جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل التاسع عشر

mainThumb

12-11-2025 10:24 AM

ليلة دامية

كانت السيدة صالحة تتذكر ذلك اليوم جيدًا، اليوم الذي قررت فيه الذهاب إلى منزل عبدالعزيز لإقناعه بالعودة إلى ابنتها هدى، دون أن تخبرها بذلك.
ولحسن حظها، كانت ابنتها غارقة في نومٍ عميق بفعل المخدر الخفيف الذي وضعته لها في مشروب المانجا والأناناس الذي تحبه كثيرًا.

خرجت صالحة من الباب الخلفي للفيلا وهي تهمس:
«الميزة الجميلة لهذه الفلل أن لها بابًا خلفيًا يوصل إلى الممشى البحري مباشرة، دون الحاجة إلى المرور من الباب الرئيسي. لن يشكّ أحد بي، سأبدو كأي شخص ذاهبٍ لممارسة الرياضة».
قالتها مبتسمة بثقة، وتابعت سيرها حتى وصلت إلى منزل عبدالعزيز، ومن حسن حظها أن الباب كان مفتوحًا، والوقت ليلًا، فلم يلحظ أحد دخولها.
بدا أن من في الداخل منشغلون بتصفية حساباتهم، فتمتمت قائلة:
«يبدو أن لعبدالعزيز ضيوفًا... واحدة منهن تشبه ابنتي!»
تأملت قليلًا ثم أضافت: «هذه بالتأكيد منال»، وقد كانت تتحدث مع عبدالعزيز بغضب واضح، بينما كانت هناك امرأة أخرى تقف خلف الباب تسترق السمع دون أن يلحظها أحد.

اختبأت السيدة صالحة خلف أشجار القرم الكثيفة، وأخذت تراقب ما يجري. وفجأة رأت رجلًا وافدًا يتسلل هو الآخر، ووقف خلف الباب المؤدي إلى الصالة الرئيسية، كأنه ينتظر إشارة من شخصٍ ما.
وبعد شجارٍ حاد لم تتمكن من سماعه بوضوح، خرجت منال غاضبة، وأعطت ذلك الرجل مبلغًا من المال ثم انصرفت مسرعة.

بعدها بدقائق قليلة، شاهدت الفتاة الأخرى وهي تحتضن عبدالعزيز، وفجأة اندفع الرجل الواقف بالخارج نحو الداخل، وضرب عبدالعزيز ضربة قوية أسقطته أرضًا. ثم ساعد المرأة على حمله إلى السرير، وأخرجت تلك المرأة إبرة وحقنته في الوريد بسرعة، قبل أن تغادر المكان دون أن تلتفت للرجل الذي كان يتحدث معها بنبرة مطالبة، لكنها تجاهلته تمامًا وغادرت مسرعة.

تقول صالحة وهي تسترجع المشهد:
«حينها وسوس لي الشيطان أن أخرج الجثة إلى الممشى وأتركه هناك ليموت دون أن ينقذه أحد. كنت أعلم أن صديقة ابنتي شرطية، وسيعرفون أنها جريمة قتل، وعندما يسألونني سأخبرهم أنني سمعت صرخة مدوية، وسيتوصلون بأن منال كانت معه في آخر لحظاته، وحينها سيتم القبض عليها وتُعدم، وبهذا أنتقم من غازي!»

تنهّدت بألم وهي تضيف:
«لقد أعماني الحقد... كان بإمكاني أن أنقذ عبدالعزيز، كان أمامي خمس دقائق قبل أن يتمكن السم من جسده، لكنني لم أفعل. نسيت أنني إنسانة، وأنني صيدلانية، قادرة على إنقاذه. غير أن الحقد والثأر الذي حملته في صدري لواحدٍ وثلاثين عامًا جعلاني أعمى عن الرحمة. كنت أظن أن الانتقام سيشفيني من ألم الماضي، من غازي الذي لم يطرق بابي معتذرًا أبدًا، لكنه فقط أحرق ما تبقى مني».

سكتت لحظة، ثم تابعت بصوتٍ مبحوح:
«سحبت الجثة إلى الخارج، ومن حسن حظي أن الممشى كان خاليًا من الناس في تلك الساعة، فوضعت الجثة تحت إحدى الأشجار. والقدر وحده شاء أن تكون ابنتي وصديقتها تترددان على ذلك المكان في الوقت نفسه، دون تخطيط مني. نعم... بعض الأقدار تصنع ما لا نصنعه نحن، وتكمل مشهد الانتقام كما تشاء».

يتبع...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد