فقراء صاروا رؤساء دول

mainThumb

21-04-2015 10:33 PM

المجال مفتوح في عالم الديموقراطية، لوصول الأشخاص الى أعلى المراتب لان الكفاءة والحزبية هي الاساس بعيدا عن التوريث المزاجية   والشللية التي يعانيها العالم العربي.


 أصحاب المناصب في دول العالم الديموقراطي، يجسدون إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع والانتخابات النزيهة، حيث لا يصل الا الكرام الموثوقين شعبيا فان خذلوا الشعب أطاح بهم في الانتخابات التي تليها، كما ان انتخابهم يكون على أساس الكفاءة الشخصية والوطنية والسياسية وثقة الناس والبرنامج الانتخابي، ويكون المنتخب (بفتح الخاء) حريصا لضمان استمراره والا فقد موقعه ومستقبله السياسي برمته.

كما ان غالبية الدول الديموقراطية لا تسمح للشخص ان يتبوأ مركز الرئاسة لأكثر من فترتين رئاسيتين وليس زواجا لا انفكاك منه وعبودية لا تحرر منها.

    في العصر الحاضر وصل رؤساء الى المناصب بالكفاءة رغم انه كانوا ايتاما او فقراء لا يجدون لقمة العيش الا بالكاد. وقد ذكرنا كيف ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يبيع البطيخ في طفولته، ووصل الى سدة الرئاسة وصار من اقوى ان لم يكن اقوى رئيس في العالم. وقاد تركيا نحو الازدهار، وبالتالي لا داعي للحديث عنه حيث تحدثنا ذلك في مقال سابق.

وقد رأيت اختيار عدد محدود من ضمن عشرات الرؤساء الذين وصلوا سدة الحكم من خلفية فقيرة.

رئيس وزراء الهند الحالي نيريندرا مودي،

رئيس وزراء الهند الخامس عشر،

وهو اول رئيس يستلم الرئاسة بعد الإطاحة بحزب "المؤتمر الوطني"، الذي حكم الهند لـ 67 عاماً. ولد في 17 سبتمبر/ أيلول عام 1950 وينحدر من عائلة فقيرة مكونة من خمسة أطفال كان هو ثالثهم , وعملت عائلته في مجال البقالة, وكان يساعد والده في بيع الشاي في موقف للباصات، وافتتح كشكاً لبيع الشاي في محطة فإدناغ الهندية  للقطارات.

في السبعينيات برز مودي كداعم لحركة "Rashtriya Swayamsevak Sangh"، أو (RSS) وهي حركة اجتماعية يمينية هندوسية. ثم انتقل مودي عام 1988 إلى حزب "Bharatiya Janata Party"، أو (BJP) وهو حزب الشعب، الذي انتخب أميناً عاماً له عام 1998 في ولاية وجارات.حيث انتخب رئيسا لها عام 2001

وبعدها بعام وقعت أحداث شغب بين الهندوس والمسلمين في الولاية، راح ضحيتها أكثر من ألف شخص أغلبهم من المسلمين، ووجهت الانتقادات الى مودي لعدم القيام بما يكفي لوقف تلك الأحداث، لكن محكمة عدل عليا برأته من تلك التهم بعد ان عبر مودي عن حزنه تجاه تلك الأحداث، لكنه تعرض للانتقاد الشديد لعدم اعتذاره عما حصل. وقامت الولايات المتحدة بمنع مودي من الحصول على تأشيرة للدخول إليها عام 2005 بسبب الدعاوي المقامة عليه بضلوعه في أحداث العنف عام 2001.

وفي انتخابات الهند عام 2014 فاز مودي وحزبه بأكبر نسبة تصويت لمرشح في العالم، ليطيح بحزب المؤتمر الوطني الذي حكم الهند منذ عام 1947.

ورحبت الولايات المتحدة بفوز مودي، مشيرة إلى أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعمل على التواصل معه عند تسلمه لمسؤولياته وتشكيله الحكومة للعمل مع برلمانه على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين"، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 16 مايو/ أيار 2014.

الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (ولد في 27 من أكتوبر 1945م، رئيس البرازيل الخامس والثلاثون. انتخب رئيسًا في عام 2002م، ثم أعيد انتخابه سنة 2006م بعد أن فاز بـ 60% من الأصوات

وبعد انتهاء فترته الرئاسية، كان يتمتع بشعبية لا نظير لها في تاريخ البرازيل وطالبه الشعب بتعديل الدستور ليترشح للمرة الثالثة فرفض ذلك تماما، ورد على هذه المطالبات في تصريح لمجلة برازيلية قائلًا:

«ناضلت قبل عشرين سنة، ودخلت السجن لمنع الرؤساء من أن يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية. كيف أسمح لنفسي أن أفعل ذلك الآن.

لولا دا سيلفا نشأ في أسرة فقيرة، أصلها من الشمال الشرقي للبرازيل. وكانت طفولته قاسية، حيث علمته والدته كيف يمشي مرفوع الرأس. وكان من اسرة تتكون من 7 أولاد وبنات، سافر أبوه مع ابنة عمه بعد أسبوعين فقط من مولد دا سيلفا إلى ساو باولو، للبحث عن عمل ثم انقطعت أخباره، فظنت والدة لويس أن زوجها وجد وظيفة وبالتالي لحقت به هي الأخرى إلى ساو باولو ومعها أطفالها. ولكن سرعان ما اكتشفت أن زوجها تزوج من ابنة عمه بعد أن عاشوا قصة حب سرية. ولذلك اضطرت أن تسكن واطفالها السبعة في غرفة واحدة في منطقة فقيرة في هذه المدينة. ولقد لعبت "أريستيدس " والدة دا سيلفا دورا كبيرا في حياته وتكوين شخصيته، واعترف دا سيلفا بذلك قائلاً:

"لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف احترم نفسي حتى يحترمني الآخرون".

توقف لولا دا سيلفا عن التحصيل الدراسي في سن العاشرة من عمره بسبب الفقر الشديد والظروف الصعبة التي كانت تمر بها العائلة. ولكن تلك الظروف القاسية ساهمت في بناء شخصيته، حيث وجه اهتمامًا كبيرًا للفقراء عندما تولى حكم البرازيل.

 تسلم الرئاسة للمرة الأولى في 1 من يناير 2003م وحتى 1 من يناير 2011م. واختير كشخصية العالم في 2009م من قبل صحيفة لوموند الفرنسية، وصنف بعد ذلك في السنة التالية حسب مجلة "تايم" الأمريكية كالزعيم الأكثر تأثيرا في العالم.  كما لقب بأشهر رجل في البرازيل من الجيل الحديث، بل ولقب بأشهر رجل في العالم.  قدم دا سيلفا العديد من برامج الأصلاح الاجتماعي لحل مشكلة الفقر، من خلال وقف عمليات تصنيع الأسلحة، ووصف بأنه "رجل صاحب طموحات وأفكار جريئة من أجل تحقيق توازن القوى بين الأمم".

خوزيه موخيكا رئيس الاوروغواي

خوسيه ألبرتو "بيبي" موخيكا كوردانو (.   ولد بتاريخ 20 مايو 1935، كان مقاتلاً سابقاً في منظمة توباماروس الثورية اليسارية. عمل وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية من سنة 2005 حتى 2008 ثم عضوا في مجلس الشيوخ، ثم فاز بالانتخابات الرئاسية لسنة 2009 وتولى الرئاسة ابتداء من 1 مارس 2010. وتم وصفه "أفقر رئيس في العالم" بسبب أسلوب حياته التقشفي وتبرعه بقرابة تسعين في المئة من راتبه الشهري الذي يساوي 12.500 دولار أمريكي للجمعيات الخيرية والشركات الناشئة. 

يلقب ب Pepe في الاوروغواي البالغ سكانها 3 ملايين و400 ألف ومساحتها 176 ألف كيلومتر مربع، ويعرف أنه متقشف يحتفظ لنفسه بنسبة 10 % فقط من راتبه الشهري، ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية، مفضلا أن يبقى بلا حساب في البنك، وبلا ديون، ويقول: " أريد راحة البال والاستمتاع بوقتي في المزرعة مع زوجتي الآن وبعد انتهاء ولايتي".

ويقول: ان ما يعادل 1250 دولارا يكفيه للعيش بالمزرعة الريفية التي نقل ملكيتها الى زوجته لوسيا توبولانسكي، وهي عضو في مجلس الشيوخ والتي بدورها تتبرع بجزء من راتبها، وتزوجها قبل توليه الرئاسة في 2010 بفترة قصيرة، مع أنهما كانا يعيشان معا منذ 27 عاما قبل زواجهما من دون أن يرزقان بولد.

عزت الدوري من بائع ثلج إلى نائب الرئيس

برز عزة الدوري من خلال التنظيم السري لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي قام بثورة 17 تموز 1968 في العراق، ليتبوأ بعده مراكز قيادية كعضوية مجلس قيادة الثورة، ووزير الزراعة، ورئيس المجلس الزراعي الأعلى، وفي صيف   1968 شوهد الدوري يقف أمام مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان بالأعظمية، يبيع الثلج في صيف بغداد اللاهب حتى صبيحة الثورة، حيث ظهر على شاشة التلفزيون أمام أعين العراقيين عضواً في مجلس قيادة الثورة، والقيادة القطرية.

 في ثورة 1968، كان يقود الدبابة الثانية التي دخلت القصر الجمهوري، وكان لعزة الدوري نزعة صوفية شديدة "الطريقة الحسينية القادرية" لم تفارقه حياته كلها، وكان يهتم كثيرًا بمشايخ الصوفية، ما أثّر على سلوكه في كثيرٍ من الأحيان، إلا أنه كان معروفًا باحترامه وإخلاصه الشديد لصدام حسين، وكان له علاقات وطيدة برجال الدين الإسلامي في العراق.

وفي السنوات الأخيرة قبل احتلال بغداد، كان مشرفًا من قبل صدام حسين على "الحملة الإيمانية"، وكانت بطبيعة الحال صوفية، ولم يكن للدوري أية عداوة شخصية تذكر، كان معروفا بزهده وتدينه.

ويعتبر عزة إبراهيم الدوري (المولود عام 1942، الرجل الثاني في عهد صدام حسين وشغل العديد من المناصب أهمها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة.

وبعد الغزو الأميركي للعراق العام 2003 اختفى الدوري وأعلن حزب البعث الحزب الحاكم سابقا في العراق، أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفا لصدام حسين بعد إعدامه العام 2006.


قامت القوات الأميركية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأميركية، كما قام بتأسيس أكبر فصيل مقاوم في العراق تحت مسمى "القيادة العليا للجهاد والتحرير"، وانتُخب قائدًا أعلى لهذه الحركة، كما نُسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأميركان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد