واحنا قاعدين
هذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل قطر، وهي أبعد ما تكون عن المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل دولة عربية، وهي وبالتأكيد لن تكون المرة الأخيرة التي تضرب فيها هذه العصابة الصهيونية أرضاً عربية، فهذا اعتداء بدأ منذ ما يزيد عن السبعين سنة، مصحوباً باعتقادر راسخ باستحقاق «شعب الله المختار» لأرض إسرائيل الكبرى، التي هي فكرة ويا لهول كوميدية وسوداوية واقعها، قد صرح بها نتنياهو علنياً وحرفياً وبلا أدنى تجميل.
وعليه، وبما أن الاعتداء بدأ منذ قرن من الزمان دون مقاومة عربية تذكر سوى في سنوات قليلة قاد خلالها الرئيس جمال عبد الناصر حملة مقاومة عسكرية، سواء كانت مقصودة ومبدئية أم كانت رد فعل وظرفية، وذلك حسب زاويتكم من التاريخ، والتي لقيت الكثير من النقد وكبدت مصر الكثير من الخسائر، ومن ثم خلال السنوات الحالية القليلة التي حارب خلالها حزب الله وإيران واليمن وحماس صداً ورداً ليتلقوا هم كذلك، ويا لغرابة الموقف، مقاومة عربية ونقداً شرق أوسطي سيريالياً عديم النخوة والشرف، وبما أن الشعوب العربية تدير ظهرها للموقف خوفاً من حكوماتها أو انشغالاً بواقعها الصعب أو حرصاً على مصالحها المهزوزة أو بلادة وانعدام إحساس اللهم احفظنا، بما أن كل ذلك هو واقعنا، فما يمنع إسرائيل الصهيونية من الاستمرار في غيها، ومن الاعتداء على جيرانها، بل ومن الإعلان عن خططها الاستعمارية دون تحفظ؟ لم تتحفظ إسرائيل، وتجاه من، وخوفاً على ماذا؟
إذا كانت إسرائيل تقود حرب إبادة وتجويعاً وتقطيعاً وتهجيراً وحرقاً وسلخاً ضد مدنيي وأطفال غزة «واحنا قاعدين» بصوت عادل إمام، إذا كانت قد ضربت إيران في عقر دارها واغتالت أهم علمائها وقادتها السياسيين «واحنا قاعدين»، إذا كانت قد قصفت اليمن الذي يقاوم بكل إمكانياته البسيطة وأعادت إليهم وباء الكوليرا «واحنا قاعدين»، إذا كانت قد قصفت بقاع سوريا بعد وعلى الرغم من أنها حققت هدفها بتنحية ديكتاتور سوريا بشار الأسد ووضع حليف لطيف على كرسي رئاستها في شخص أحمد الشرع «واحنا قاعدين»، إذا كانت قد قتلت بأسلوب عصاباتي قذر حسن نصر الله في عمق الأرض اللبنانية، وإذا كانت لا تزال تقصف وتقتل عائلات لبنانية كاملة ليس فقط في الجنوب بل وصولاً إلى المنتصف اللبناني «واحنا قاعدين»، إذا كانت تهدد مصر وسيناءها وتتحكم في معابرها في محاولة لتحويل فلسطينيي غزة إلى لاجئين في سيناء «واحنا قاعدين»، إذا كانت فرضت «صداقتها» والتطبيع معها في عمق العالم العربي ومع أكثر الدول التي كان يفترض أن تكون مقاوِمة لها تحت ضغط التهديد أو التمصلح «واحنا قاعدين»… ماذا بقي لها لتقلق منه، وماذا بقي لنا لنحشمه؟ لا شيء حقيقة، نحن أمامها مكشوفون، وهي تجوس في أجسادنا كما يفعل النذل بابنة عدوه.
ليس الموضوع إذا ما كانت إسرائيل قد أنذرت ضد ضربة قطر مسبقاً أم لا، ليس الموضوع تحالفات إيران المشبوهة أو إخوانية حماس أو شيعية الحوثيين أو أمركة أحمد الشرع أو إيرانية حسن نصرالله، لا يجب أن يتعلق الموضوع اليوم بتصنيفات أيديويوجية واصطفافات فكرية أو مذهبية أو نظريات تآمرية، إنما الموضوع يفترض أن يدور وبجنون حفلات الزار حول التحالفات العربية الإسرائيلية، مثل الصفقة الإسرائيلية المصرية الأخيرة للغاز الطبيعي، وأن يدور حول الحالة التطبيعية السيريالية العصابية لبعض الدول العربية مع جارة متوحشة قاتلة، تنهش لحمهم كل يوم، وتقتل صغارهم وتقصف أراضيهم قريبها إلى بعيدها، وتعلنهم بوقاحة وصلف أن أراضيهم لها باسم الدين وبمساعدة يهوه، وأنها لن تعدم وسيلة لإنهاء وجودهم عليها.
موضوعنا اليوم هو صمتنا كشعوب عربية، هو فضيحة اختفاء وجودنا في الشوارع، وهو أضعف الإيمان، احتجاجاً واعتصاماً ومطالبة، هو كارثة تبريرنا للسياسات الصهيونية القائمة، هو رذيلة مشينا جنب الحائط خوفاً واستسلاماً لما آمنا به وضعاً يفوق قدراتنا. موضوعنا اليوم هو تأففنا من مجرد جهد المقاطعة البسيط، هو امتلاء الكافيهات الدموية بزوارها مجدداً، هو العودة لأكل السندويتشات المحشوة بلحم الفلسطينيين ودمهم، هو الاستسلام لعلبة مشروب غازي قذر يُمول القنابل التي تقصف المدنيين. موضوعنا اليوم هو هؤلاء المائعون أخلاقياً والذين لا تسقط هذه الجُمل من على ألسنتهم «ياه، مازلتم على المقاطعة»، «لا تبالغوا، ماذا ستفعل المقاطعة وأي أثر لها؟» أو هؤلاء المنحلون قيمياً الذين يرددون كلمات تعف عنها حتى أكثر النفوس دناء مثل «حماس هي التي بدأت»، «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها».
ليس موضوعنا من أخبر من بالضربة الصهيونية، ليس موضوعنا من له تحالف شيعي ومن له توجه إخواني، وليس موضوعنا بكل تأكيد أطماع الدولة الإيرانية وخططها التوسعية، لماذا؟ لأن أي إنسان لديه ذرة عقل وإحساس ومنطق سيرى أن هناك خطة توسعية قائمة وقيد التنفيذ، وأمام أعيننا الآن، وبأقذر وأبشع الوسائل العصاباتية وبمساندة حكومات العالم الغربية والتي يتم تنفيذها اليوم بصهيونية معلنة، وصلت رائحة عفنها إلى أقصى أطراف العالم العربي؛ فعلام التحذير من خطة «صفوية فارسية» قادمة في المستقبل وهناك حركة توسعية استعمارية وحشية تنفذ الآن أمام مسامعنا ونظرنا؟ ركزوا في مصيبتكم القائمة، ها هي خطة استعمارية آخذة في التطبيق تحدث الآن في عقر دوركم، أراض عربية تقصف، أطفال تُستهدف، أمن يُهدد، كرامات تهدر، وتجويع ينفذ بمنهجية وحقارة، تركتم كل هذا لتنذروا وترغوا وتزبدوا حول خطر قد يكون قادماً بعد عشرين سنة؟ انفصام في الشخصية هذا؟
على العين والرأس إخوانية حماس، وإيرانية حزب الله، والحوثيين، وتآمرية إيران، إذا كانت هي أساليب المقاومة الوحيدة، فماذا لدينا غيرهم إذا كان مجرد مقاطعة علبة صفيح لمشروب غازي سام وضار أصلاً صعبة ومربكة للشعوب العربية؟ ماذا لدينا إذا كانت الأراضي العربية تقصف، والحوار يدور حول ما إذا كانت قطر قد أخذت خبراً بالموضوع أم لا، وما إذا كانت المطربة الفلانية قد عادت لزوجها أم لا، وما إذا كانت مواسم المهرجانات ستقام في وقتها أم لا؟ ماذا لدينا والشعوب الغربية قد أخذت دورنا في الصراخ والمقاومة والمعاناة من أجل هذه المقاومة «واحنا قاعدين؟» خلاص، خلينا قاعدين.
تراجع أسعار النفط عالمياً الجمعة
حمية الكيتو تتجاوز خسارة الوزن إلى تحسين المزاج
الحكومة تدعو أولياء الأمور لمتابعة الاستخدامات الرقمية للأطفال
إليسون يتصدر قائمة الأغنياء مؤقتًا متفوقًا على ماسك
الاحتلال يغلق المعابر ويمنع إدخال المساعدات لغزة
الخارجية الفلسطينية تحذر من سياسة تفجير الأوضاع في الضفة
هاكر يخترق هاتف وزير الدفاع الإسرائيلي وينشر فيديو
وفاة فتاة دهسا في ناعور وأخرى بحادثة سقوط بإربد
نتنياهو يضع حجر الأساس لممشى يحمل اسم ترامب
تركيبة شعبية لعلاج البرد تُثير قلق وزارة الصحة المصرية
تلميذة تطلق النار على زملائها بعد تعرضها للتنمر
كاميرا مراقبة ترصد المشتبه به في اغتيال تشارلي كيرك .. صور
دانييلا رحمة تكشف مشاعر الحمل للمرة الأولى
مشروع تمليك أراضٍ للمعلمين بخصومات حكومية كبيرة .. رابط
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
مقتل شاب مصري في ليبيا يثير غضبًا واسعًا
نتائج فرز طلبات وظائف التعليم التقني BTEC .. رابط
المُحليات الصناعية تُسرّع شيخوخة الدماغ
توضيح بشأن أنباء إلغاء عطلة السبت في المدارس
أسعار الذهب والليرات الذهبية في الأردن الأحد
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
إرادة النيابية: التصريحات حول تهجير أهل غزة إعلان حرب جديدة
عبير الصغير تدخل عالم الكرتون عبر سبيستون
مدارسنا في العالم العربي بين النظرية والتجريب