من هي رابعة العدوية ؟! وأين توفيت ؟! .. تصحيح للمفاهيم !!

mainThumb

14-03-2014 11:17 PM

لقد خلط كثير من الناس في " رابعة العدوية " وساقوا بعض الأقوال في ذمها وتارة في مدحها !! ..  وأكثر الناس يعتقد بأنها توفيت في ( القدس ـ على رأس جبل يسمى الطور ـ ) وهذه من الأخطاء الشائعة بين الناس .

 

واسم " رابعة " تشتهر به أعلام منهن :

 

1ـ رابعة بنت إسماعيل العدوية البصرية  ـ وهي : " رابعة المشهورة بالصلاح " ـ  .

2ـ رابعة بنت إسماعيل المقدسية الدمشقية .

3ـ رابعة بنت إبراهيم بن عبدالله البغدادية .

 

فخلط كثير من الناس فيهن ، دون تحقيق وغربلة ، بل لعل الأباطيل التي نُسبت لـ ( رابعة العدوية البصرية ) من الخلط في تشابه الأسماء ، وخاصة أنهم ظنوا بأنها توفيت في ( القدس ) وهذا لا يصح ، بل إنما التي توفيت في ( القدس ) هي : ( رابعة بنت إسماعيل المقدسية الدمشقية ) .

 

لاسيما إذا عرفنا أن الخلط قد كثر فيهن ، وقد أقر بهذا مؤرخ الإسلام الذهبي في ( السير ) ( 4/432) : ( أما رابعة الشامية العابدة : فأخرى مشهورة أصغر من العدوية وقد تدخل حكايات هذه في حكايات هذه الثانية ... ) .

 

فالخلط موجود بين حكايات رابعة العدوية ورابعة المقدسية الدمشقية .

 

قال موفق الدين عبدالرحمن الشارعي الشافعي ( 615هـ ) في كتابه ( مرشد الزوار إلى قبور الأبرار ) ( 11/176) : ( واسم رابعة كثير ، غير أن الأعيان منهن ثلاثة : رابعة العدوية هذه ، والثانية رابعة ابنة اسماعيل الدمشقية القدسية ، وقد شاركت الأولى في اسمها واسم أبيها ، والثالثة رابعة بنت إبراهيم بن عبدالله البغدادية ، وتسمى ( رابعة بغداد ) وقبر رابعة العدوية ـ رضي الله عنها ـ في البصرة معروف هناك مشهور ... ، ورابعة الدمشقية توفيت بالقدس ، ودفنت على رأس جبل هناك بالطور ، وإنما عرفت بالقدسية لدفنها هناك ، وأكثر العامة يظنون أنه قبر رابعة العدوية فليعلم ذلك ، ورابعة البغدادية دفنت في بغداد ... ) .

 

قلت : وهذا نص صريح في التفريق بينهن .

 

والأباطيل التي نسبت لرابعة العدوية لا تصح بل هي من وضع الحلولية وأهل الزندقة وقد ذب مؤرخ الإسلام عنها كما في ( السير ) ( 4/ 431 ) : ( وهذا غلو وجهل ولعل من نسبها إلى ذلك مُباحي حلولي ليحتج بها على كفرها .... ) .

 

وأهل الوضع كثير ، كما وضعت الصوفية الأباطيل والخرافات على " عبدالقادر بن جونكي دوست الجيلاني الفارسي " بل وأدهى من ذلك أنهم نسبوه لآل البيت كما هو ديدن الصوفية ، والجيلاني من أهل السنة والفضل ـ رحمه الله ـ   وقد بينت ذلك في كثير من مقالاتي في الأنساب والتاريخ .

 

وأما ذم أبي داود ـ صاحب السنن ـ لرابعة ـ حيث قال كما عند الآجري ( 1/461) : ( ورابعة رابعتهم في الزندقة ) ..

 

قلت : لم يحدد لنا أبي داوود من هي رابعة ؟! هل هي : ( رابعة العدوية أم رابعة الدمشقية المقدسية أم رابعة البغدادية ) وكلهن مشاهير .. ولهذا فكلامه لا يُنزل على رابعة العدوية إلا ببيان واضح وذلك لكثرة الخلط بين ( رابعة العدوية و رابعة البغدادية ورابعة الدمشقية المقدسية ) .

 

ولهذا فإن رابعة العدوية قد توفيت في البصرة ، ورابعة الدمشقية المقدسية توفيت في ( القدس ـ وهي التي يظن الناس بأنها العدوية !! ـ )  ، ورابعة البغدادية توفيت ببغداد .

 

 

وقفة : هل شعار الإخوان المسلمين يقصد به رابعة العدوية هذه أم يقصد به غيرها ؟! .

 

 

قلت : لا يقصد الإخوان المسلمين بشعارهم ( !! ) رابعة العدوية الصالحة ، حتى ولو توافق الشعار مع اسم المكان !!  إنما هو شعار خرج من مخطط هم كانوا به أداة لزنادقة إيران المجوس و الصهاينة والأمريكان ، ألا وهو : (( شعار الماسونية )) !! .

 

لاسيما إذا علمنا بأن الإخوان المسلمين لهم علاقة بالماسونية قديماً حين تأسيس حركتهم المقيتة ، كما بين ذلك ريحانة مصر ومحدثها العلامة " أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ " حيث قال في نصيحته للملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ( ص 48 )  : ( حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة ، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين .. ) ..

 

وقد أعترف ( علي عشماوي ) في كتابه ( التاريخ السري للإخوان المسلمين ) فقال : ( بدأت أراجع أعمال الإخوان والتي كانوا يعتبرونها أمجاداً لهم بعد معرفتي بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية ... ) .

 

قلت : فشعار رابعة الذي يرفعه الإخوان هو شعار الماسونية ـ سادات الإخوان ـ ولا علاقة له بتلك المرأة الصالحة رابعة العدوية ، فعلاقة الإخوان مع الماسونية علاقة متينة لاسيما أن خراب البلاد الإسلامية خرج من قاداتهم وما ( الخريف العربي !! ) عنا ببعيد ! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد