(بين المجالي وحماد هموم وطن) - فايز الدحدل العظامات

mainThumb

21-05-2015 04:16 PM

تفاجأ  الأردنيون مساء يوم الأحد باستقالة وزير الداخلية الجنرال حسين باشا هزاع المجالي من منصبه كوزير للداخلية, إذ أن لمجالي ومن خلال هذا المنصب فانه هو المسؤول المعني عن الفريق السياسي المعني في إدارة شؤون الحكومة والبلاد, كما أن المجالي يكون ابن الشهيد الراحل هزاع المجالي الذي قضي في تفجير لرئاسة الوزراء عندما كان يستقبل المواطنين لحل مشاكلهم وهمومهم, كما أن قرار الاستقالة من معالي حسي باشا المجالي لم يكن من فراغ بل لتقصير أو فشل في إدارة المنظومة الأمنية من قبل الثلاثي المجالي والطوالبة والسويلمين, الأمر الذي أدى إلى قبول استقالة المجالي وإقالة الطوالبة والسويلمين, وهذا ما أكد عليه البيان الذي أصدره دولة عبدالله النسور.


البعض يقول استقالة والأخر يرد بل هي إقالة, لكن من وجهة نظر محكمة مبنية على أسس وطنية بحتة فلا يهم إن كانت استقالة أو إقالة بقدر ما يهم الوطن الذي ضاع بين الاثنين!! لا يخفي أي منا إن المجالي في عهده قد حاول أو تمكن تقريبا من الحفاظ على الأردن هادئا مستقرا بخلاف ما تشهده المنطقة العربية المشتعلة من حولنا, لكن المجالي في الآونة الأخيرة يقال أن الخلافات كبرت بينه وبين الثنائي الطوالبة والسويلمين ليحتدم الأمر وينتقل إلى أروقة وزارة الداخلية ومديريتي الأمن العام والدرك ويؤدي إلى استقالة حسين باشا المجالي وإقالة الطوالبة والسويلمين, فهذا الثلاثي هو من يدير منظومة الأمن في البلاد.


بالنسبة لي, فأنا مع قرار إعادة سلامه حماد لوزارة الداخلية نسبيا, فالأردن يمر بوضع حرج جدا وأزمات كثيرة تتكدس عليه وأمور وطنية عالقة تنتظر الحل الجذري في أسرع وقت, فهذا وقت يصعب فيه أن يجرب وجوه شابة جديدة بسبب خطورة المرحلة والوضع الراهن الذي يمر به الأردن الذي يستدعي الصرامة والحنكة والقوة, ولكن ليس أحكام القبضة الأمنية وتطبيق الأحكام العرفية, بل حنكة ودهاء من رجل دولة متمرس سابقا يجيد العمل السياسي بأدق صفاته, لكن ليس إعادة شبح قانون الصوت الواحد, بل حلول جذرية سياسية واقتصادية تخرجنا ولو على متر من اليابسة من البحر الهائج الذي نسبح به حاليا.


يجب إظهار الوجوه الشابة للعمل السياسي في أركان الدولة لكن ليس في مراحل صعبة تستدعي أن يؤتى لمسؤولين السابقين المتكدسين في مخازن الدولة ليستلموا المناصب حتى ببعض سلبياتهم والقضايا التي عليهم, سلامه حماد اختياره في مرحلة حساسة تستدعي منه وضع أضعاف مجهوده في خدمة الوطن وحلول لهموم الوطن وقضاياه على مختلف الأصعدة والمجالات سياسية كانت أم اقتصادية.


هاهو المجالي يتنازل عن منصبه ويقدم الاستقالة بسب تقصيره الواضح في الكثير من الأمور, ليستلم من بعده معالي سلامه حماد, وقد استلم الأخير عدة مناصب سابقا وعمره 71 سنة الآن, وقد شغل حماد في التسعينات منصب وزير الداخلية, وها هو حماد يعود للوزارة بعد عشرين سنة من تركها, ويواجه حماد الآن معيقات اكبر من سابقاتها في التسعينات فمعاليه الآن يواجه تحديات كبيرة يجب عليه حلها وقد يكن اختياره من قبل القصر لأنه ابن الوزارة من عشرات السنين كما انه تدرج في المناصب إلى أن وصل إلى منصب وزير الداخلية, حماد الآن عليه أن يجد حلول منطقية لعدد من الأمور أهمها عدم رفع أسعار الخبز, وثانيا حل جذري يرضي الجميع ولو على حسابنا بحل مشكلة أو ظاهرة العنف الجامعي التي أصبحت عند البعض ما هي إلا خبر اعتيادي يقرأه المواطنون في أخبارهم اليومية, فأمر العنف الجامعي هو اسخن الملفات تقريبا على طاولة سلامه حماد.


معان, ركز جيدا سلامه حماد... معانهي من ساهمت بشكل كبير جدا في تقديم حسين باشا المجالي أوراق استقالته إلى دولة عبدالله النسور وإقالة مدير الأمن العام توفيق الطوالبة وقائد قوات الدرك احمد السويلمين, لذا وجب عليك معالي سلامه حماد التفكير جيدا في خطط واستراتيجيات منطقية ووطنية, ترضي جميع الإطراف في معان, ووضع خطط جدية للامساك بالمطلوبين متعاونا مع المجتمع المحلي ووجوه العشائر في معان.


سلامه حماد, قد رحل الجنرال حسين المجالي بسبب تقصيره في بعض الأمور, لذا عليك سيدي أن تكون دارسا للوضع السياسي الأردني المتهالك والاقتصادي المنهك والأمني المتماسك تقريبا, معاليك كن كفؤ من أجل الوطن لأن الوطن الآن يمر بمرحلة صعبة حساسة للقرارات الخاطئة, وأي قرار خاطئ قد يؤدي بنا إلى المجهول, وتذكر أن تخدم الوطن بكل إخلاص وأمانة كما حلفت على كتاب الله تعالى.


من حسين باشا المجالي, إلى سلامه حماد, هموم وطن بانتظار الحل الجذري الصحيح, لذا كن كفؤ سيدي وحل هذه المشاكل ليس من اجلي أو من اجل احد بل من أجل الوطن.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد