امرأة ترى مجددًا بعد زراعة سنها في عينها

mainThumb
جايل لين

18-08-2025 02:41 PM

السوسنة - في إنجاز طبي نادر ومثير للدهشة، استعادت امرأة كندية بصرها بعد عقد من العمى، بفضل جراحة معقدة تضمنت زراعة سنها داخل عينها، في عملية تُعرف علميًا باسم "زراعة القرنية العظمية السنية" (Osteo-odonto-keratoprosthesis)، والتي تُعد من أكثر الإجراءات الجراحية تعقيدًا في مجال طب العيون.

جايل لين، البالغة من العمر 75 عامًا والمقيمة في مدينة فيكتوريا بمقاطعة كولومبيا البريطانية، فقدت بصرها قبل عشر سنوات نتيجة اضطراب مناعي ذاتي أدى إلى تشوهات في القرنية، وهي الجزء الأمامي الشفاف من العين المسؤول عن تركيز الضوء والرؤية الواضحة.

وبعد سنوات من المعاناة، خضعت في فبراير الماضي لجراحة نادرة تُجرى فقط في الحالات المستعصية التي لا يمكن علاجها عبر زراعة قرنية من متبرع.

وتتكون العملية من مرحلتين: تبدأ بإزالة أحد أسنان المريضة، ثم يُقطع ويُصقل ليشكل صفيحة ناعمة تُثبّت فيها قرنية اصطناعية.

تُزرع هذه الصفيحة في خد المريضة لمدة ثلاثة أشهر، لتكوين نسيج ضام وأوعية دموية تساعد على تقبل الجسم للقرنية لاحقًا. بعد ذلك، تُنقل الصفيحة إلى تجويف العين وتُخاط في مكانها، لتبدأ رحلة استعادة البصر تدريجيًا.

وقد بدأت جايل في التمييز بين الضوء والظلام، ثم تطورت قدرتها إلى رؤية الحركات، قبل أن تتمكن من رؤية الألوان والأشجار والزهور، كما صرّحت لشبكة "سي بي سي نيوز"، قائلة: "إنه شعور رائع أن أتمكن من رؤية بعض هذه الأشياء مرة أخرى".

وأضافت أن الجراحة كانت غير مريحة لكنها غير مؤلمة، مؤكدة أن الانتظار الطويل كان يستحق العناء.

ويُعد هذا الإجراء الأول من نوعه في كندا، وقد أجراه الدكتور جريج مولوني في مستشفى ماونت سانت جوزيف بمدينة فانكوفر.

وأوضح مولوني أن استخدام السن في العملية يمنح هيكلًا قويًا لتثبيت القرنية الاصطناعية، ويزيد من فرص نجاح الجراحة، قائلاً: "نحتاج إلى دعم قوي بما يكفي لتثبيت التلسكوب البصري داخل العين دون أن يرفضه الجسم".

وتعود جذور هذه التقنية إلى إيطاليا قبل نحو أربعين عامًا، وتُستخدم فقط في الحالات التي لا تنجح فيها أي حلول أخرى لاستعادة البصر، حيث تعتمد على جذر السن وعظم الفك لدعم الأسطوانة البصرية المزروعة.

جايل عبّرت عن سعادتها الغامرة برؤية زوجها وكلبها لأول مرة منذ سنوات، مؤكدة أنها بدأت ترى ملامح وجوه الآخرين، وهو ما وصفته بأنه "أمر مثير للغاية"، في لحظة إنسانية تختصر سنوات من الظلام والأمل.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد