صعوبات التعلم

mainThumb

01-08-2010 07:40 AM

 يشير مفهوم صعوبات التعلم الى وجود خلل في واحدة او اكثر من العمليات النفسية الاساسية، والتي تتضمن فهم او استخدام اللغة المنطوقة او المكتوبة، والتي قد تظهر في القدرة على الاستماع والتفكير والكلام والقراءة والكتابة والتهجئة او القيام بالعمليات الحسابية، ويتضمن هذا المصطلح (صعوبات التعلم) اعاقة ادراكية بسيطة، وديسلكسيا      (Dyslexia)      ، وافيزيا      (Aphasia)      ، ولا يتضمن المصطلح الاطفال الذين يعانون من مشاكل تعليمية ناتجة عن وجود اعاقة سمعية او بصرية او اعاقة حركية او اضطراب انفعالي او بيئي او ثقافي.                  

أما ليرنر فتعرف صعوبات التعلم حسب بعدين، بعدين رئيسيين، هما:

1-البعد الطبي: ويركز على الأسباب الفسيولوجية الوظيفية، والتي تتمثل في الخلل العصبي او تلف الدماغ.

2-البعد التربوي: والذي يشير الى عدم نمو القدرات العقلية بطريقة منتظمة، ويصاحب ذلك عجز اكاديمي وبخاصة في مهارات القراءة والكتابة، والتهجئة، والمهارات العددية، ولا يكون سبب ذلك العجز الاكاديمي  عقلياً او حسياً، كما ويشير التعريف التربوي الى وجود تباين في التحصيل الاكاديمي والقدرة العقلية للفرد.

  وقد جمعت خصائص وعناصر اتفق عليها معظم الأخصائيين العاملين في هذا الميدان، وهي:

1-ان يكون لدى الطفل شكل من اشكال الانحراف في القدرات في اطار نموه الذاتي.

2-ان تكون الصعوبة غير ناتجة عن اعاقة.

3-ان تكون الصعوبة نفسية او تعليمية.

4-ان تكون الصعوبة ذات صفة سلوكية، مثل: النطق، التفكير، تكوين المفاهيم.
الفرق بين صعوبات التعلم وبطئ التعلم

اما الاختلاف بين بطئ التعلم وصعوبات التعلم في ان السمة الرئيسية للأطفال بطيئي التعلم هو انخفاض نسبة الذكاء، وتقع ما بين (70-90) عدا عن ان خصائصهم الجسمية والعقلية والانفعالية تختلف عن خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم.    

نسبة الاطفال ذوي صعوبات التعلم

        تختلف التقديرات حول أعداد او نسبة انتشار صعوبات التعلم، وذلك بسبب عدم وضوح التعريف من جهة، وبسبب عدم توفر اختبارات متفق عليها للتشخيص من جهة اخرى، وإن تزايد نسبة انتشار ذوي صعوبات التعلم داخل المجتمع المدرسي حتى في اكثر الدول تقدماً مثل الولايات المتحدة الاميركية اصبح امراً لا يمكن إنكاره، حيث تبين ان (6%) من مجمل طلاب المدارس الاولية لديهم صعوبات تعلم، بينما نسبة الانتشار لدى طلاب المدارس الثانوية (21%)، ويعتقد البعض ان نسبة حدوث صعوبات التعلم لا تصل الى  (1%)، ويعتقد اخرون ان النسبة تصل الى (20%)، الا ان النسبة المعتمدة عموماً هي (2-3%).    
الأسباب والعوامل المؤثرة في صعوبات التعلم

        اتفق معظم العلماء في مجال صعوبات التعلم على العوامل المؤثرة في صعوبات التعلم، مع اختلافهم في التصنيفات لها، ويمكن تلخيص تلك الأسباب بما يلي:

1-العوامل عضوية بيولوجية، منها:

1-   العوامل الوراثية.

2- عوامل جينية وولادية، وقد أشارت بعض الدراسات التي اجريت على حالات التوائم الى انتشار صعوبات التعلم في عائلات معينة.

3-   خلل وظيفي بسيط في الدماغ.

4-   النضج، عدم سير النضج في مجراه الطبيعي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي.

5-سوء التغذية، مشاكل التلوث والبيئة.

6-الامراض والعدوى، مثل الحصبة الألمانية.

2-العوامل النفسية، اضطرابات في الوظائف النفسية الأساسية كالإدراك والتذكر وتكوين المفاهيم.

3-العوامل المدرسية، إن نجاح الطلاب ذوي صعوبات التعلم أو فشلهم في المدرسة ناجم عن التفاعل بين نقاط القوة والضعف لديهم، وبين العوامل الصفية التي يواجهونها بما فيها الفروق الفردية بين المعلم وطرق التدريس المختلفة.

4-العوامل البيئية، حيث لها تأثير على صعوبات التعلم البيئية التي تمثل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على الطفل، والعوامل منها المنزلية، والمادية، والاجتماعية، والثقافية والحضارية.

5-العوامل التربوية، من اهمها عدم ملائمة المادة التعليمية لقدرات الطالب، والنقص في اتقان مهارات التعلم، والتركيز على بعض المهارات دون الاخرى، وعدم اثراء البيئة التعليمية، وازدحام الصفوف الدراسية بشكل لا يمكن المعلمين من تكييف اساليب وخبرات التعلم مع حاجات الطلاب.

تصنيف صعوبات التعلم

يتألف ميدان صعوبات التعلم من حالات مختلفة وواسعة من المشكلات التي يظهرها الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وقد تم تصنيف صعوبات التعلم الى فئتين:

1-صعوبات التعلم النمائية، وهي الاضطرابات في الوظائف الأولية والمهارات الأولية التي يحتاجها الفرد بهدف التحصيل في الموضوعات الاكاديمية، وتشمل:

أ‌-  صعوبات نمائية اولية : وتشمل صعوبة الانتباه، صعوبة الادراك، صعوبة الذاكرة، والتي تعتبر وظائف اساسية متداخلة مع بعضها البعض، فإذا اصيبت باضطرابات فإنها تؤثر على النوع الثاني من الصعوبات النمائية.

ب‌- صعوبات نمائية ثانوية : وتشمل صعوبة التفكير، وصعوبة اللغة الشفوية، وصعوبة حل المشكلة.

2-صعوبات التعلم الاكاديمية: وهي مشكلات تظهر لدى اطفال المدارس، وتبدو واضحة اذا حدث اضطراب لدى الطفل في العمليات النفسية السابقة (الصعوبات النمائية) بدرجة كبيرة وواضحة، ويعجز عن تعويضها من خلال وظائف اخرى، حيث يكون عندئذ لدى الطفل صعوبة في:-

أ‌-     صعوبة القراءة.

ب‌- صعوبة الكتابة.

ج-صعوبة التهجئة.

د-صعوبة التعبير الكتابي.

هـ صعوبة إجراء العمليات الحسابية.
خصائص ذوي صعوبات التعلم

ثمة صعوبة في تحديد مجموعة ثابتة من الخصائص السلوكية بحيث تنطبق على الأفراد ذوي صعوبات التعلم، نظراً لعدم تجانسهم، فهم يعانون من جوانب عجز مختلفة من حيث طبيعتها ودرجة شدتها، على الرغم مما يجمع بينهم من تفاوت او تباين شديد بين ما يتمتعون به من مقدرات عقلية عادية او مرتفعة من ناحية، وادائهم الاكاديمي الفعلي من ناحية اخرى، اضافة الى ان بعضهم قد يجمع بين صعوبة ما في التعلم، واعاقة اخرى بصرية او سمعية، او عقلية مما يزيد الأمر تعقيداً.

وامكن لبعض الباحثين تحديد بعض الخصائص التي تعد احد المحكات التي يمكن للاباء والمعلمين والمهتمين استخدامها للكشف عن حالات صعوبات التعلم، وتشمل هذه الخصائص جوانب عديدة من الشخصية، ومنها :
أولاً: الخصائص الانفعالية والاجتماعية:-

1-عدم الاستقرار الانفعالي، والشعور بالتوتر والقلق، صعوبة السيطرة على المشاعر.

2-الشعور بالدونية وانخفاض الثقة بالذات، صعوبة اتخاذ القرار.

3-التهور، السلوك الاندفاعي.

4-النشاط الحركي الزائد، صعوبة في الجلوس والتنقل او استعمال اليدين.

5-عدم النضج الانفعالي.

6-نقص الدافعية، صعوبة في تعلم الانشطة مقارنة مع الاخرين من نفس العمر.

7-الاعتمادية على الاخرين، لا يفهم بدقة ما يفهمه الاخرين (ما يراه، يسمعه، يلمسه، يشمه، يتذوقه).

8-التقدير المنخفض للذات وخاصة مفهوم الذات الاكاديمي نتيجة الفشل المتكرر.

9- عدم القدرة على التعبير عن احتياجاته واحاسيسه بطريقة يفهمها الاخرين.

ثانياً: خصائص اكاديمية:-

1-سوء الأداء المدرسي والفشل الاكاديمي.

2-القابلية للتشتت، وقصور الانتباه الانتقائي، وعدم الانتباه والتركيز الى شئ واحد.

3-استخدام اساليب معرفية غير ملائمة في معالجة مهام التعلم.

4-البطء في انجاز المهام، والتأخر في تسليم الواجبات.

5-المعالجة البطيئة للمعلومات نظراً للبطء في استقبال المعلومات من الصورة البصرية.

6-يعانون من اضطرابات في العمليات النفسية الاساسية كالانتباه، والادراك، والتمييز والذاكرة.

 7-لا يتذكر سوى لفترة قصيرة، وأحياناً لا يتذكر على الاطلاق.

ايضاَ بين سمرز (Summers, 1997) مجموعة من الخصائص السلوكية يتصف بها الاطفال ذوي الصعوبات التعليمية فيما يتعلق بالسلوك الصفي، واللفظي، والحركي، وهذه الخصائص موضحة في القائمة التالية:

 
السلوك الصفي
   

السلوك اللفظي
   

السلوك الحركي
-كثرة الحركة
   

-التردد عند الكلام
   

-ضعف التوازن

-صعوبة البدء بالمهمات او انهائها
   

-ضعف التعبير اللفظي مقارنة بالعمر الزمني
   

-مشكلات في التوازن (الخرق الحركي)

-التغيب عن المدرسة بصورة متكررة
   

 
   

-الخلط بين اليسار واليمين

-الهدوء او الانسحاب
   

 
   

-حركات غير منتظمة

-علاقة مع الاخرين يسودها التوتر
   

 
   

 

-قلة التنظيم
   

 
   

 

-تشتت الانتباه بسهولة
   

 
   

 

-سلوك غير ثابت
   

 
   

 

-صعوبة في فهم التعليمات اللفظية او اساءة فهمها
   

 
   

 

 

تشخيص صعوبات التعلم

يمكن توضيح الهدف من التشخيص للأطفال ذوي صعوبات التعلم بما يلي:

1-الكشف عن نقاط القوة ونقاط الضعف لدى الفرد.

2-الكشف عن المشكلات النمائية لدى الفرد (العجز في الانتباه، والتفكير، والذاكرة، والادراك، واللغة).

3-تمييز الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم من الأطفال الذين يعانون من اعاقات أخرى.

4-المساعدة في الوقاية من خطر تفاقم المشكلات الناتجة عن صعوبات التعلم (التدخل المبكر).

5-تحديد الاطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم اكاديمية وتحديد نوع الصعوبة التي يعانون منها (القراءة، والحساب).

6-مساعدة التربويين في وضع البرامج العلاجية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.

7-ان التشخيص يساعد الباحثين في الفهم الدقيق والعميق لمشكلات صعوبات التعلم.

-صعوبة القراءة (الديسلكسيا) ( (Dyslexia

        الصعوبات في فك رموز الكلمة المفردة غالباً لا تكون متوقعة في علاقتها بالعمر والقدرات المعرفية الأخرى، صعوبة غير مفهومة في اكتساب مهارات القراءة، وتعتبر غالباً اساسية لكل تعريفات الديسلكسيا.

        واستخدام كلمة غير مفهومة تعني ان عيوب القراءة التي تتم ملاحظتها (غير متوقعة) او انها لا يمكن التنبؤ بها من خلال عمر الطفل، القدرات المعرفية، والاكاديمية الاخرى، التعرض للتعليم، والفرصة الثقافية والاجتماعية، وينبغي ان يتم تقدير (عدم التوقع) من خلال مقارنات بين العمر القرائي والعمر الزمني، وبمقارنة القدرة على القراءة بالأداء الاكاديمي في جوانب اخرى مثل (الاستماع، الفهم، التعبير اللفظي، الحساب، التعبير الكتابي).

تعريف الديسلكسيا: هي عبارة عن تشويشات صعبة في مهارة القراءة تمنع امتلاك عملية قراءة مناسبة للقدرة العقلية الموجودة عند القارئ، وسبب الصعوبة القرائية ليست درجة الذكاء المتخصصة، او قيم تربوية او ضرر دماغي او تشويشات عاطفية او معاملة بيئية سيئة او طرق تعليمية غير مناسبة، انما الاسباب الحقيقية لهذه الظاهرة هي: تشويشات اساسية بمراحل ووظائف معرفية تعرقل عملية طبخ دقيق للمحفزات والمثيرات الخطية والتي في نهاية الامر تمنع رد فعل معرفي ملائم وصحيح.

اعراض صعوبة القراءة (الديسلكسيا)

هناك اعراض ترتبط بصعوبة القراءة وهي:

1-وجود قدرة عقلية متوسطة او اعلى، ولكن يصاحبها تحصيل دراسي منخفض لا يتسق مع مستواها.

2-ظهور اضطرابات في تركيز الانتباه.

3-قصور في الادراك البصري ينعكس في سوء تنسيق بين حركة اليد والعين، او صعوبة في تمييز الشكل والارضية، وعدم ادراك العلاقات المكانية.

4-قصور في الادراك السمعي ويتمثل في اضطراب او صعوبة دمج الاصوات وتتابع الكلمات.

5-قصور في عمليات تكوين المفاهيم التي تصور المدركات البيئية.

6-وصول المعلومات الى المخ كمدخلات (مثيرات ملائمة) لكن يوجد اضطراب في الاداء الوظيفي في العمليات المرتبطة بالمخرجات (الاستجابات) أي بالمثيرات الحسية (البصرية، والسمعية، واللمسية).

7-ظهور اضطراب في النطق بدرجات متفاوتة الحدة مثل الحبسة واللجلجة وابدال الحروف.

8-ظهور اضطرابات انفعالية عند الطفل بسبب شعوره بالاحباط الناتج عن عجزه عن نطق الكلمات وقراءتها.

تشخيص وتقييم صعوبات القراءة (Dyslexia)

        إن تشخيص الصعوبات التي تواجه الأطفال في القراءة، تمثل احد المداخل المهمة لمراجعة النظم التربوية وتقويم فعاليتها، واحد الركائز المهمة لتحسينها، وفي ضوء ذلك تصبح الحاجة ملحة الى تحديد هذه الصعوبات من وجهة نظر المعلمين، لأنهم اكثر قدرة على تحديدها من الأطفال انفسهم.

ويراعى عند تشخيص هذه الصعوبات ان يكون مستوى اداء الطفل في مهارة قرائية او اكثر، دون متوسط اقرانه ممن هم في مثل عمره الزمني والعقلي وصفه الدراسي، وان اخفاقه في المهام القرائية او ادائه المنخفض يحدث رغم تمتعه بمقدرات حاسية بصرية وسمعية عادية، ومستوى ذكاء عادي، وكذلك رغم كفاية فرص وخبرات اجتماعية وثقافية وتعليمية معتادة او كافية للنمو في بيئته المنزلية ومدرسته.

ومن الاساسيات في الاختبارات المستخدمة في تقييم الذين يعانون من الديسلكسيا ما يلي:

  1-التعرف على الحروف (تسمية الحروف الابجدية).

2-معرفة اصوات الحروف.

3-الذاكرة اللفظية (إعادة سرد قصة ذكرت فوراً).

4-التسمية السريعة لمجموعة من الاشكال / الادوات / الالوان / المألوفة.

 

اما اهم العوامل التي يجب ان تؤخذ بالاعتبار في تقدير القدرات الكامنة للقراءة فهي كما يلي:

1-العمر الزمني.

2-فهم القراءة المسموعة.

3-التحصيل في العمليات الحسابية.

4-النضج العقلي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد