتحرك في الاتجاه الشمالي قبل أن تغير اتجاه حركتها إلى الشمال الغربي بشكل مفاجئ. التغيير المفاجئ لاتجاه حركة صفيحة المحيط الهادي نحو الاتجاه الشمالي الغربي تتسبب في زلازل كارثية تضرب تايوان والفلبين واندونيسيا ونيوزيلاندا من خلال تأثيرها المباشر على الصفيحة الأسترالية لتساهم في رفع وتشكل الجزل الجزر الإندونيسية. هذا التغير المفاجئ في اتجاه حركة صفيحة المحيط الهادي يدل على أن الأرض تعرضت قديما لحدث أرضي كبير كسقوط نيزك كبير على سبيل المثال او أسباب أخرى غير معروفة لنا أدت إلى هذا التغيير.
الصفيحة العربية تتحرك في الاتجاه الشمالي الشرقي بمعدل 2 مليميتر سنويا وهذا يتطلب وقتا كبيرا لتراكم ضغوط تكتونية كافية لتحرر زلازل في مواضع معينة على أطرافها كل 100 إلى 200 عام، وعلية يكون النشاط الزلزالي عندنا ع طول صدع البحر الميت معتدلا جدا مقارنة بالأنطقة التصادمية للصفائح الأرضية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد