الأحزاب السياسية في الأردن ( التطوّر والتقييم)

mainThumb

13-02-2009 12:00 AM

ع?Zرف الأردن النشاط الحزبي منذ تأسيس الإمارة , ويُمكن القول بان الأحزاب السياسية كانت أحد ملامح الصورة السياسية العامة للأردن طيلة تاريخه ، لذا سيتم مناقشة هذا الموضوع في عهديْ الإمارة والمملكة , ومن خلال تداول الحُكم بين ملوك بني هاشم .

أوّلاً:- الأحزاب السياسية في عهد الملك المؤسس (عبدالله الأول): شهدت المراحل الأولى منذ تأسيس الدولة الأردنية حياة سياسية نشطة من خلال لجوء مجموعة من أعيان ووجهاء البلاد وكبار ملاّك الأراضي , والزُّعماء التقليديين والعشائريين وأبناء الطبقة البرجوازية لتشكيل أحزاب سياسية في البلاد، وان لم تكن في الإطار العام تُعطي المفهوم الكامل للحزب، ومن هذه الأحزاب:

- حزب الاستقلال : وإليه ترجع بدايات الفكر السياسي , وكان هو الحزب الرئيسي على السّاحة السياسية الأردنية, وهو حزب سوري انتقل إلى الإمارة بعد معركة ميسلون وانضم إليه بعض من أبناء شرق الأردن, وقد كان أكثر الأحزاب حضورا في الحقائب الوزارية للفترة من 1921-1929 حيث شكل ما نسبة 53% من هذه الحقائب.

- حزب العهد العربي1921. - حزب الشعب الاردني1927-1930.

- حزب اللجنة التنفيذيّة للمؤتمر الأردني 1928-1936. - الحزب الحُر المعتدل1930.

- حزب الإخاء الأردني 1937. - حزب التضامن الأردني 1933.

- حزب العمّال الأردني 1931.

بشكل عام يمكن وصف الأحزاب التي شهدتها الإمارة بأنها أحزاب تجمعات برامجيّة بعيدة عن المعنى الحزبي بالإطار أو المفهوم العقائدي , وقد سعت الأحزاب في هذه المرحلة إلى أسلوب العمل الجماعي والمناداة بالوحدة العربية ,وكانت في أغلبها تعمل لتحقيق أهداف بسيطة تتعلّق بالأردن وبالسّياسة العامّة العربيّة .

ثانياً:- الأحزاب السياسيّة في عهد الملك طلال : مع التغيُّرات السّريعة التي نجمت عن إنهاء الإدارة الاستعماريّة, واندلاع حرب 1948 شرعت قوى جديدة في دخول مضمار السّياسة الأردنيّة , ولم ينتسب إلى الأحزاب السياسيّة سوى أقليّة من السكّان , إلاّ أنّ تأثيرها فاق أعدادها وزناً.

تركّزت عمليّة التعبئة للانضمام إلى هذه الأحزاب في هذه الفترة عموماً حول الاتّجاهات العقائديّة, وإجمالاً كانت الأحزاب تقع ضمن ثلاثة اتجاهات هي: أحزاب اليسار والأحزاب القوميّة العربيّة والأحزاب الإسلاميّة.

برزت الأحزاب السياسية العقائدية على الساحة الأردنية بعد وحدة الضفتين وصدور الدستور، حيث أصبحت هذه الأحزاب ذات طابع سياسي تعارض النظام في العديد من القضايا السياسية أحياناً وتثير الجماهير ضد الاستعمارأحياناً أخرى ومن أبرزهذه الأحزاب :

- حزب البعث العربي الاشتراكي. - الحزب الشيوعي. - حركة القوميين العرب.

ثالثاً: الأحزاب السياسية في عهد الملك حسين:

ويمكننا تمييز ثلاثة مراحل للنشاط السياسي الحزبي طيلة حكم الملك حسين وهي:

أ. مرحلة النشاط الحزبي العقائدي (1952-1957): كانت الأحزاب النشطة في هذه الفترة هي الأحزاب التي شكلتها الظروف التاريخية بعد حرب 1948 وبعد وحدة الضفتين كما صدر عام 1954 القانون الأول الذي يسمح بتأليف الأحزاب، وفي هذه المرحلة ساهمت الأحزاب بعملية تعبئة وتحريك الجماهير ضد الحكومات وسياساتها المناهضة للحريات.

ونجحت هذه الأحزاب في تحقيق أهدافها من خلال المناشير المكتوبة والصحف وبدأت تنشط بشكل كبير في عهد حكومة النابلسي ، وكثيراً ما ركزت هذه الأحزاب اهتمامها وتطلعاتها العقائدية على وحدات سياسية اكبر من المملكة ، ومع الانتخابات الحرة التي أُجريت عام 1956 وتشكيل حكومة سليمان النابلسي بلغت وجهات النظر المتضاربة للمجال الخاص بالدولة والأمة مرحلة الأزمة، وأدّى ذلك إلى مأزق عام 1957 الذي انجلى عن حظر الأحزاب السياسية.

من ابرز الأحزاب في هذه الفترة:

- حركة القومية العرب (فرع الأردن). - حزب البعث العربي الاشتراكي (فرع الأردن).

- حزب التحرير الإسلامي . - الحزب العربي الدستوري . 5-الحزب الشيوعي .

- الأحزاب الوطنية وتنقسم إلى:

- الأحزاب المعارضة للنظام : كالحزب الوطني الاشتراكي الأردني، والحزب العربي الدستوري.

- الأحزاب المؤيدة للنظام، مثل: حزب الاتحاد الوطني وحزب الأمة.

ب. مرحلة الحظر الرسمي على الأحزاب (1957-1989): رغم هذا الحظر إلا أنّ بعض الأحزاب ولا سيّما القومية وأحزاب اليسار كانت تعمل في الخفاء ،وتمّ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأنّهم منظمة اجتماعية ولذلك كان تعمل في وضح النهار وبقيت هي الجماعة النشطة طيلة هذه الفترة.

جـ- مرحلة عودة الأحزاب وازدهارها (1989-1998): اتجه وضع الأحزاب في هذه الفترة نحو الأفضل وذلك على أثر أحداث هامّة برزت على الساحة الأردنية أهمّها : قرار فك الارتباط الإداري مع الضفة الغربية عام 1988 والإضطرابات التي حدثت في جنوب البلاد (نيسان 1989)، والإنتخابات النيابية في تشرين ثاني 1989.

وفي هذه الانتخابات ترشّح عدد من مشاهير اليساريين والقوميين العرب وفاز ما بين عشرة وخمسة عشر مرشحاً منهم، وكان اكبر الرابحين في هذه الأحزاب جماعة "الإخوان المسلمون" الذين ربحوا هم ومن تحالفوا معه ما يقارب 30 مقعداً وفاز الوسطيون والمرشحون العشائريون ببقية المقاعد.

ولضمان أنْ تنتهي عملية الانفتاح الليبرالي التي جرت عام 1989 إلى النهاية نفسها التي وصلت إليها تجربة 1956, فقد سعى الملك حسين إلى اتفاق مع الشعب كانت نتيجته صدور الميثاق الوطني بين عامي 1990 و1991، حيث احتوت اللجنة الملكية على أعضاء مثّلوا اتجاهات الطيف السياسي الأردني.

وبصدور الميثاق والموافقة عليه بالإجماع، مثل هذا شرعية للنظام الملكي، وبذلك حصرت كافة الجماعات نفسها ضمن الحيز السياسي والحدود الأردنية، وبالمقابل اعترف النظام بحق المعارضة في المشاركة السياسية، واتفق الجانبان على الامتثال للدستور وإتّباع مبادئ التعدديّة وحرية الرأي,وبعد سنة من صدور الميثاق صدر قانون الأحزاب السياسية الشهير رقم 22 لسنة 1992.

ومن الأحزاب التي تم ترخيصها في هذه الفترة:

- حزب البعث العربي الاشتراكي.

- حزب البعث العربي التقدمي.

- الحزب العربي الديمقراطي الأردني.

- حزب جبهة العمل القومي.

- حزب العهد الأردني.

- حزب التقدم والعدالة.

- حزب التجمع الوطني الأردني.

- حزب الوطن.

- حزب اليقظة.

- الحزب الوحدوي العربي الديمقراطي(وعد).

- حزب المستقبل.

- حزب الوحدة الشعبية (الوحدويون).

- حزب الجماهير العربية الأردني.

- حزب الجبهة الأردنية العربية الدستورية.

- حزب الأرض العربية.

 

وقد تمحورت الأحزاب السابقة في أربعة اتجاهات هي:

- التيار القومي.

- التيار الإسلامي.

- التيار اليساري.

- التيار المحافظ الوسطي.

في شهر آب 1993 أصدرت الحكومة قانونا مؤقتا معدلا لقانون الانتخابات , وهو نظام "الصوت الواحد للشخص الواحد" one man one vote وطُبّق هذا القانون ، رغم المعارضات الحزبية عليه, وقد أقرّ البرلمان التعديلات المؤقتة على قانون الانتخاب, فأصبح دائماً بدلاً من مؤقت ، وفي الوقت نفسه عمدت الحكومة إلى تعديل قانون المطبوعات والنشر في شهر أيار, الأمر الذي ترتّب عنه مقاطعات بعض الأحزاب المشاركة ولم يفُز سوى 22 مرشحاً حزبياً.

رابعاً: الأحزاب السياسية في عهد الملك عبدالله الثاني:

استمرت الأحزاب المرخّصة في تطوّرها ، وحينما أصدر جلالة الملك عبدالله الثاني شعار "الأردن أولاً" في 30/10/2002، ورد في نص وثيقة الهيئة الوطنية للشعار تحت عنوان (الآليات) مجموعة من التحدّيات كان التحدّي الرابع منها عن الأحزاب , وكان أول إجراءات هذا التحدي:

"لا ديمقراطية من دون أحزاب سياسية، وتعديل قانون الأحزاب ومنع قيام الأحزاب على أُسس جهويّة أو عرقية أو طائفية" .

بشكل عام توجد حالياً أربعة أقطاب حزبيّة هي:

- الحزب الوطني الدستوري الذي تشكّل في نيسان 1997وتألّف من تسعة أحزاب سياسية متنوعة.

- حزب جبهة العمل الإسلامي.

- أحزاب اليسار من الشيوعيين والاشتراكيين والقوميين العرب.

- الأحزاب الصغيرة الأخرى التي تُوصف بأنهّا "أحزاب ديوان".

تقييم موجز للأحزاب السياسية الأردنية:

- الأحزاب السياسية الأردنية بصورة عامة تحتلّ موقعاً هامشيّاً في عملية صنع القرار.

- النظام الحزبي في الأردن مُتشرذم , وكثيراً ما يكون هامشيّ الدّور إزاء القرارات الحكومية الهامة.

- اقتصار الانضمام لهذه الأحزاب على النُخبة المتميّزة القليلة العدد من أبناء الأردن , والتي كانت المشاركة السياسية لها تعني الحفاظ على المكتسبات التي تمتعوا بها سابقاً.

- ما يُؤخذ على هذه الأحزاب أحياناً أنها لم تكن نابعة من صميم المجتمع الأردني , بل جاءت من بعض الدول المحيطة بالأردن وبعضها جاء من خارج الوطن العربي.

- من التحديات التي تواجه الأحزاب الأردنية:

أ. تدني درجة المؤسسية. ب. غياب الفهم الحقيقي لدى القائمين عليها لطبيعة دورهم.

جـ. ضعف الموارد المالية. د. كثرتها على الساحة الأردنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد