من الحتمية التأويلية إلى الحتمية الخوارزمية: رحلة المعنى في الفضاء الرقمي
ماذا لو كانت قراءتك لهذا المقال الآن متأثرة بخوارزمية قررت أن تُظهره لك بناءً على تفاعلك السابق؟
السؤال يبدو صادماً، لكنه يعكس واقعاً جديداً في علاقتنا بالمحتوى الرقمي. فكل يوم نفتح فيه فيسبوك أو غيره من منصّات التواصل نغوص في بحر من المنشورات والتعليقات والتأويلات التي تتصارع لتحديد “المعنى الحقيقي” لأي خبر أو بيان. ومع أن الاختلاف في الفهم أمر طبيعي، إلا أن اشتعال الجدل السريع حول أبسط المنشورات يطرح سؤالاً أعمق: هل ما نفهمه هو فعلاً "قراءتنا"؟ أم نتيجة سياق صُمّم لنا مسبقاً؟
يعرف الباحثون منذ زمن أن كل رسالة إعلامية تحتاج إلى تفسير يقوم به المتلقي وفق خلفيته وثقافته وتجربته. لكن مع المنصّات الرقمية، لم يعد المتلقي وحده على المسرح.
فمنشور صحي بسيط حول إلزامية تطعيم الأطفال تحوّل خلال 48 ساعة إلى نموذج مصغّر عن “معركة المعنى” في الفضاء الرقمي. إذ انقسمت التعليقات إلى أربع مقاربات تأويلية: المؤامراتي، الأخلاقي/الوالدي، الساخر، والمتشكك في المصداقية.
إلى هنا، قد يبدو الأمر انعكاساً طبيعياً لتنوع الشخصيات والآراء. لكن الدور الخفي لا يظهر إلا حين ننظر إلى كيف رتّبت المنصّة هذه التعليقات.
ما لا يعرفه كثيرون أن ترتيب التعليقات ليس عشوائياً ولا زمنياً، بل خاضع لمعادلة معقدة تُعرف اختصاراً بـ “الخوارزمية". وهذه الخوارزمية تفضّل عادة المحتوى الذي يثير تفاعلاً سريعاً — سواء كان غضباً أو سخرية أو دهشة — لأنه يزيد من احتمال بقاء المستخدم على المنصة لفترة أطول.
وبذلك، عندما يدخل مستخدم جديد إلى المنشور، فإن أول ما يواجهه غالباً هو:
• التعليقات الأكثر غضباً،
• أو أكثر سخرية،
• أو الأكثر جدلاً…
بغض النظر عن حجمها أو منطقيتها أو تمثيلها للرأي العام. وهنا يبدأ التأويل قبل أن يقرأ المستخدم النص الأصلي فعلياً.
لم يعد إنتاج المعنى فعلاً فردياً بين القارئ والنص، بل أصبح عملية اجتماعية-خوارزمية تشارك فيها ثلاثة أطراف:
النص + الجمهور + المنصّة.
فالمنصة لم تعد ناقلاً محايداً، بل ممثلاً إضافياً يوجّه – دون أن يصرّح – التأويلات التي نتعرض لها أولاً.
وبذلك تتشكل لدينا بيئة فهم مصممة جزئياً وفق مصلحة الخوارزمية، لا بالضرورة وفق دقة المعلومة.
إنها حالة جديدة يمكن وصفها بـالحتمية التأويلية المتفاعلة أو الخوارزمية: المعنى لم يعد يُنتج فقط من داخل عقولنا، بل أيضاً من داخل أنظمة برمجية تسهم في ترتيب ما نراه ونقرأه ونناقشه.
لم يعد كافياً أن نحلل النص أو نسأل عن خلفية المتلقي. علينا مراقبة:
• أي التأويلات تُ BOOST-ت فعلياً؟
• كيف يتضخم رأي صغير لأنه “أكثر استفزازاً”؟
• ولماذا يصبح الجدل أكثر وضوحاً من الحقائق؟
الفهم الحقيقي للخطاب الرقمي يحتاج إلى منهجيات تدمج بين التحليل النوعي للأفكار، والتحليل الرقمي للانتشار الخوارزمي.
في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك حائراً أمام منشور اشتعلت فيه التعليقات،
توقف لحظة واسأل نفسك:
هل هذا هو رأيي حقاً؟
أم أنه الرأي الذي خُصّص لي أن أراه أولاً؟
العمايرة والرحامنة شهداء الواجب .. صور
كنتُ زائرًا علميًا في مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي
هل عادت لأبو هشيمة .. ياسمين صبري تتصدر الترند
السفير الألماني يزور جمعية جبل زمزم في منطقة الباعج بالمفرق
ماجد المهندس يطلق ألبوم جديد باللهجة العراقية
هل وبخ محمد صبحي سائقه بشكل متعمد
هنادي الكندري تشارك نظامها الغذائي
إشادات بعض النجوم بمهرجان البحر الأحمر السينمائي
الإحصاءات: انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين خلال 10 أشهر
معوقات رحلة المستثمر الى الأردن
إقتصاد المواطن .. أزمة ثقه… بين الواقع والتهوين
من الحتمية التأويلية إلى الحتمية الخوارزمية: رحلة المعنى في الفضاء الرقمي
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
الغذاء والدواء تحتفظ بحقها القانوني تجاه هؤلاء
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
بلدية إربد تحدد ساعات البيع بسوق الخضار المركزي .. تفاصيل
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة لدى المواطنين
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025


