هل نحن من أوجدناهم بحياتنا ؟ - د. ناريمان عطية

mainThumb

28-04-2015 10:50 AM

 أباؤنا,إخواننا, أقاربنا, جيراننا, رؤساؤنا, أساتذتنا, زملاؤنا, طلبتنا ومن لنا حاجة عندهم...

هل نحن من أوجدناهم بحياتنا؟؟؟...وكانوا من إختيارنا!!! أم القدر, هو من وضعهم بطريقنا, وفرض علينا التعامل معهم, وأن نتقبلهم كما هم... القدر هو من عند الله، قال تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} القمر. وقوله: { وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } الأحزاب.

  هكذا هي الحياة نجد أنفسنا نعيش مع أشخاص قدر علينا العيش معهم دون اختيارنا، فهم معنا في حياتنا ومجتمعنا, والله من اختارهم, وقدر وجودهم بخيرهم وشرهم، وهناك أشخاص عشنا معهم باختيارنا منهم من نحبهم, ومنهم من نتحمل ظلمهم.
  ولان الأنسان خلق مخير ومسير وهناك أشياء مقدرة تحدث في حياتنا سواء كانت سلبية أم ايجابية، ولكن نحن مخيرون في كيفية التعامل معها, لذا فإن تعاملنا مع الكثير من الشخصيات المختلفة والمتباينة والتي تختلف طبقاتهم وامزجتهم، ومدى ارتباطهم بقرابة وجوار ومصالح، وليسوا كما نتمنى... عاقلين، اسوياء، متعاونين، سهلين، طيبين, وجب علينا التركيز على أدب المعاملات الانسانيه باحترامهم وتحمل اخطائهم وتقبلهم والتكّيف معهم، وان نصلح ماهو سيء بحسن التعامل والإرشاد, ونرتبط بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : وخالق الناس بخلق حسن ، والذي نجد من خلاله الراحة والسعادة ومفتاح الطمأنينة والسكينة وننزع المشكلات، ونجعل كل من يتعامل معنا بمختلف امزجتهم ينظرون إلينا نظرة احترام ويعاملوننا بأخلاقنا، هنا يمتص الخلق الحسن والابتسامة شر ما فيهم, ويعمل على إكتساب محبة الناس, وتنمية العلاقات، ويعم التعاون والحب بين الجميع  وينبذ الكره والتباغض والحسد...فقال تعالى: { لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } . فصلت. وكما خاطب الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لا نْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} . ال عمران . والحديث:  لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه . رَواهُ البُخاري ومُسلم.

فنحن لا بد أن نكون إما...أباء وأبناء وإخوان وجيران ومعلمين وطلبة وموظفين, وتعاملنا مع غيرنا هو أساس موقعنا في المجتمع فكلما ارتقت درجة تعاملنا ارتقت مكانتنا الاجتماعيه, وزاد احترامنا, وأصلحنا مجتمعنا, وفزنا بالدنيا والاخرة وكانت الجنة مصيرنا كما قال رسول صلى الله عليه وسلم : حسن الخلق يدخل الجنه ...

اللهم زينا بالحلم, وأغننا بالعلم, وأكرمنا بالتقوى, وجملنا بالعافية, واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وإصرف عنا سيئها لا يصرفُ عنا سيئها إلا أنت. واهدنا لنورك يا من تهدي لنورك من تشاء يا نور السموات والأرض... آمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد