مَن يحتاج إلى مَن يا سموتريتش
لا يُعد تصريح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، مجرد زلة لسان، بل هو انعكاس دقيق للتطرف بوصفه عقيدة سياسية باتت تدير مفاصل القرار في تل أبيب. هذه العجرفة الآيديولوجية، التي تتعالى على حقائق التاريخ والجغرافيا، هي التي تقود إسرائيل اليوم إلى مآزق متلاحقة، وتضعها في مواجهة مباشرة ليس فقط مع الفلسطينيين، بل مع عمقهم الاستراتيجي. إنه نهج سياسي مبني على الإنكار؛ إنكار الحقوق الفلسطينية أولاً، وإنكار موازين القوى الإقليمية الجديدة ثانياً.
عندما يُعاير سموتريتش السعودية -أصل العرب- بركوب الجمال وكأنها وصمة، فإنه يكشف عن جهل مركب. جهل بمعنى الأصالة التي لن يتخلى عنها السعوديون بوصفهم قادة للعالمَيْن العربي والإسلامي، والتي حوّلها الرد السعودي الشعبي العفوي إلى احتفاء بالفخر والهُوية الراسخة. ما لا يفهمه سموتريتش هو أن الرمز الذي استخدمه للتقريع (الجمل)، هو ذاته رمز الصبر والقدرة على التحمل التي بنت حضارة في عمق الصحراء. هذه الأصالة ليست شيئاً من الماضي، بل هي أساس الهوية التي تنطلق منها الرياض اليوم بوصفها قوة فاعلة ومحورية. والأخطر، أنه يكشف عن جهل بحقائق الجغرافيا السياسية التي لم تعد الرياض فيها طرفاً يمكن تجاوزه أو تعريفه من قِبل الآخرين.
المفارقة أن من يتحدث متهكماً عن أصالة العرب هو نفسه من يفتقر إلى أي أصالة قانونية أو تاريخية في الأرض التي يقف عليها. فسموتريتش، ذو الأصول الأوكرانية، وُلد في مستوطنة خاسبين بالجولان السوري المحتل، ويقيم حالياً في مستوطنة كدوميم المقامة على أراضٍ فلسطينية. كلاهما كيان غير قانوني بموجب القانون الدولي. يبدو أنه نسي أن إسرائيل، الكيان الذي بُني على تجميع مهاجرين من خلفيات متباينة، هي من تحتاج إلى إثبات أصالتها، وليس العرب أصحاب الأرض.
وهنا مربط الفرس، فالجمل رمز للأصالة الحرة لا يحتاج إلى من يربطه: تصريحات سموتريتش ليست مجرد كلام في الهواء، لأنها غير لائقة أخلاقياً، بل لأنها كلام في الهواء استراتيجياً. إنها تكشف عن انفصال تام عن الواقع الجديد للمنطقة. إسرائيل، بقيادتها الحالية المتطرفة، هي من تحتاج بشدة إلى العلاقة مع المملكة العربية السعودية لكسر عزلتها الإقليمية المتزايدة، وللحصول على الشرعية التي تفتقر إليها في محيطها. ففي الوقت الذي تتطلّع فيه تل أبيب (على الأقل جناحها البراغماتي) لكسر طوق العزلة، وتحقيق الاندماج الإقليمي لمواجهة التهديدات المشتركة، يأتي التطرف ليحرق الجسور. هذه التصريحات لا تخدم إلا أجندة الانقسام، وتثبت لواشنطن قبل غيرها أن المشكلة ليست في غياب الفرص، بل في غياب الشريك الإسرائيلي القادر على اتخاذ قرارات عقلانية.
لقد أسست الرياض حاجزاً واضحاً أمام محاولات فرض الأمر الواقع. فبدلاً من الانخراط في السجال الإعلامي، قادت الرياض، بالاشتراك مع فرنسا، مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة، لوضع مسار دولي فاعل لا رجعة فيه. هذه المبادرة الاستراتيجية هي الإثبات القاطع أنها لن تمنح تل أبيب شيكاً على بياض، لتمرير سياساتها المتطرفة على حساب الحقوق الفلسطينية الراسخة.
إن عجرفة سموتريتش لا تغيّر من هذه المعادلة شيئاً؛ بل تؤكدها. هي تكشف للعالم، وللشركاء الدوليين مثل واشنطن، أن هذه الحكومة الإسرائيلية ليست شريكاً جاداً في السلام، وأنها أصبحت عبئاً على داعميها. السعودية، من جانبها، تمضي في سياستها الخارجية المستقلة، مدركة تماماً أن موازين القوى تغيرت، وأن من يركب الإبل اليوم فخراً بأصالته، هو من يمتلك مفاتيح المستقبل، لا من يسكن مستوطنات مؤقتة بانتظار قرار دولي. السياسة الواقعية، التي يبدو أن سموتريتش وأمثاله لا يجيدونها، تقول إن المستقبل يُبنى على المصالح المشتركة واحترام الحقائق، لا على الأوهام الآيديولوجية والعنصرية.
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
تفاصيل الحالة الجوية لثلاثة ايام .. تحذيرات
نشاطات شبابية وتنموية بعدة محافظات
معظم البنوك المركزية بالخليج تخفض أسعار الفائدة
ترامب: أتطلع للقاء الرئيس الصيني خلال ساعات
الأردن يؤيد قراراً أممياً يطالب بإنهاء الحصار عن كوبا
بلا تهديد وسلاح .. خطة إسرائيلية أمريكية جديدة لغزة
انخفاض داو جونز وارتفاع مؤشر نازداك الأميركي
وزير الداخلية للطلبة: لا تكونوا عبئاً على الوطن
الوحدات يفوز على المحرق البحريني بدوري أبطال آسيا 2
البروفيسور ويلسون يحاضر بالكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
مدعوون للتعيين في الصحة .. أسماء
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
زيت شائع يدعم المناعة .. وآخر يهددها
وثائق رسمية تكشف مبادرة نجاح المساعيد بالطلاق
عقوبة مرور المركبة دون سداد رسوم الطرق البديلة
محافظة إربد: كنز سياحي مُغيَّب .. صور
صناعة إربد واليرموك تبحثان التعاون لخدمة القطاع الصناعي
فرد الشعر الكيميائي يرفع خطر السرطان بنسبة 166%

