السدود .. مخزون آمن ونجاح بتخطي الصعوبة

السدود ..  مخزون آمن ونجاح بتخطي الصعوبة

02-12-2025 11:51 PM

السوسنة - أكد الأمين العام لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة، أن حالة "مخزون السدود الحالية آمن وتمكننا من تجاوز المرحلة"، مشيراً إلى أن الاعتماد في التخزين يكون على نمط التوزيع المطري، وذلك خلال حديثه في منتدى التواصل الحكومي الذي تنظمه وزارة الاتصال الحكومي، أمس.
وقال الحيصة إن مخزون السدود في الأردن آمن، وأن البلاد نجحت في تخطي مرحلة صعبة برغم انخفاض الأمطار في السنوات السابقة، موضحاً أن الحد الآمن للسدود يراعى بدقة، إذ يجري التخزين والإدارة لتلبية احتياجات الزراعة والصناعة والمياه المنزلية، مبيناً أن توزيع الأمطار يحدد نسبة تخزين السدود، وأن المخزون الحالي يسمح بتجاوز الظروف المناخية الصعبة، مع التأكيد على استمرار متابعة مستويات المياه، لضمان الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه.
انتهاء أحد أصعب المواسم المائية
وأضاف، أن بعض السدود احتاجت إلى 4 أعوام حتى تصل إلى كامل طاقتها التخزينية، مؤكداً أن المملكة أنهت أحد أصعب المواسم المائية بمخزون آمن، مكّنها من تجاوز المرحلة دون تأثير على تزويد المياه.
وبشأن كميات الهطول المطري، أوضح الحيصة أن المعدل السنوي في الأردن يبلغ 8.2 مليار م3، فيما شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً وصل في بعض المواسم إلى 4 مليارات م3، مقابل سنوات ماضية وصل فيها إلى 11 مليار م3.
وأشار إلى أن الأردن من أكثر الدول حصداً للمياه قياساً بظروفه، وأن أغلب الأودية الرئيسة مقام عليها سدود، فيما اكتملت دراسات السدود المستقبلية في مواقع مثل النخيلة والموجب وعسال وتلال الذهب.
وفي جوابه عن سؤال لـ"الغد" حول مشروع السدود تحت الأرض وآفاق تنفيذه، بيّن الحيصة، أن هذا النوع من السدود يعد حلاً فنياً مناسباً للأودية التي تمتاز بجريان قوي وطبيعة جيولوجية لا تسمح ببناء سدود تقليدية، مثل وادي الريان.
وقال إن الأردن درس جميع الأودية المناسبة لهذا النوع من السدود، وسيبدأ التنفيذ مطلع العام المقبل بالتعاون مع شركاء وخبراء متخصصين، مؤكداً أهمية الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه.
وبهذا الخصوص، بشأن الاستثمار في واديي الأردن وعربة، قال الحيصة إن النافذة الاستثمارية التي أطلقتها السلطة هدفت لتعظيم القيمة الاقتصادية للمياه بقياس البصمة المائية للمشاريع.
وأوضح أنه جرى التوسع بزراعة التمر المجهول الذي أثبت جدواه الاقتصادية الكبيرة، متابعاً أن السلطة والقطاع الزراعي وصلا إلى مليون نخلة مع بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن نحو 70 ألف دونم في وادي عربة أُبرمت عقودها مع شركات ومستثمرين لزراعة النخيل وأصناف منتجة أخرى، مع توفير البنية التحتية اللازمة.
تطوير الفرص الاستثمارية بواديي الأردن وعربة
وأكد الحيصة أن السلطة طورت الفرص الاستثمارية في واديي الأردن وعربة بتوفير بنية تحتية متكاملة تشمل الكهرباء والمياه والتنظيم، وتبسيط إجراءات الحصول على الموافقات للمستثمرين، مشيراً إلى أن الهدف كان تعزيز الجدوى الاقتصادية لأي مشروع زراعي أو سياحي أو صناعي.
وبين أن المشروع الاستثماري يختلف باختلاف نوع الزراعة؛ ففي حالة زراعة النخيل تختلف النتائج عن زراعة الحمضيات، بينما المشاريع السياحية تعتمد على قدرة المستثمر على التسويق والعلاقات مع الشركات السياحية، مضيفاً أن السلطة حرصت على توضيح الخطوات والإجراءات أمام المستثمرين لتقليل الوقت اللازم للحصول على الموافقات وتسريع تنفيذ المشاريع.
وبشأن إدارة موارد المياه ومواجهة التغير المناخي، أوضح الحيصة أن السلطة خفضت الفاقد المائي من نحو 49 % إلى مستويات منخفضة تراوحت بين 4 و6 %، بتحسين الشبكات وزيادة دقة العدادات ومعالجة الاعتداءات على المصادر المائية، مؤكداً أن المياه تُوزع بعدالة بين الشرب والزراعة والصناعة، وأن أي مشروع زراعي ملتزم يحصل على الدعم الكامل، بينما يمنع أي اعتداء على المصادر.
وحول العلاقات المائية الأردنية-السورية، أوضح أن الاجتماعات المشتركة في عمان ودمشق كانت إيجابية للغاية، وأسفرت عن الاتفاق على إعداد دراسة مشتركة لتقسيم مياه حوض اليرموك بشكل عادل، وتعديل اتفاقية العام 1987 بما يتوافق مع الظروف الحالية، والتعاون على مشروع الاستمطار في الحوض، معلناً عن منصة مشتركة لتبادل البيانات والتدريب بين البلدين.
تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر
وبخصوص الزراعة الذكية ودعم الشباب، قال الحيصة إن السلطة ساعدت الشباب والمزارعين على تبني أنظمة الزراعة الحديثة والتقنيات الذكية، بما في ذلك طوَّرت الفرص الاستثمارية في واديي الأردن وعربة وكمية التبخر وسلوك المحاصيل، بالإضافة إلى توفير شبكات معلوماتية تربطهم بالخبراء والمختصين والجمعيات الزراعية، الأمر الذي أسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر.
وبشأن الاستفادة من التجارب المحلية الناجحة، أشار الحيصة إلى عدة قصص كمشروع الشباب في الأغوار الجنوبية الذي بدأ بأكواخ سياحية بسيطة ثم توسع إلى مشروع سياحي أكبر، إلى جانب مشاريع استخراج مواد خام في مناطق مثل حسبان، أسهمت بتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، مؤكداً أن السلطة تسعى دائماً لدعم المشاريع التنموية الكبرى والصغيرة، والتركيز على تحقيق الفائدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
وأكد الحيصة أن السلطة أطلقت نظاماً رقمياً جديداً يتيح للمزارعين الاطلاع على بيانات وحداتهم الزراعية، بما يشمل التزويد والري ومستوى التبخر وصور الأقمار الصناعية، دون تدخل بشري، مشيراً إلى أن السلطة تتجه نحو توسيع استخدام التكنولوجيا في إدارة الأغوار وتعظيم الاستفادة من المياه.
وقال إن الأردن يعد من الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية، لا المؤثرة فيها، ما انعكس على انخفاض الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة، برغم الجهود الكبيرة التي بُذلت لضمان استمرار تزويد المياه لمختلف القطاعات خلال المواسم الصعبة.
وحول السدود، قال الحيصة إن الأردن يضم 16 سداً رئيساً تُعد من السدود الكبرى، وتصل سعتها التصميمية إلى 370 مليون م3، مؤكداً أن المملكة أصبحت عضواً في اللجنة العالمية للسدود.
موضحاً أن السدود تحصد مياه الأودية الرئيسة بالكامل، كما توجد 4 سدود أخرى مكتملة الوثائق والتصاميم وجاهزة للتنفيذ ضمن بعض الأودية المصنّفة، مؤكداً أن السدود تدعم الأمن المائي والزراعة، وأن هناك مشاريع سدود مستقبلية تحت الدراسة تشمل مواقع مثل النخيلة والموجب وعسال وتلال الذهب.
وبخصوص الحفائر والبرك والسدود الصحراوية، أوضح أن لدى الأردن 630 موقع حصاد مائي بسعة إجمالية تبلغ 135 مليون م3، وهي مواقع مخصّصة لخدمة المجتمعات البدوية والزراعية وتحسين البيئة المحلية، بما في ذلك جذب الطيور المهاجرة، وتعزيز التكامل بين الأمن المائي والزراعة وحماية البيئة.
وأضاف أن العمل شمل تأمين 390 ألف دونم زراعي في الأغوار، بالارتباط مع قناة الملك عبد الله البالغ طولها 110 كلم، وتوفير البنية التحتية وخدمات الزراعة كافة.
وبخصوص مشاريع الحصاد المائي المنزلي والزراعي، قال الحيصة إن هناك مشاريع تكاملية مع وزارة الزراعة تشمل حصاد مياه المنازل وتنفيذ نحو 8 آلاف بئر زراعي لتوفير مصادر مائية إضافية، مشيراً إلى أن هذه الآبار حُفرت وفق تشريعات صارمة تضمن المسافات بين الآبار وعدم التأثير على المخزون الجوفي العميق.
بدوره، أكد الأمين العام لوزارة الاتصال الحكومي د. زيد النوايسة، أهمية الدور الذي تقوم به سلطة وادي الأردن في ظل الإجهاد المائي، مشيراً إلى جهودها في تعزيز الأمن المائي والاعتماد على مصادر غير تقليدية، وإدارة ذكية للري، ودعم المزارعين ضمن رؤية تجعل الأغوار سلة الغذاء الأردنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد