النكسة والنكبة وجهان لانكار هزائم مرة

mainThumb

27-05-2015 01:26 AM

النكبة كلمة سمعناها بعد ان مرغت وجوه الجيوش العربية في عام سبعة وستين عندما اصبح نسور العدو الاسرائيلي على دجاج العرب فمزقها شر تمزيق وسيطروا بعدها على سماء المعركة وبدا بعض من رموز الاعلام والذين لا زالوا يغردون في الفضاء الاعلامي العربي ليومنا هذا توزيع الكذب على المواطن العربي المساكين بان طائرات هؤلاء النسور تتساقط كاوراق الشجر واذا بالجنود المصريين هم والجنود السوريين والاردنيبن يلهثون في الصحراءوالجبال والوديان يلاحقونهم هؤلاء النسور الجبناء ليتسلوا على قتلهم وتدمير دباباتهم وفي اقل من ستة ساعات كانت الثلاث جيوش العربية تتهاوى امام تسيد هؤلاء النسور لسماء المعركة التي حاول العرب وعلى راسهم احد قادتها الالتفاف على هذه الهزيمة بتسميتها نكبة.
 
 احببت ان اعرج على هذه الذكرى المؤلمة بالرغم من انني ساغضب ما يطلق عليهم القوميون العرب لانها وعلى ما يبدو اصبحت مرجعية عالمية تستخدم في قواميس المهزومين والمازومين من زعماء العالم وللعرب الحق ان يعتزوا بانهم اول من اوجدوا افضل السبل لتبرير الهزائم فها هو الزعيم الامريكي اوباما يستخدم كلمة مرادفة للنكبة وهي النكسة ليعود ويذكرنا بالزعيم العربي القومي الراحل جمال عبد الناصر الذي اطلق على الهزيمة في سبعة وستون كلمة النكبة والتي حاول من خلالها استعطاف شعبه بتمثيلية متقنة بخطاب الاستقالة الشهير الذي اعترف به بالمسؤوليته عن هذه النكبة وليس الهزيمة التي ادت الى فقدان الالاف من الجنود المصريين والسوريين والاردنيين والعرب ما بين قتيل واسير وتائه اما في صحراء سيناء او جبال الشام لقد استطاع حينها هذا الزعيم ليس فقط من طمس حقيقة الهزيمة بل وتصويرها على انها نكبة بذر الرمال في عيون الشعب المصري والعربي الذي غلبته العاطفة وليس العقل ليخرج بمظاهرات تاييد له للعودة عن الاستقالة بدل ان يطالب بمحاكمته والاطاحة براسه وتحميله كل ما حصل من ضياع للارض والعرض والشرف العسكري لجنود هذه الامة هذا لو ان هناك شعوب صاحية في ذاك الوقت لكن للاسف كان هناك اغنام مسيرة لا اكثر ولذلك بلعت الطعم ومرر عليها النكبة بدل الهزيمة واي هزيمة هذه؟ في ستة ساعات خسرنا ما تبقى من ارض فلسطين على راسها الاقصى و كامل الضفة الغربية وفطاع غزة و اراض عربية بونص وهي سيناء وقناة السويس وهضبة الجولان السورية والتي لا زالت معظمها تحت الوصاية والسيطرة الاسرائيلية ليومنا هذا مع كل ما يقال عن تحرير سيناء اضافة الى اكثر من ملون لاجيء اضافي انها النكبة فكيف لو كانت هزيمة؟.
 
اما نكسة الزعيم اوباما في الرمادي والعراق وسوريا فهي لا تفرق عن النكبة من حيث المضمون والمفهوم فقد الكلمة وما اقرب اليوم بالامس ولكن الابطال تتبدل فالبطل هذه المرة ليس زعيما عربيا بل زعيم اكبر دولة في العالم الرئيس اوباما لكن وجه الشبه بينهما انهما افريقيان فربما ذبابة افريقيا لدغتهما فقبل ايام خرج علينا بما سمى النكسة في الرمادي والذي من خلالها حاول اخفاء وجهه المهزوم والمكلوم في العراق وسمي انهزام الجيش العراقي في الرمادي بانه خسارة معركة وليس حرب ليرفع من عزيمة جنوده ومستشاريه الخائبين على يد الجيش العراق المهزوم  في حربه على ما يد ما يسمى الدولة الاسلامية والتي هي بعض من الضالين والخوارج عن الملة والدين استطاعوا ان يشكلوا جيشا جرارا من بقايا الجيش العراقي الذي كان يصول ويجول سابقا واصبح الان يجر الهزيمة تلو الاخرى على يدي الامريكان والغرب هؤلاء ذوي خبرات عسكرية عالية التدريب اضطهدوا وطردوا على يد بريمر الصهيوني فوجدوا ضالتهم لدى داعش ليردوا الصاع صاعين وبعض من المكلومين من العراقيين الذين قتلوا وشردوا وانتهكت حرماتهم على يد مليشيا طائفية ليس لها اي صلة بالدين مثلها مثل داعش وجزيء اخر من المغررين والممسوحي العقول من شتى اصقاع الارض قدموا باسم الجهاد لنصرة اخوانهم المسلمين في العراق وسوريا .ان داعش وايران وجهان لعملة واحدة فالاولى  استغلت واستثمرت الخلافات الطائفية الشيعية السنية في المنطقة والثانية تقتاد عليها لتمرير مشروعها الاقليمي الطائفي عبر ما تسميه ثورة المظلومين عبر اذرعتها التي زرعتها ورعتها ودربتها وامدتها بالسلاح والمال في كل من العراق, سوريا ولبنان والبحرين والسعودية واخيرا اليمن كل هذا خلط الاوراق وجعل حلفاء امريكا في المنطقة يشعرون بالحرج والقلق من هذا التمدد المزدوج والاتفاقيات الجانبية ما بين الامريكان وايران والتغاضي عن تمددها مما جعلهم يعتمدون على انفسهم ويخرجوا حتى عن التنسيق مع هذا الحليف وما عاصفة الحزم وما حصل من تغيب عن اجتماعات كامب ديفيد الا ادلة على ما نقول اننا ان قلنا ان هناك توافق جزئي ما بين داعش وايران وحلفائها في بعض من مناطق الصراع لن نبيح سرا فما يحدث في القلمون وريف دمشق ودرعا الا دليل ساطع على التعاون الغير معلن بينهما فكلا الطرفين يحاربان المعارضة السورية واما تمثيلية تدمر فهي مكشوفة وهي من اجل كشف ظهر المعارضة السورية في القلمون ومحاصرتها في ريف دمشق.
 
ان اطراف اللعبة الاصدقاء الحلفاء الاعداء في المنطقة باتوا معروفين فهم يتوافقون على محاربة داعش والقضاء عليها ولكن كل حسب برنامجه فالتحالف العربي يريد القضاء عليها ولكن بالتصدي للمشروع الايراني حتى لو بالتحالف مع الشيطان اما ايران فهي لا تمانع من استخدام ورقة داعش والتنسيق معها بشكل سري او علني لاظهارها بالبعبع لاخافة امريكا والغرب و بانها البديل للانظمة القائمة في كل من سوريا والعراق في حال انهيارها للابقاء عليها ثم التنسيق مع حكومة العراق بالتهاون في دعم وتسليح اهل السنة والعشائر في العراق للدفاع عن مناطقهم لتسهيل هزيمة الجيش العراقي فيها وسقوطها بيد داعش  فيهجر ما يهجر منهم ثم تاتي ميليشيات الحشد الشعبي لتطرد هذه العصابة المجرمة وتكمل التهجير وقلب الديموغرافيا لهذه المناطق واما امريكا فهي مع الرابح الذي يحمي مصالحها من الطرفين تمسك الحبل من المنتصف من هنا نقول ان كل استراتيجياتها في العراق و سوريا واليمن  والمنطقة برمتها ستؤول الى المزيد من النكسات  فلا يمكن لاي استراتيجية امريكية ان تنتصر على داعش في الوقت التي تتغاضى فيه عن ميلشيات الحشد الشعبي التي لا تقل عن داعش في اجرامها تقوى وتتمدد في مناطق اهل السنة وتعيث في ارضهم فسادا باسم تحريرها من داعش ثم عن النظام السوري المجرم بحق شعبه اهل السنة من خلال ميلشيات شيعية عراقية وايرانية ولبنانية وتحويل الحرب من مطالب بالحرية الى حرب طائفية ثم اخيرا دعم تمرد الحوثيين في اليمن على حساب الدولة اليمنية وتهديد اكبر حليف في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية , لا يمكن لامريكا وحلفائها ان ينتصروا في معركتهم ضد داعش وهي تتلاعب بمصير حلفائها في المنطقة من خلال التغاضي عن كل هذه التجاوزات الايرانية واخرها قبول اشراك ميليشيات الحشد الشعبي في تحرير الرمادي بل دعمها جويا, ان كل هذه التصرفات هي ارض خصبة للمزيد من التطرف لدى اهل السنة في المنطقة لانهم سيجدون انفسهم محاصرين من كل الجهات ولا يوجد اماهم الا خيار واحد وهو داعش لان القادم هو اسوأ من داعش انهم دواعش بعض الشيعة للاسف, ان المنطقة تجر الى برنامجين ايدلوجيين دينين الاول بقيادة داعش حيث اثبتت انها تقتنص كل التناقضات بين كل اللاعبين في المنطقة وتسخرها لبناء قوتها ثم تمددها على حسابهم لتحقيق برنامجها الايدلوجي الديني لبناء دولة الخلافة كما يطلقون عليه وهو منافس ومعاد بشكل قوي للبرنامج الثاني وهوالايراني الايدلوجي الديني الصفوي للمنطقة وكلا البرنامجين منافسين ومعاديين وبحدة  لبرنامج امريكا وحلفائها في المنطقة التي يتصف بالوسطية الدينية التي تتعايش مع المدنية اليبرالية, ان انتكاسات الرئيس اوباما لن تنتهي عند حدود الرمادي او تدمر بسبب  علاقات ما خفية تلعبها الاطراف مع داعش ظنا من كل طرف انه بداعش سيقوض برنامج الطرف الاخر والاكثر اسافا هنا ان داعش تدرك هذا تاركة اياهم يتصارعون فيما بينهم سائرة بخطى ثابته نحو مشروعها الاقليمي بل العالمي و اكبر دليل على ما نقول انه بالرغم من كل هذا التحالف الدولي وقصف طيرانه لاشهر الا انها لا زالت تملك زمام المبادرة والانتصار بمعاركها على كل الجبهات كان اخرها فرض سيطرتها على الرمادي كاملة ثم تدمر بالكامل ليتكامل مشروعها في العراق وسوريا وهنا الخطورة الحقيقية في المستقبل لما تمثله من امتداد جغرافي متواصل يمتد من الحدود التركية وصولا الى الحدود الاردنية والسعودية ان تهديدات هذه المجموعة الضالة لا بد وان تؤخذ على محمل الجد وما قاله السيد مقتضى الصدر هو حقيقة فهؤلاء وجهتهم ليس فقط الرمادي بل بغداد وكربلاء والنجف واربيل والدول المجاورة .
 
اخيرا نقولها ان الظهور الضعيف للرئيس اوباما وفشل معظم سياساته في المنطقة لا يبشر مطلقا بالخير فالنظام السوري ايل للسقوط ولن تمنحه المساعدات الايرانية ولا حزب الله ولا البراميل المتفجرة البقاء كما ان لامريكا ولا دول التحالف ولا ايران ستبقى على نظام طائفي في العراق يتعامل مع ابنائه الضعفاء الهاربين من بطش داعش بالكفيل وبتحرير مناطقهم بميلشيات طائفية حاقدة اكثر اجراما وفتكا من داعش ثم ان الظلم في كل الاوطان العربية لن يجني الا مزيد من التطرف والتاييد لها هذا فيض من غيظ فهل من عاقل في المنطقة؟ ان مشروع داعش لن يوقفه اوباما ولا اي زعيم غربي بل العكس صحيح فهذا الدعم والتحالف يغذي مشروع داعش وان لم يستفق المسلمين اولا ويبتعدوا عن المشروع الامريكي وتعقل القيادة الايرانية وتترك مشروعها الصفوي الغير قابل للوجود فان مشروع داعش سينتعش ويتمدد ليشمل القاصي والداني ان سقوط الموصل كان اول خازوق دق في نعش المشروع الامريكي وحلفائه في المنطقة وكذلك المشروع الايراني و قيام ما سمي بالتحالف الدولي لمحاربة الارهاب وان لم يتضمن اسم ايران الحاضرة الغائبة فيه اثمر عن احتلال مصفاة بيجي بالكامل وانهزام ثاني للجيش العراقي في الرمادي وانهزام الجيش السوري في تدمر ولا احد يعرف اين عين داعش الان ولكن هذه الانتصارات فتحت لها ابواب وابواب فهي لا تخفي نظرتها الى بغداد وكربلاء واربيل ودمشق وحتى الاردن والسعودية .ان ما يهمنا هو بالدرجة الاولى الدول العربية لانها هي المسهدفة بالتجزيء اولا عليها عدم الاعتماد على الدور الامريكي المتهالك والمهزوم في المنطقة فهذه الدولة التي لم تستطع ان تحمي مدينة مثل الرمادي من السقوط فلا يمكن لنا الثقة بها والاعتماد على استراتيجياتها في حماية المنطقة سواء من التمدد الايراني الذي اصبح يحيط بنا من كل جانب او من هذه الدولة المسخ داعش لقد حان الوقت لدولنا العربية من الاعتماد على نفسها وتقوية اللحمة الوطنية بداخلها اذا ما رغبت ان تواجه المشاريع المعادية في المنطقة على حكوماتنا التصالح مع شعوبها اولا ومع الحركات الاسلامية ذات التوجه المعتدل لا محاربتها علينا فك ارتباطنا بكل المشروع الامريكي في المنطقة فهؤلاء اثبت التتائخ عدم صدقهم وانهزامهم وترك اصدقائهم يلاقون مصيرا سيئا ولا داعي للذكر فالامثلة كثيرة على الجانب العربي والاسلامي مساندة الدور السعودي والتوجهات الجديدة اللقيادة السعودية في المنطقة وليس عيبا او نقصا فتح حوار صريح يواجه فيه الايرانيون بكل صراحة وحزم  واما على الجانب الاردني فعلينا كشعب بناء لحمتنا الوطنية وتقويتها والثقة بقيادتنا ودعمها وكحكومة مراجعة العديد من السياسات الداخلية والخارجية ومحاربة كل انواع الجريمة لان الخطر ليس ببعيد عن حدودنا حمى الله الاردن والدول العربية من كل الفتن. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد