(توجيهي) مستقبل فارغ

mainThumb

06-07-2013 02:55 PM

تنوعت الأقلام والأحبار والافكار بين مؤيدين ومعارضين.. اصبحت قضايا المجتمع الشغل الشاغل لالسنتنا، ياترى ماذا سيحل بنا في واقع رفض التهم وأجازها، حرمها وكافئ بها.. قضيتي اليوم من اهم قضايا المجتمع المحلي الثانوية العامة (التوجيهي) أو كما أصطلح بتسميته بين وسط الشباب (التوجيعي).. هل الموقف مؤلم لحد أطلقنا عليه مسميات عرفية ليس لها أصول؟

الأردن وفلسطين الدولتين الوحيدتين التان أطلقتا على إمتحان الثانوية العامة لقب (توجيهي) اللقب الذي أفتقد التفسير اراه أشبه بالسريالية (تتضمن إدخال رسومات غير تقليدية للعمل الفني) ولكم حرية تفسير المسمى كما يروق لحضرتكم! ربما راق لاصحاب العقول المخملية تسمية المرحلة بهذا المسمى نظراً لتوجيه الطلبة لمنحى دراسي يحدد مستقبلهم..

أصبح إمتحان التوجيهي مصدر رعب للطلبة وكما يقول المثل (أضرب المربوط بخاف السايب) ما الفائدة من ضرب الميت .. إلا بث الرعب في نفوس الاحياء !!!هكذا أجدها أكثر فاعليه .. فـ المربوط في حكم الميت .. والسايب هو الشخص حي برتبه ميت..كلاهما مرعوب .. وينتظر الضرب !!!فأصبح الامتحان يكتسي حلة الوحوش ومضمونه يختزل الرعب..

(لم تقتصر حكاية (التوجيع) على رعب الأهالي والطلاب بل تعدى لرعب دولي، التوجيهي مرحلة إعتيادية مألوفة مثلها كمثل مراحل الدراسة لا تحتاج لرهب ورعب، ولا تحتاج لأساتذة ومعلمين مدارس خاصة ومراكز معاهد ومساعدين أدوية للذاكرة وإبر B12 .. لحدود غريبة سقنا عربات خيولنا.. وخترنا زراعة القمح على الشطآن..

بلغ عدد الطلاب الذين تقدموا لإمتحان الثانوية العامة التوجيهي 168 الف طالب لعام 2013 حسب إحصائية وزارة التربية والتعليم ومازلنا نعاني من عدم السيطرة والغش، سرقة الإمتحانات وتسريب الاسئلة لأغلب المواد فسرب الرياضيات والإنجليزي والثقافة العامة وغيرها الكثير.. لحدود العصيان لسنا منضبطين؟!.. أبعتم الضمير وعشتم أحياء بلا قلوب أو عقول؟.. لتنجح فئة معينة نقضي على فئات!..

أصبحت سياسات التعليم تبنى على الفساد، وصل الفساد لأحشائنا كما يسيطر مرض الاسكارس(هو مرض يصيب الأحشاء والمعدة بالتهاب يتعذر شفائه وينتشر لباقي أجزاء الجسم) أصبحنا نتاجر بالعلم كـ بضاعات سوق، لو خيرنا بين بيع المناهج والأسئلة وسوق عكاظ ما خترناه.. ربما إقتصر تفكير طبقة معية على التجارة التشكيلية وكأننا نكون تمثال ونعرضه للعامة، أظن أن تحديد مصير الطالب يفوق التجارة..

أصبح القبول الجامعي مبني على سرعة (الواتس اب) فمعلمين التربية سربوا الأسئلة بواسطة التكنولوجيا، أو ربما أصبحنا نقبل بالجامعة بواسطة أجهزة تزرع بالاذن عند الطبيب ساعة وضع الجهاز بالإذن تثمن بمئة أو مئاتي دينار، أو ربما إتخذ إمتحان الثانوية كـ مطلب لتغير سياسة وزارة بأكملها.. أصبحت مشاعر الطلبة كـ فئران التجارب وأصبح عقل الطالب لا يتحمل الصمود أمام المجازر الحية التي نرقبها صباح كل إمتحان..

(التوجيهي) مصير ومستقبل ليس لعبة قدر كما يظن البعض.. وليس سلعت للإرتقاء وكما يقال يستغرق الأمر ثمانية عشر عام، ليتحقق النجاح في ليلة أو ضحاها نقضي عليهم  بالفشل.. ربما الضمير الحي دفن مع الحرب العالمية الثانية (حرب الجثث) ولكن بعض الجثث مازالت تحوي أرواح شبه حية.. مستقبلهم بيدهم.. بيدي.. وبيدكم..

Raboshql@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد