وماذا بعد؟

mainThumb

25-04-2012 12:14 PM

وماذا بعد؟ ...  التلفـزيون عن يمينك .. والراديو عن شمالك .. والصحيفة أمامك والانترنت خلفك وحولك وفوقك وتحتك .. والقصة نفسها ..النواب النوائب .... ووجوهنا تحدق والحيرة تطل منها  وبدا على قسماتنا  جميع عبارات الاستغراب والاستعجاب والذهول  المشوب بحيرة وقلق واعراض الجلطات بدت حاضرة حتى صرت بحاجة لحبات تحت اللسان لتكمل جلسة ... وننظر الى الوطن الذي بات يتيما يتقاوى الكل عليه ويبطش  باسمه ويسرق برسمه وياخذ الامتيازات بدعواه..... وتطالعك وجوه لتصفعك بجاحة وتيها  وقد رسم عليها لوحات ومسرحيات  باسم الوطن  ..... وقامات مطلة من خلف المنابر تناظرك قائلة افعل ما بدا لك..... وتوغل  مخارزهم فتكا في أكف الوطن ......
 
الكلمات ساذجة .. والأصوات طارئة .. والوجوه مزيفة ..  ، من أين يأتون بكل هذا الكذب؟...  صرنا نكره رغيف الخبز  وكأس الماء وعتمة الليل  وورق الكتابة، لأنها تشعـرك بالضآلة وبأنك ترى وتسمع وتتفرج  ولاتملك الا الصمت  .. لكنك لا تسـتـطيع فكاكاً.. تمارس تعذيب الذات مرات ومرات.. وتجلد النفس مرات ومرات.. وتشتهي الدمع فلا تلقاه .. و تدعي رجولة مشوهة حمقاء بأن الرجل لا يبكي .. ولا تمتلئ العينان بالدموع .. ولا تفر الدمعة من العين قبل أن تسيل.. ويبكي القلب لكنك لا تنتحب ولا تنوح...وانما تتحسر على خيبة وطن بمثل أولئك من أبنائه العاقين .. فماذا بعد؟
 
تعذب النفس بمشاهدة وجوه ترهقها قترة هي  نفسها ذاتها منذ سنين، وسماع السمفونيات نفسها تحمله الكلمات ذاتها، حتى لتستحي الكلمات مما تحمل .. وتعرف الأجوبة قبل طرح الأسئلة، ومع ذلك تستمر في تعذيب روحك .. من فساد لم يكافح وقوانين على الله...وأصلاح متعثر كأول مشية للطفل...
 
لماذا صار كل شيء معكم بلا نكهة ؟ صرت تفتح الفاه متعجباً حتى يتشقق شدقاك .. من شعوب تحاكم حكوماتها وتسائلها بأسم الشعب ...وعندنا.... طامتنا الكبرى هي انتم يا من  فسدتم وبعتم واشتريتم وبرأتم ونمتم.....وستزرعون خلفكم من هم أعتى منكم على مايبدو وأشد بأسا فتكا....
كيف  برعتم بكل هذه النكسات الوطنية ...متى سترحلون واذا رحلتم من ستحضرون ؟...لن نتفاءل كثيرا...ولكنا مللناكم وقلنا كثيرا وقليلا وقد لا يهمكم ذلك كثيرا.... ولكن لا بد لنا من أن نزرع 111شجرة من الزيتون بعدكم أو أكثر  ....و شجرة بدل كل براءة ...وشجرة مكان كل كذبة ......وشجرة مكان كل امتياز أغتصبتموه ....وشجرة مكان كل صفقة أبرمتموها على ظهر الوطن .....ومكان كل صك غفران أعطيتموه..... .. عشرات الأشجار .. مئات الأشجار .. آلاف الأشجار ، و لكل أحلام وئدت أشجار، و لكل كرامة أهدرت أشجار  .. كم سأعد من أشجار الزيتون ؟ نريد وطنا أجمل ...أريد أن أرى خرج زيتون بلادي  يحمل تباشير خير بولادة مجلس غيركم ، أريد أن نرى بيادر القمح تذرّى لتطرح خيرها وليذهب (الزوان) بعيدا عن البيدر .. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد