مستقبل غزة

mainThumb

30-10-2025 08:29 PM

لا يختلف اثنان على أن مستقبل غزة بعد حرب قاسية استمرت زهاء العامين بات على المحك، فالمقترح الذي طرحته الإدارة الأمريكية و الذي تم بموجبه وقف إطلاق النار و تبادل الأسرى و التمهيد لدخول المساعدات الإنسانية، والذي وافق عليه طرفي النزاع المقاومة الفلسطينية و قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، جاء بعد جهود مضنية بذلها الوسطاء من أجل إبرام هذا المقترح ووضعه موضع التنفيذ، و تهيئة الظروف الملائمة لإبرام هدنة دائمة و شاملة، و معالجة الأوضاع المزرية في القطاع من تدمير كبير لم يسبق له مثيل في العصر الحديث من وحي الهجمات والغارات الإسرائيلية المتواصلة.
مستقبل غزة يستند إلى ركيزتين أساسيتين، أول الركيزتان هو فرض لوقف إطلاق النار وجعله دائم كي لا يتسنى للاحتلال الإسرائيلي اختراقه وتنفيذ غارات جوية عنيفة على مدن القطاع. و الركيزة الثانية: تكمن في تسهيل عبور شاحنات المساعدات لإغاثة أهل غزة، وقطع الطريق على إرادة الاحتلال لتعميق التجويع واستخدامه كورقة ضغط على طاولة المفاوضات أمام الفصائل الفلسطينية، أضف إلى ذلك السعي لإصلاح المنظومة الصحية التي تعرضت لضربة قاسمة، بسبب شح المواد الطبية والعلاجات حيث تم منع دخولها منذ ما يزيد عن العام والنصف، لذا يحاول الوسطاء لسد أي فجوة لاختلاق الذرائع و العقبات، للعودة إلى الحرب مرة أخرى، فالحرب في غزة عرضت أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط للخطر و باندلاع حرب إقليمية واسعة تهدد استقرار و أمن المنطقة و العالم.
لرسم مستقبل واعد لغزة، هي تحتاج إلى مد يد العون لها من قبل جميع دول العالم و من قبل المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية و الأممية، لانتشالها من الكارثة الإنسانية التي عاشتها وتعيشها، فقد غيرت الحرب معالم مناطق القطاع بشكل شبه كلي، حتى بات يصعب التعرف على شوارعها و أحيائها، فصار لزاماً على المجتمع الدولي تحمل تبعات التلكؤ في وقف إطلاق النار ومنع الإبادة الجماعية و إنهاء معاناة أهل غزة.
و يبرز هنا دور المؤتمر الدولي لإعمار غزة، الذي يعول عليه للبدء بإعمار غزة و بصورة عاجلة تنفيذ أهدافه ومشاريعه، لضمان رجوع الغزيون إلى بيوتهم على الأقل و التخفيف من وطأة المعاناة التي لحقت بكل حي و جماد على أرض غزة، و بث الأمل في قلوب الرجال والنساء والأطفال، و دفعهم إلى استشراف حياة جديدة ملؤها الطموح و الآمال و العيش بكرامة و أمن و سلام، فخيار الحرب من عدمه أضحى لزاماً أن يكون خطا أحمرا، لا تتمكن معه حكومة نتنياهو اتخاذ قراره و قتما تشاء و في الوقت الذي تشاء، كما و عليها إنهاء احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، ليعم المنطقة السلام و الأمن وهما كفيلان لمستقبل مشرق مزهر لغزة و المنطقة العربية بأسرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد