نقابة المعلمين موقف ننتظره لإسقاط الحكومة .. ! !

mainThumb

28-03-2014 08:09 PM

حين يحاورني البعض عن الدولة والمؤسسة ؛ أكتفي بالصمت ، وحين يتقمص الشخوص ثوب الملائكة ؛ أبتسم بدون تفسير ، وأحاول أن أبعث في النفس الأمل ، فقد يكون الانسان العربي يوماً ميّالاً للبحث عن ذاته بعد استغفال طال مسافة احتلال ، وبعد انفصام غيبه عن ذاته انفصال حقيقي في المعرفة ، والبحث والاجتهاد - فأمهات الكتب لا تغنينا ، ولا تعبث بتفكيرنا في البحث عن الحقيقة ؛ لأن الشاهد الحقيقي عن الفاعل هو الفعل ؟!


نقابة المعلمين هي نسيج من المتناقضات ، فثوب الملائكة يلبسه’ المقولبون ؛ ظناً منهم الفوز في الجنة ، وثوب االطهارة يلبسه’ الطبّالون ؛ ظناً منهم الفوز بالسلام على المقولبين ، وصعودا ونزولاً حتى تكتمل في دواخلهم بقايا انسان - فلا في وطني يبقى انسان يعي محيطه وحدوده في أنه انسان لا يختلف عن الآخر إلا بالخلق والدين القيّم ، فالكذب كفر حين نمارسه للوصول إلى مآرب ، وفنون ’تقصينا أكثر مما نحن’ عليه من اقصاء ، ولا أحسب أن المعلّم هو ذلك الذي تلاعبت به ايادي العابثين ، وفي المقابل نحن لسنا مع التيار الذي يقصي المواطن عن حريته متى أرادت مصلحة النظام بذلك - فهل يجد المعلم طريقه التي أظلها منذ زمن ؛ ليعود الى طريق أشد منها تعباً تلك التي كانت محفوفة بكل المخاطر ( البحث عن نقابة ) ؟!
 

لست’ بحاجة لدليل ان النقابة اغتالها قطبان متناقضان متحابان في المصلحة وليس الله - طرف يلعب بورقة المحاصصة ، وتقاسم المكاسب ، وآخر يتاجر بتحالف تناقضي عجيب غبي نفعي انفصالي انفصامي محدود المعرفة يسمى يساري غير موجود بصفحات اليسار الحقيقي فلا هو اسلامي ’يعرف ، ولا هو قومي ’يعرف ، ولا هو موجود حتى بصفحات الحزبية - فقط هو مجرد موصوف بأنه يساري يتبع لحزب كذا أو كذا - فلا الطموحات تتعدى بمنظومتي الطرفين العدميين سوى مصلحة مادية ، أو عبثية ميكانزمية تدفع باتجاه التشرذم والتكسّب على حساب وحدة الجسم التربوي والعربي - فالاسلامي مدفوع بسطوة المال لاتساع رقعة الولاء له على حساب النظام والشعب والقيَم ، والآخر متكسّب بحدود المصلحة الشخصية ، والتي لا تتعدى بأفضل الحالات بدلة رسمية أو ركوب سيارة أو تعبئة الجيب من المال لشراء ما حرمته الظروف لربما ؟! لطيلة سنوات في عينين مفرغتين من القناعة والرضاء بما ’كتِب له ....

تاجروا باسم الكتلة - فسموها مرة المعلم ، وأخرى الوطنية ، فكان من الاولى لو صدقوا ما سموا نفسهم به ان يسموا الكتلة باسم حزبهم ؛ حتى لا ’تمرر الكذبة على الكثير من الاخوة المعلمين ؛ فكانت النقابة بين فكي البراغماتية والعبثية - فالصواب أنهم نفعيون عبثيون في الداخل والدواخل ، وزهور وديعة في الشكل بلا رائحة ...

لم تقلوا اثماً وفساداً عن منظومة الحكومة الفاسدة وعرابيها - فكلاكما تتاجرون بفن الكلمة ، والتقولب  على المكون المجتمعي ككل - بفاتورة ليست موجودة ، وواقع لا حضور له ؛ لأننا نراهن على انسان وليس معلم فقط - لكن في كل تجاربنا الصارخة عمقاً في الماضي تدلنا على العدمية في وجود مواطن صالح يخرج عن نطاق الصمت ، ويقوده الضمير والعقل والخلق للعمل بروح الدين والخلق والنقاء .. فمن العيب ان نقول هناك وطن محتل ينتظر
 

لن نحاسبكم يا مجلس النقابة السابق على تناقضاتكم في التقارير المقدمة بمصروفات تتعدى النصف مليون دينار ، لانكم بحدود الفساد لم تكونوا موجودين ضمن المنطق المتعارف عليه كفساد رئيس حكومة ونوامه وأعيان - فالحقيقة أنتم على قدر عال من النزاهة اذا ما قورنتم بفساد ومصروفات الرئيس الهلامي وأشكاله - فمن سرقات عينية مثل النفط والغاز والدخان والضرائب وجيوب المواطنين ومقدرات الضمان الاجتماعي يتعدى في الشهر الخمسة مليارات - فضريبة ما سرق رئيس بأمر رسمي من الدخان لوحده يدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين شهرياً ، وسرقة توقيت في عقارب الزمن ، ومن سرقة كلام ترفي يكذب به على الشعب الى سرقة نواب واعيان ووزراء هم في الحقيقة على شاكلته ما داموا موجودين على كرسي القرار الفوضوي الرسمي - فالاردن يتكون فقط من فوضى تراكمية معقدة ،  ومحصورة بشلة من الرعيان الطبالين ، والانفصاميين والانفصاليين .... لا شرعية تحكمهم سوى شرعية المرض النفسي الذي لا يحاسبهم عليه أدب كان .....
 
وفي نهاية المقال مجلس النقابة الذي حضر بمقولبات قادر أن ينفي كل شبهات في حال أسقط الحكومة الحالية بكل اشكالياتها ، واخفاقها ، واسقاط قراراتها بمرسوم سريع - من توقيت صيفي غير منطقي  - واسعار نفط خيالية غير موجودة في سجل الاقتصاد يتضرر منها الجميع - ووضع اليد على ممارسات الوزارة وأموال المعلمين في الضمان بأثر رجعي ، والبرامج ومياومات الموظفين في الوزارة ، والمنهاج ، وقانون الخدمة المدنية الفاشل  ، وقسم النشاطات الفاسد وسياراتهم الفارهة ؟! ، ووضع برامج هيكلية وظيفية تعالج مستوى التضخم الذي حصل على دخل المعلم والجندي وكل فئات المجتمع - فقد أخذ عبدالله النسور على نفسه عهدا  لسيده حتى ’يبقيه على كرسي الوزارة ، وبدون تصريح ملحوظ ومشاهد على ارض الواقع ان يسحب من المعلم ما حصل على دخله من زياده ، والجندي الذي يحميه والمتقاعد وكل فئات المجتمع بالكذب اعلاميا مبررا زيادة اسعار غير موجودة ، وانقياد عبيد لصندوق النقد الدولي حتى اصبح المواطن الاردني مريضاً لا ’يمكن شفاءه من تبعية الاوثان - فكل قرار رسمي في الاردن هو اقرار بأن المواطن الاردني والمعلم تحديداً مجرد عبد متلقي غير موجود ، والدليل ان الحكومة مارست كل القذارات ضد المواطن دون أن يحرك ساكن - وهناك وعد من كل معلم على أرض الاردن انكم اذا عريتم الحكومة واسقطتم قراراتها الجائرة ، ووضعتم ايديكم على مال المعلم وحقوقه بحيث ينعكس بسرعة على حياته الكلية المعيشية والعملية في الميدان ؛ ستبقون الممثلين لنا بكل الدورات القادمة .......

وبعمق الحديث المكرر عن ازماتنا المتشكلة بقرار رسمي ؛ فانني وبالرغم من وضع بعض اشارات الاستفهام على الطريقة الانتخابية التي حصلت في نقابة المعلمين ، وبكل حيثياتها - فانني أضعكم وكل معلم في الاردن امام انجاز اما ان يتحقق ، واما ان نمارس الاضراب المفتوح بدون تحديد عن العمل - فلا فائدة من تعليم يستمر بعبودية ؛ فمصلحة الطالب تكمن بمعالجة ترهلات القرار الرسمي ، والانفصال عنهم اذا بقوا - فنقطة الحسم اسقاط القرارات الجائرة بحق المعلم والمواطن واسقاط مقرريها من دون تفاوض ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد