سياسة التعليم الاردنية فوضى ممنهجة !

mainThumb

10-08-2014 11:05 PM

وضعت الدولة ’جلَّ اهتمامها على ادارة الصراع المنظّم بين أطراف المجتمع - صراع الفكرة ان وجدت ، وصراع البحث عن لقمة العيش ، وعن الوطن ، وكل أطراف الحياة الطبيعية حتى وصلت ما بعد التعليم ؟ أي أن التعليم هو البدايات والنهايات لرسم كل ممارسات يمكن لها أن تأخذ اطارها القانوني في استعباد وطرح المفاهيم جانباً أمام  بقاء السلطة وقمعها المتجدد وعلى كل الطرق المتاحة ، ودون أن توجِد أية حلول وذلك من أجل إقصاء الفضيلة والفكر والانسان  ، والإبقاء على سوط الجلاد بيد من حديد ، وكان من اهم الاسلحة وآخرها بذلك أن أنيط  بالمؤسسة الامنية هذا العمل المؤسسي بعرفهم ( أي السلطة )  ؟! وليس بعرف المنطق والدين والايدولوجيات المنبعثة من الدول المصدِّرة للارهاب ، والناطقة بامتياز لدول المؤسسات والقوانين - فهل ’تدار المؤسسات المدنية ورسم سياساتها من قبل المؤسسة الامنية ، أم يناط بالمؤسسة نفسها وكادرها العمل والنجاح وارساء قواعد النهوض الحقيقية داخل عمل الدوائر المدنية وهي ما نسميها اليوم الدوائر الحكومية بمختلف مسمياتها ؟!


كل ما يدور في الذهن هو مثار خلاف بين الحاكم والمحكوم  وما بينهما من ممارسات مختلفة ، وفي خضم التسارع الممنهج للأحداث على الساحة العالمية والعربية نقف من شدة ضعفنا مكتوفي الأيدي وتجمّد في العقول ، لربما السبب هو الحضور الشديد للخوف من الموت الضارب عمقاً في الوان مختلفة تولد من رَحمِه ، ولم ينفذ الموت كحالة طبيعية  إلى داخل المواطن العربي بالتحديد في الوان متعددة  ؛ لأنه لم يعاصر حركات التحرر العالمية والتي نالت قسطاً وافراً من وجوده وحياته حتى استطاع بدمائه وايمانه بالفكرة أن يتعدّى السياسات التي تتصارع ’عنوة من أجل رسم مشهد القهر والعبودية على مواطن الضعف داخل الانسان نفسه ، فالسلاح هو المبرر الوحيد لممارسة الفساد على الافكار والحضارة ، والوطن الذي ’يبنى على البطولات ليس وطناً ، وذلك البعيد الذي تبنيه العقول والافكار هو الوطن الذي نتوق اليه - فالحضارة و’جلّها تكمن في العقل وممارسة العصف الذهني الذي ينتج اسمى حالات البشرية تعايشاً ميكانزميّاً  ، واستغلالاً للطبيعة لخدمة الافكار  واستمرارا للحياة ، والتي حبانا إياها العزيز الواحد الأحد جلت قدرته ، فهل نحن مؤمنون بأن ما ننشده يحتاج الينا لنراه شاهداً علينا حتى يكتسب البقاء والحياة ؟! فالتحرر يحتاج للتضحية حتى نبني مساحات الارض على الفِكر والنهضة ، وهذا هو الاسلام الحقيقي ..
 

ما أبشع ما ننتقل اليه الآن من مفارقات تكاد تكون العبثية ، فكيف نتحدّث عن حضارة ’تبنى بممارسة الفكر وصناعة انسان مؤمناً بخلقه ، ونتحدث عن وطن نعيش’ فيه لا يحمل بداخله إلا ترفاً من السلوكات القهرية في اللصوصية والعبث مستعيناً بالسلاح الذي يحمله جندي ’مقصى عن عقله وتفكيره وحقوقه ليتعدّى ذلك - حماية الجلاد والزاني والمارق  الذي يحكمه ، فهو بالطبع شريك رئيس بالفعل ؛ لأنه يتمتع بساعد يحمل السلاح ليلقي من فوهة البندقية طلقته التي تؤذي ’كل معاني الأخلاق والدين والفِكر ...
 
كل ما يمارس في الاردن من سياسات عامّة هو خطأ مقصود ، والهدف منه الفوضى الممنهجة لإعادة شكل من نماذج العقلية المشتتة المراهقة والتي لا يكون مدارها الإيمان بالعبودية والانغلاق الفكري  أكثر من إيمانها بالله خالق كل شيء  ، وما يؤلمني أن هذه العقلية موجودة بكثرة بين فئات المجتمع الفسيفسائي في التركيب والتفكير والمعتقد - فلا تجد واحدا يجتمع مع الآخر على فكرة ناضجة متحررة من حب الذات ، ورفض الآخر ، وهذا ما يحضرنا دائما للحديث عن إشكالية العقل العربي التي دائما ما تتوسم الصراخ من بعيد عن الفعل الواقع المدرَك ، وهذا ما يحدث بالتحديد منّا مع الاشقاء المتعبين في غزة الصمود والعز والانسان ....
 
نقابة المعلمين الحالية والسابقة خارج حدود العقل والفِكر ، فهي عبارة عن ’منتَج هلامي من هلاميين يخرجون من تحت غطاء تحالف عميق من الكره واستباق الزمن لرفض كل مأمول للأفكار ، فلا تجدهم من صانعي المواقف التي تقوم على الموضوعية ، ولا حتى السلوكات ، ولا اعتقد أن الطموحات تتعدى كسب المواقف ليس أكثر من أجل إعادة صياغة التحالفات غير المسؤولة ليبقى التعليم كما رسمته الحكومات على مر الزمن مجرد عبث من الجهل والقذارة والاعتكاف داخل أماكن لعبادة الاصنام ، وليبقى المواطن الاردني والعربي مجرد حلقة من صراع مع أخيه الآخر جرّاء سياسة من حكومة اقصى واقسى ما تتبعه وعندها ، هو انتاج الأكاذيب القابعة داخل سفارات العدو بقالب من القوانين ، لتمرّر في مسار الحاضنة الرئيسة لهذا الفعل وهو المعلم والطالب والاهل ؛ ليبقى الصراع دائماً بين متهم وبريء ، أما الحكومات والنقابة ومؤسسات البيروقراط فهي مشرّعة بعيدة عن الخطأ ، والسبب أن لا يوجد عقل يفسِّر هذا الاحتلال الذي يشبه مزاعم المحتل في فلسطين الأمل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد