طفلة تولد بورم نادر في غزة وسط كارثة إنسانية .. صور

mainThumb

24-09-2025 01:48 PM

السوسنة - في قطاع غزة، لم تعد لحظة الميلاد بريئة من آثار الحرب، ففي مستشفى الشفاء ولدت طفلة فلسطينية قبل أوانها وهي تحمل على جسدها الصغير ورمًا عجزيًا عصعصيًا نادرًا، لتتحول صرختها الأولى إلى شهادة حية على كارثة إنسانية تتفاقم تحت الحصار والدمار.

لم تكن ولادتها حدثًا طبيًا عاديًا، بل صورة مؤلمة تعكس حجم الانهيار في المنظومة الصحية، حيث يقف الأطباء عاجزين أمام ندرة الإمكانيات وانعدام التجهيزات.

وسط بيئة ملوثة بالغازات السامة، والمياه غير الصالحة، والغذاء الملوث، وروائح البارود والدخان، جاءت الطفلة شاهدة على واقع يحرم الأطفال والأمهات من أبسط مقومات الحياة.

ويُعرف التشخيص الطبي لحالتها باسم Sacrococcygeal Teratoma، وهو ورم خلقي نادر في منطقة العصعص، يتطلب تدخلًا جراحيًا معقدًا ورعاية طبية دقيقة، يصعب توفيرها في ظل الحصار المفروض على القطاع.

ونشر مدير مجمع الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، صورة للطفلة عبر صفحته على فيسبوك، وكتب: "كاستشاري طب أطفال لم أر هذا في حياتي على مدار 25 عامًا، هذا ما فعلته حرب الإبادة بأطفالنا".

وقد أثار المشهد موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره ناشطون دليلًا جديدًا على استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا وتجريب أنواع جديدة على سكان غزة، متسائلين عن آثار هذه الأسلحة على المدى البعيد.

ورأى آخرون أن العالم شريك في هذه الكارثة، سواء بالدعم المباشر أو بالصمت، مؤكدين أن القضية لا تتعلق بواقعة طبية فردية، بل بانعكاس خطير لحجم المأساة الإنسانية. وأشار مغردون إلى أن الطفلة تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة خارج غزة، وأن أي تأخير يشكل خطرًا على حياتها.

وكتب أحد النشطاء: "لا تنصدموا ولا تنزعجوا.. فهذه ليست مشهدًا من فيلم رعب، إنما هي طفلة بريئة من غزة". فيما علق آخر: "أنقذوا هذه الروح البريئة.. أنقذوا الطفلة التي لا تزال تتنفس وسط الركام والخراب". وتساءل مغردون عن دور المنظمات الصحية والحقوقية، وعن صمت العالم أمام حرب تترك ندوبها على أصغر الأرواح منذ لحظة الميلاد.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وببدعم أميركي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 65 ألف شهيد و166 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة أزهقت أرواح المئات، بينهم عشرات الأطفال.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد