ما بعدَ الثانويّة

mainThumb

11-08-2025 12:01 AM

ممّا لا شكَّ فيه أنّ النجاح في الثانويّة العامة مِفتاح للحياة بعدها، ولا شكّ كذلك انّ النجاح حلم كلّ من وصل للصف الثّاني الثانوي ( التوجيهيّ) حلُم للطالب وذويه.
وسعيُّ الطالب للحصول على معدّلٍ عالٍ يُتيح له اختيار التخصّص الجامعي الذي يحلم به حقٌّ مشروع، ولهذا أوجدَ النظام التعليميّ برنامج التنافس في اختيار المقعد الجامعيّ وذلك للإنصاف ولينال كلّ ذي حقّ حقّه.
تُعلن النتائج فيفرح الطالب وذووه ومحبّوه، وبعدها بأيام تبدأ رحلة اختيار التخصص وتعبئة طلبات الالتحاق بالجامعات، وهي رحلة ليست بالسهلة؛ فتعبئة الطلب تحتاج إلى دقّة وتأنٍّ وشدّ أعصابٍ وتوتّر أحيانا، وفي هذا الإطار تقوم لجنة القبول الموحّد بنشر مؤشّرات القبول للطلاب، فتنشر معدّلات القبول في كلّ التخصصات في السنة السابقة وما قبلها من سنوات، وتنشر الجهات المختصة كذلك مسميّات التخصصات المُشبعة والتخصصات الّتي يحتاجها سوق العمل لسنوات، تنشرها إرشادا للطلاب وذويهم في اختيار التخصص.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يأخذ الطلاب بالنصائح المقدّمة من المُختصين حول التخصصات المشبعة والتخصصات المطلوبة؟!
لجنة القبول الموحدّ والمختصون ينشرون التخصصات المطلوبة لسوق العمل والراكدة والمُشبعة، ويقدّمون للطلاب النصائح في اختيار التخصص، إلا أنّ الكثير من الطلاب لا يتبّعون النصائح والإرشادات ويذهبون نحو التخصصات التقليدية، وقد يكون هذا إرضاء للعائلة ولثقافة المُجتمع، وهنا يأتي دور الفرد الذي يسعى لمستقبل وظيفيّ مهني وفرصة في سوق العمل المستقبليّ، فعليه أن يفكّر في مصلحته بعد التخرّج.
وفي ظلّ تغيّر العالم على طلابنا الأعزاء أن يفكّروا في تخصصات المستقبل وفي التخصصات التي يحتاجها سوق العمل الأردني والعربي، ولعلّ من أبرزها كما يُشار:
الأمن السيبراني وعلم البيانات، وتكنولوجيا المعلومات، والتمريض والمهن الطبية المساعدة، والمهن التعليمية، والعلوم المالية، وتطبيقات التقنية.
إنّ حسن الاختيار ودراسة ما يحتاجه سوق العمل مستقبلا، يمثّل خارطة طريق للطالب الجامعيّ، ويجعله يُبدع في تخصصه؛ لأنه يعلم أنّ فرصة عمله متوفّرة.
فهل نرى طلابنا يسعون لكسر حاجز التخصصات التقليديّة؟ وهل يشجّعهم ذووهم على هذا؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد