تصريحات تلمودية محرّفة

mainThumb

21-08-2025 11:06 AM

تصريحات تلمودية محرّفة تعشعش في فكر ساسة الكيان الصهيوني الإجرامي


تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو المجرم ووزرائه المتطرفين في الكابينت الاسرائيلي أمثال بتسلئيل سموتريتش وزير المالية و ايتمار بن غفير وزير الأمن القومي، إضافة إلى يائير لابيد رئيس المعارضة الإسرائيلية وغيرهم، تلك التصريحات التي تستند إلى أوهام تلمودية توراتية مشوّهة وأفكار متطرفة تحركها عقيدة منحرفة يتبناها مجرمو حرب في انتهاكاتهم المتكررة وتماديهم المستمر في إطلاق ما يعرف بمشروع اسرائيل الكبرى.

ولنعترف هنا، أننا أمام تهديدات إسرائيلية متكررة من قبل هذه العصابة التي تهدف إلى الإمتداد الجغرافي في المنطقة وإعادة رسم خرائط المنطقة والتوسع في الإستيلاء على أراض عربية جديدة، ضمن نهج متغطرس يستند إلى تعليمات تلمودية محرّفة تعشعش في أذهان وعقول الصهاينة العتاة والمجرمين الذين يتبعون سياسة الثور الهائج التي ترتكب الجرائم الوحشية جهارا نهارا ضمن شريعة غاب لم يشهد التاريخ لها مثيلا، ضد كرامة الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة أصحاب الحق في الأرض والمكان.

ونذكّر النتن ياهو وعصابته المجرمة أن التاريخ لا يكتب ولا يبنى بالأساطير والخرافات والظلم، وأن فكرة اسرائيل الكبرى المزعومة تستند إلى أوهام توراتية التي تم تحريفها تتعارض مع شرعية القانون الدولي وقرارته منذ وقت إنشاء هذا الكيان الدخيل سنة ،1948 حيث تعتقد هذه العصابات المجرمة ضمن رؤى مزوّرة وأوهام عاجزة أنها قادرة على تحقيق أهدافها، وأن الطريق أصبح سهلا لها لإمتدادها وتوسعها الجغرافي لإبتلاع المزيد من الأرض العربية في مصر وسوريا والأردن ولبنان وهيمنتها على إقتصاديات الإقليم وثرواته.

ونذكّر النتن ياهو أيضا، أن محاولة الهروب من تهم الفساد التي تلاحقك على الصعيد الداخلي من جهة، ولتغطية إخفاقاتك وإنقسام المجتمع داخل الكيان الاسرائيلي بسبب سياستك التي تقوم على الإجرام من جهة ثانية، ومحاولة خداع العالم والتغطية على دماء الفلسطنيين الأبرياء من تقتيل للأطفال والنساء والشيوخ والتجويع وهدم المنازل من جهة ثالثة، لن تمر بسهولة أمام الضمير العالمي والإنساني اليقظ الذي بات مقتنعا بوحشيتك كمجرم حرب ومعك الزمرة الصهيونية في الكابينت الاسرائيلي التي تحظى بالرعاية الامريكية المتصهينة، ومن يدور في فلكها التي تدعم إجرامك وتماديك في هذه الغطرسة الظالمة التي لن تستمر بإذن الله، وستنتهي وبالا عليك ذلا ومهانة لإن عجلة التاريخ أثبتت وتثبت أن الظلم مرتعه وخيم، وأن الظالمين إلى زوال مهين.

دوليا، لقد أعربت العديد من الدول بأن تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في الثاني عشر من آب الحالي بشأن ما يسمى بطروحات "إسرائيل الكبرى" تمثل إستهانة كبيرة وإستهتارا خطيرا لقواعد القانون الدولي وأسس العلاقات بين الدول، كما يشكّل تهديدا للأمن القومي العربي ولسيادة الدول والأمن والسلم الإقليمي والدولي. وفي المقابل، فإن تخوّف ساسة أسرائيل من زيادة تسونامي الإعتراف بدولة فلسطين من قبل 147 دولة في العالم لما تمتع به هذه الدول من ثقل سياسي مثل استراليا، البرتغال،، مالطا، (كندا، بريطانيا، فرنسا) التي أعلنت عن خطط للإعتراف بدولة فلسطين في أيلول المقبل خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سيؤدي إلى بعثرة أوراق قادة الكيان الإسرائيلى المتغطرس وجعل اسرائيل منبوذة ومعزولة على مستوى الإقليم والعالم، الأمر الذي دفع بعصابة الإجرام الصهيوني المتطرف التي يقودها النتن ياهو إلى إطلاق هذه التصريحات القائمة على رؤى تلمودية وأوهام منحرفة.

المطلوب عربيا وإسلاميا، إتخاذ موقف موحّد يقف في وجه هذه التهديدات والهلوسات الاسرائيلية التوسعية بكل الوسائل الدبلوماسية، وضرورة توحيد الصف العربي إزاء هذه السياسات الرعناء التي يمارسها الكيان الصهيوني الدخيل، والضغط بكل الطرق والأوراق التي تمتلكها الدول العربية، والتعبئة رسميا وشعبيا وإلغاء خطط التطبيع الإبراهيمي من أجل دفن وإسقاط فكرة إسرائيل الكبرى قبل أن تولد من جهة، وأن يكون التنسيق مع الدول الصديقة التي أدركت حقيقية الكيان الصهيوني المجرم ومخططاته العبثية المستهترة بعدم الإنصياع للقانون وعرض كل القرارات الدولية بعرض الحائط من جهة ثانية.

وهنا، فعلى دول الإقليم ومنها الدول العربية أن تدرك أن هذه التصريحات لم تكن زلة لسان بل هي إفصاح متعمد عن مشروع ايدلوجي ظل حاضرا في فكر غلاة الفكر الصهيوني المتطرف كلما سنحت الظروف الإقليمية والدولية لهم بذلك، إضافة إلى أن نتيناهو يهدف من خلال هذه التصريحات اإلى إتباع ما تملي عليه العقيدة الايدلوجية من جهة التي ترى أن حدود اسرائيل الحالية ما هي إلا مرحلة مؤقتة نحو مشروع أوسع، إضافة إلى نهجه البراغماتي السياسي من جهة ثانية حيث يوظّف نيتناهو هذا الخطاب في لحظة داخلية حرجة موجهة إلى المجتمع الاسرائيلي، ليعزّز شعبيته المتراجعة بفعل طول امد الحرب في غزة، وعدم قدرته على تحقيق أهدافه المعلنه وتزايد الاحتجاجات ضد سياساته وليكسب أوراق ضغط في ملفات الإقليم مثل مسار التطبيع.

وبات على الدول العربية ودول الإقليم أيضا أن تواجه هذا الخطر الذي يتبناه نيتناهو استنادا الى أحلام توراتية مزّيفة، وضرورة إتخاذ إجراءات عاجلة ورادعة، ووضع خطة متكاملة وتنسيق على مستوى دول الإقليم لكبح جماح هيجان هذه العصابات التي عاثت في الأرض فسادا تقتيلا وتجويعا دون رادع، مع ضرورة الوقوف بشراسة أمام هذا الخطر الذي يهدّد ويحاول الفتك في الأمن الوطني لدول المنطقة من خلال بث الفرقة وتفتيت الصفوف.

أردنيا، فإن تحركات جلالة الملك المستمرة والمكثفة والمتراكمة في إنجازاتها جعلت إسرائيل معزولة ومحصورة، بما يتمتع به جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية من مصداقية وجرأة ووضوح في تعرّية الكيان وغلاة الصهاينة الذين يهدّدون أمن المنطقة ومنها احتلال أرض فلسطين التاريخية، وتماديها في مشروعها التوسعي في المنطقة. لقد بات واقعا وحقيقة، بأن صوت الأردن سيبقى صوتا عربيا صريحا، داعما للحق الفلسطيني، ومدافعا عن المقدسات، ورافضا للتهجير والاحتلال والتمييع السياسي للقضية، وسيواصل الأردن ضمن الثوابت التي آمن بها في الدفاع عن فلسطين وحقها في دولتها المستقله وحق أبنائها في العيش دون قتل ولا تجويع ولا تهجير.

كما بذل الأردن كل جهوده الدبلوماسية والإنسانية تجاه القضية الاولى القضية الفلسطينية وبكل الأوراق التي يملكها رغم أصوات النشاز التي تحاول التشكيك في الموقف الأردني الثابت وتهدف إلى النيل من عزيمة الأردن الذي يتسلح بشحاعة قيادته الهاشمية ووعي ابنائه بأن فلسطين هي البوصلة ليتحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني. وأشير هنا، إلى أن أصوات النشاز وأبواق الفتنة لم ولن تنجح في بث سمومها في الاساءة الى موقف الأردن الرسمي والشعبي، وأن نكران الجميل لن ينل من عزيمتنا في تقديم الدعم المستمر وتواصل الإمدادات والمساعدات الإنسانية للأهل في غزة والضفة الغربية، لأننا في الأردن نسير تجاه أهدافنا رغم كل خناجر الحقد التي تطلقها جهات تهدف الى الفرقة وشق الصفوف التي لا تخدم أهلنا فلسطين وفي غزة بل تخدم المحتل الاسرائيلي.

ونذكّر النتن ياهو بأن أوهامكك والهلوسات التي أطلقتها في زجّ الأردن في سياق أطماعك السياسية، بأن الأردن دولة ذات سيادة، يقودها ملك هاشمي جندي شجاع وهو محور التوازن الإقليمي وحارس الكرامة العربية، الذي لا يُهادن الباطل،ولا يرضخ لتلك الهرطقات التي تعكس أزمات داخلية ومأزق تعاني منه أنت وعصابتك المجرمة بسبب الحرب على غزة، ولتتذكر أن حول مليكنا المفدى رجال جيشنا العربي المصطفوي الأشداء الذين عاهدوا الله والوطن وقيادتهم الهاشمية، بإن يقفوا سدا منيعا أمام كل العاديات والأخطار، كما هم شوكة تدمي قلب كل مشروع توسعي على حساب أمننا الوطني.


ونحن في الأردن ندرك أن أمننا الوطني أولوية قصوى حيث لا يقتصر ذلك على التدريب والسلاح فقط، بل يشمل قوة المجتمع وتماسكه، وقدرته على الصمود أمام التحديات، وأن الرد على تصريحات النتن ياهو المزعومة، يكون في تماسك جبهتنا الداخلية ووحدة الصف وإعادة خدمة العلم حيث أعلن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الأمين خلال زيارته لمحافظ إربد قبل يومين ضمن رؤية وطنية إعادة تفعيل خدمة العلم مترسما خطى جلالة القائد الأعلى لجيشنا العربي المصطفوي الباسل في مواجهة الأخطار التي تهدد أمننا الوطني، كما أن تعبئة الشعب تدريبا أولوية قصوى ليكون الشعب على أهبة الإستعداد وأخذ هذه الأقوال المتطرفة على محمل الجد سيما وأنها صادرة عن عدو متغطرس بتاريخه الدموي الذي يمارسه دون خوف أو وجل، ودون مراعاة لكرامة الإنسان.

وسيبقى الأردن دائما قلعة منيعة ومستقرة وموحّدة وسندا قويا وصوت الحق في الوقوف أمام هذه الهرطقات السياسية المزعومة ومواجهة كل مخططات التآمر التي تحاك ضده من قبل تهديدات عصابة النتن ياهو المجرم وعصاباته المارقة. وحمى الله الأردن أرضا وسماء ومقدرات، وحمى قيادتنا الهاشمية الشجاعة التي يرسو بها جلالة سيدنا إلى بر الأمان يسانده الفارس الهاشمي الشجاع سمو ولي العهد الأمين وجيشنا العربي المصطفوي الباسل وشعبنا الأردني العظيم السند والظهير للقيادة والجيش، فالله خير حافظا في رد كل مخططات الأعداء إلى نحورهم أذلاء صاغرين.

• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا
• عضو مجلس أمناء حاليا
• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك جاليا
• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد