وجهة نظر بالتشكيلات الأكاديمية في جامعة اليرموك

mainThumb

12-09-2013 12:23 AM

بعد ترقب وطول انتظار، وتأخر فسّره البعض بالخلافات في أوساط المسؤولين في الجامعة ومجلس الأمناء، أعلنت التشكيلات الأكاديمية في جامعة اليرموك، فقد تم تعيين نائبين لرئيس الجامعة وتعيين بعض العمداء الجدد والتجديد لبعض العمداء القدامى ممن عملوا مع الرئيس سابقاً وكان مرتاحاً لأدائهم، وقد آثار تعيين نائبين فقط للرئيس الكثير من التساؤلات وردود الفعل، فالتشكيلة السابقة كانت تضم ثلاثة نواب للرئيس وكل منهم موكل له مهام وواجبات بحكم موقعه، والجامعة نمت وتوسعت وتطورت في عهد الرئيس الحالي ولا سيما بعد إنشاء كليات جديدة وعلى رأسها كلية الطب وكذلك كليات العلوم الصيدلانية والهندسة الصناعية وغيرها وذلك في إطار رؤية الرئيس وفلسفته بالتحول إلى جامعة شاملة تضم كافة التخصصات وعلى رأسها كلية الطب؛ فجامعة اليرموك بدون كلية الطب كانت جامعة منقوصة، وهذه النقلة النوعية للجامعة ينتج عنها زيادة طبيعية في أعداد الطلبة والأكاديميين والموظفين، وما يترتب على ذلك من زيادة في المهام والمسؤوليات وضغوطات العمل على الرئيس، وبالتالي تصبح الحاجة ماسة إلى زيادة عدد نواب الرئيس لمساعدته على إدارة الجامعة وتنفيذ خططه في التحديث والإصلاح، أسوة ببقية الجامعات الشاملة، فالجامعة الأردنية وهي الجامعة الأم يوجد فيها خمسة نواب للرئيس، وكذلك الحال بالنسبة لجامعة مؤتة وهي أصغر من جامعة اليرموك في كافة المعايير، وبالتالي فإن المجال يتسع لتعيين أربعة نواب لرئيس جامعة اليرموك على النحو التالي:


1-    نائب لرئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية


2-    نائب لرئيس الجامعة لشؤون الكليات العلمية


3-    نائب لرئيس الجامعة للشؤون الإدارية


4-    نائب لرئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والعلاقات الخارجية

كما يلاحظ على التشكيلة الجديدة أن كلا النائبين لرئيس الجامعة هما من خلفيات علمية مضافاً إليهم رئيس الجامعة وعميد البحث العلمي والدراسات العليا من خلفية علمية، وهذا اعتبره البعض نوع من التهميش للكليات الإنسانية في الجامعة مع ما قد يترتب على ذلك من تهميش للكليات الإنسانية في مجال البحث العلمي، وهذه الكليات في الأصل حصتها قليلة من المشاريع العلمية المدعومة.



وقد كانت الآمال والتوقعات بأن يتم تجاوز هذه المسألة في حال تعيين الأكاديمي المتميز د. فواز عبد الحق كأحد نواب الرئيس، فالرجل هو ابن الجامعة بامتياز، ولا تنقصه المؤهلات والخبرات اللازمة فسيرته الذاتية العلمية والعملية تؤهله للموقع، وهو يشكل حالة إجماع فريدة في الجامعة ويحظى باحترام الجميع، ودون أن يشغل أي موقع رسمي في الجامعة خلال الخمس سنوات الماضية، فقد لعب دور صمام أمان في الجامعة، وساهم في حل الكثير من الإشكالات في الجامعة وذلك بفضل قدراته المتميزة على إدارة الخلافات والتغلب عليها بالعقل والحكمة والمنطق.



كل هذه الاعتبارات تجعل الدكتور فواز عبد الحق جديراً بالموقع والمأخذ الوحيد على الرجل أنه لم يلجأ للواسطة للحصول على أي موقع رُشِّح له خلال السنوات الماضية إيماناً منه بأنه في الجامعات بالذات لا ينبغي أن يكون للواسطة دور في إشغال المواقع القيادية وكذلك فإننا في مرحلة الربيع العربي حيث أصبحت الدولة ترفع شعارات مكافحة الفساد وتجسيد قيم وممارسات النزاهة والعدالة والشفافية والجدارة وتكافؤ الفرص.


لا أحد يعرف حتى الآن أسباب استبعاد الدكتور فواز عبد الحق من التشكيلة ولا سيما أنه تم إبلاغه بترشيحه للموقع، واعتذر عن إشغال موقع مماثل عرض عليه في جامعة أردنية حكومية، لأنه اعتقد أن مكانه الصحيح في جامعة اليرموك، واعتقد أن الفرصة لا تزال مواتية لإنصاف هذا الرجل والإفادة من خبراته وقدراته، وإذا كان في جعبة الرئيس تصور لاستمرار مسيرة التطوير والتحديث في الجامعة والإفادة من كل أصحاب الكفاءات وأن لا يظلم أحد في عهده فإن إنصاف الدكتور فواز يجب أن يكون على رأس أجندة وأولويات الرئيس، ولمصلحة الجامعة.

وأخيراً، فإننا إذ نبارك لليرموك طاقمها الجديد وحلتها الجديدة، فإننا نأمل أن يرافق كل ذلك نهج جديد متسامح وعادل وشفاف بعيداً عن النهج السابق الذي شابه الكثير من الأخطاء والعيوب نتاج بعض القرارات والتصرفات الارتجالية وبعض الاستشارات القانونية الخاطئة والتي وضعت رئيس الجامعة في الكثير من المأزق والإشكاليات وأضرّت بمصلحة الجامعة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد